العمارة الباروكية هي طراز معماري نشأ في أواخر القرن السادس عشر في إيطاليا واستمر في بعض المناطق مثل ألمانيا وأمريكيا الجنوبية الاستعمارية، واستمرت حتى القرن الثامن عشر، اصطلح المؤرخون لتاريخ الفن والعمارة على تسمية طابع الفن والعمارة الذي ظهر في الفترة ما بين 1700 ميلادي إلى 1750 ميلادي بعصر الباروك، ومعنى هذه التسمية (الباروك) غير منتظم، لولوبي أو ملوى، ومن المتفق عليه أن هذا الطراز الجديد بدأ مولوده في روما في السنوات الأخيرة للقرن السادس عشر.
ولكن الذي لم يتفق عليه إلى الآن إن كان طراز الباروك هو الوجه النهائي والأخير للطراز النهضي، في الواقع إن طراز الباروك له علاقة واضحة ومرتبطة بثقافة وعلوم هذه المرحلة أو العصر الذي ظهر فيه، بل كان مرتبطاً أيضاً بالعلوم الدينية والأحداث السياسية والتطورات الثقافية التي امتزجت بالمذهب الكاثوليكي وحددت أسسه وتعالميه.
تم التخطيط في هذا الطراز لأشكال معمارية معقدة، حيث في الغالب كانت تستند إلى الشكل البيضاوي والأشكال الديناميكة، كما اعتمدت على التداخل بين المساحات لزيادة الشعور بالحركة والإثارة، كما احتوت على صفات مميزة مثل التباين (خاصة في الإضاءة) والانحناء وتميزت بمجموعة مذهلة من العلاجات السطحية الغنية والعناصر الملتوية والتماثيل المذهبة، كما قام مهندسون هذا الطراز باستعمال الألوان الزاهية والأسقف المزيفة الزاهية بشكل واضح.
تطور طراز الباروك:
كانت روما سنة 1600 ميلادي المركز المشع لطراز الباروك، مثل ما كانت من قبل مركزاً لبداية الطراز النهضي، فقد جمعت حولها فنانين من أنحاء العالم ليؤدوا عملهم ويتحدوا الزمن بهذا العمل الفني الجديد، رغبة في إظهار روما بالمظهر اللائق بها وجعلها أجمل مدينة للعالم المسيحي تمجيداً للرب والكنيسة، حيث ظهر في هذا العصر فنانين عمالقة هم الذين خلقوا هذا الطراز الجديد منهم الفنان (كارافاجييو)، الذي قام بعمل عدة لوحات فنية تذكارية للكنيسة، والفنان (أنيبال كراكى) الذي تميز بأعمال عظيمة وله لغاية الآن لوحات عظيمة في متحف موجود في مدينة روما، وأعمال الفنان رافئيل الخالدة وغيرهم من الفانين.
وضع برنيني أسس الباروك وقواعده، سواء في التصميم الداخلي أو أعمال الزخرفة والنحت وعلاقة أي فن من هذه الفنون بالفراغ المحيط به سواء من الداخل أو الخارج، ويمثل بهو الأعمدة الذي صممه برنيني لكاتدرائية القديس بطرس في روما من أروع مظاهر التخطيط الباروكي، كذلك التصميم الداخلي لعرش سان بيتر الذي يجمع بين جمال فن النحت والعمارة، كما يعد جوهان فيشر أعظم مهندس معماري لطراز الباروك ومن أشهر أعماله كنيسة شارلس.
تتطور طراز الباروك وانتشر في روما وخارجها، حيث بدأ يأخذ مكان له في شمال الألب والنمسا وجنوب ألمانيا، حيث رحبت هذه البلاد بالطراز الجديد الذي يعد بشكل من الأشكال يجمع بين العمارة القوطية والعمارة النهضية، ويجدر بالذكر أن طراز الباروك في تلك البلاد قد لعبت فيه الخطوط المنحنية وأعمال النحت الرشيقة الذي امتازت بالخفة والبساطة دوراً أساسياً في التصميم والتكوين والإخراج.