اقرأ في هذا المقال
استخدام القوة في ضوء التطورات الجديدة لأحكام القانون الدولي:
يمكن القول نظريًا أن قضية القوة تشمل كل العلاقات الدولية سواء كانت حربًا أو مواجهة، لذلك نجد أن القوة هنا تتدخل في أهميتها العسكرية وبالتعاون يدخل التهديد بالقوة في إطار القمع في جميع الأحزاب، مثلما تكون القوة في السياسة الدولية أكثر وضوحًا وعادةً ما تسمى السياسة الدولية بسياسة القوة.
وأدى الدور المهم للقوة في العلاقات الدولية إلى ظهور مدارس فكرية تشرح العلاقات الدولية على أساس مفهوم القوة ومع ذلك، على الرغم من أن القوة تلعب دورًا أساسيًا في السياسة الدولية، فقد أصبحت وسيلة لتحقيق هذا الهدف والقيم الوطنية.
ومن الناحية العملية، فإن تأثير استخدام القوة على الواقع الدولي يثبت أهمية هذه القضية. ولذلك، على الرغم من أن المجتمع الدولي يقوم بوضع خطة شاملة للاستجابة للحالات التي تهدد السلام أو تعطله، فإن مبادئ الأمم المتحدة لا تزال تحاول الحد من الغزو وبناء الحروب وجعل الحروب أكثر إنسانية، واستعادة مكانة الدفاع الشرعي عن النفس تنتهك حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية، ودور الأمم المتحدة هو أن الصراعات الدولية لا يمكن أن تنتهي دون اللجوء إلى القوة.
وهذا ما يُفسّر حقيقة أن المجتمع الدولي أصبح فوضوياً وأن مشاكله يتم حلها بالتدخل العسكري، وقد أصبحت هذه إحدى المشكلات المطروحة على مستوى العلاقات الدولية، فالعمليات العسكرية غير قانونية وقد يكون لها آثار وخيمة على النظام الدولي.
وهناك معاهدة دفاع جماعي منصوص عليها في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تم التصديق عليها من قبل 19 دولة أمريكية، بما في ذلك الولايات المتحدة وتعتبر رائدة الترتيبات مثل الناتو وحلف وارسو. وحتى الآن، فيما يتعلق بفنزويلا، سمحت الهيئة الاستشارية في المعاهدة فقط بعقوبات مالية محددة الهدف ضد النظام. ومع ذلك، تمت الإشارة إلى المادة 8 من القانون الدولي المؤقت والتي تنص من بين أمور أخرى، على الاستخدام غير المشروط للقوة كملاذ أخير.
وعلى الرغم من أن المادة 53 من ميثاق الأمم المتحدة تنص على أنه بدون إذن من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا يجوز اتخاذ إجراءات إنفاذ القانون على أساس الترتيبات أو الوكالات الإقليمية، لكن القرار الأول للوكالة بشأن الوضع في فنزويلا لم يذكر هذا الحكم، حيث أن بعض الفقهاء قاموا بدراسة ما إذا كانت ممارسات الدول اللاحقة ستؤدي إلى تفسير جديد للمادة 53 وفقًا لأحكام اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، سيتعارض هذا التفسير الجديد مع الأحكام الصريحة التي تتطلب موافقة مجلس الأمن وتعزيز الإجراءات التي تتخذها المؤسسات الإقليمية.
مسائل استخدام القوة في القانون الدولي:
هناك مسألتان تتعلقان باستخدام القوة وهما:
- القضية الأولى: استبعاد المعايير الأخلاقية ونزع الصفة الإنسانية عن القوة ولا مجال للاعتبارات الأخلاقية والإنسانية، وبالتالي فإن المدنيين الأبرياء هم الضحايا دائمًا.
- القضية الثانية: القوة القانونية وقد برز هنا دور الأمم المتحدة في توفير هذه الشرعية لاستخدام القوة، وتأخذ هذه الشرعية شكلين هما: الشكل الأول: الرسالة الدولية لعصبة الأمم التي تستخدم القوة في إطار هذه المهمة. والشكل الثاني: أن يمكّن للأمم المتحدة مباشرة ما تم فعله يضيف مشكلة أخرى للجيش، وهي قضية الأهداف السياسية للقوات المسلحة.
وبغض النظر عن سبب استخدام القوة، فإنها لا تزال غير قادرة على تحقيق الهدف من وراء استخدامها، بل على العكس من ذلك، فإن الاستخدام المفرط للقوة سوف يوسع الفجوة بين الرغبة في الكراهية والبغضاء والقتل والانتقام.
حيث إن هناك طريقة أخرى لاستبدال القوة العسكرية وهي تفعيل قوة الشرعية الدولية ودور الأمم المتحدة في تحقيق توازن الحقوق بين الدول، وحل النزاعات الدولية بالوسائل السلمية والحوار وتكامل الحقوق بين الدول وقيمة تفعيل التعاون والحوار بين الأديان، ورسالة الأديان هي الحوار ونبذ العنف وتحريم القتل.
فإن الوضع الدولي الراهن يستنزف السلم والأمن الدوليين؛ لأن العالم اليوم في حالة هيمنة باستخدام القوة، مما سيخلق شعوراً بالكراهية والعداء بين الشعوب في مختلف الدول، عندما يستقر بعض الناس يحاولون تدمير أساس كل استقرار وتوازن.
وبالإضافة إلى ذلك، بعد استعادة الأمم المتحدة سيطرتها في حالة النزاعات والحروب، فإن الاستخدام المفرط للقوة والإجراءات الأحادية لن يؤدي إلا إلى أزمة دولية والتي ستؤثر على الجميع والجهود الأكاديمية والسياسة، من خلال الاتفاقيات الدولية الملزمة لجميع الأطراف في المجتمع الدولي ويجب حشدها والتوقيع عليها.