متحف الخزف الإسلامي المصري

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مصر:

يوجد في مصر عدد هائل من المتاحف وبسبب التاريخ الطويل المتنوع لأرض النيل، تتمتع مصر بمجموعة ضخمة من العناصر والمعارض التي تم جمعها من فترات زمنية مختلفة. تمكنت الحكومة المصرية خلال القرن الماضي من إنشاء العديد من المتاحف الشيقة لإيواء هذه العناصر الرائعة التي جذبت انتباه السائحين من جميع أنحاء العالم.

ما لا تعرفه عن متحف الخزف الإسلامي:

يقع هذا المتحف في قصر الأمير إبراهيم بالزمالك، ويقدم مجموعة رائعة من الخزف المكتسب من دول إسلامية مختلفة، كما يتكون المتحف من مجموعة من القطع الأثرية التي تمتاز بالجمال الكبير والرونق المميز، كما يتكون متحف الخزف الإسلامي في حي الزمالك بالقاهرة من ستة أقسام تعرض معارض من ستة أنماط، كانت قد انتشرت في مصر خلال فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي، حيث إن كل قسم من هذه الأقسام له طابعه الخاص وسحره، مما يجعل زيارة المتحف ممتعة للغاية لأي زائر مهتم بفن الخزف بشكل خاص والتاريخ المصري بشكل عام.

لطالما تميز العرب والمسلمون في مجال صناعة الفخار التقليدي. ومنذ الأيام الأولى للإسلام حتى قبل ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، استخدم العرب الفخار لإنتاج العديد من العناصر للعديد من الاستخدامات المتنوعة، حيث ترجع فكرة إنشاء متحف لعرض الخزف الإسلامي كعنصر من مكونات مركز الجزيرة للفنون بالزمالك إلى عدة عوامل وأسباب.

تصميم متحف الخزف الإسلامي:

يشغل المتحف الطابقين الأول والثاني من قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك، وهو حي صغير بالقرب من وسط القاهرة، حيث تم تشييد القصر في الأربعينيات، ويتميز بطرازه المعماري والزخرفي الرائع وهو مزيج رائع بين الأساليب الكلاسيكية الأوروبية والتأثيرات المغربية والأندلسية والتركية، وهو نوع من الفن كان شائعًا جدًا خلال فترة حكم الدولة.

يتكون القصر بشكل رئيسي من قاعات واسعة وصالات عرض تحيط بالردهة الرئيسية مع نافورة جذابة مطلية بالرخام الملون في الوسط والقبة الكبيرة في الأعلى، كما يتميز قصر الأمير عمرو إبراهيم بنوافذ زجاجية ملونة رائعة، وهو نصب تذكاري معاصر رائع. يتميز قصر الأمير عمرو إبراهيم أيضًا بجدران وأسقف مزخرفة بشكل رائع مع العديد من الزخارف المختلفة والأساليب الجميلة من الزخارف على الطراز العربي.

القسم الفاطمي بالمتحف:

يعد القسم الفاطمي في متحف الخزف الإسلامي من أكثر الأقسام تميزًا في المتحف، ويستضيف أقدم المعروضات وأكثرها قيمة في المتحف، حيث تقع هذه القاعة على الجانب الأيمن من المدخل الرئيسي للمتحف، وهي مستطيلة الشكل بثلاث نوافذ مشربية كبيرة مزينة بالخط العربي والتركي وبلاط عثماني رائع باللونين الأبيض والأزرق والأحمر والعديد من النباتات على الطراز العربي.

كما يوجد في وسط القاعة طاولة طعام مصنوعة من الرخام، والتي كانت في الأصل من بين أثاث القصر، حيث يستخدم هذا القسم الآن لعرض 19 قطعة من عناصر المتحف تتكون من 16 لوحة و3 أواني بأحجام وأشكال وزخارف مختلفة. ومع ذلك فقد صنعت جميعها خلال الفترة الفاطمية بين القرنين العاشر والثاني عشر.

على الجانب الأيسر والأيمن من مدخل القسم الفاطمي، توجد طاولتان رخاميتان تعرضان عددًا من العناصر المثيرة للاهتمام بما في ذلك زجاجات الزيت وأواني الزهور الصغيرة وبعض الأختام الملكية المصنوعة من الفخار الذي يعود إلى العصر العثماني. كما تعرض الطاولات الأخرى في هذا القسم نوافذ خشبية تحتوي على أواني فخارية تقليدية شهيرة وزجاجات والعديد من العناصر الأخرى المثيرة للاهتمام التي تم إنشاؤها خلال العهد الفاطمي في مصر بإجمالي 72 عرضًا مميزًا.

القسم العثماني بالمتحف:

كما هو الحال في القسم الفاطمي، فقد يحتوي القسم العثماني على قاعة مستطيلة الشكل تتميز بنوافذ كبيرة من المشربية والبلاط التركي الأحمر والأبيض والأزرق الشهير على الجدران، وهناك أيضًا بعض الزخارف الجبسية الرائعة.

وعلى الجانب الأيسر من مدخل القسم توجد مدفأة تقليدية رائعة مزينة بالبلاط العثماني مع كتابة حروف عربية رائعة وأرضية هذه القاعة مغطاة بالبلاط الرخامي ذي الأشكال الهندسية. وهناك مربع كبير محاط بثمانية مربعات أصغر ممزوجة معًا في تناغم رائع، كما يستضيف القسم العثماني 12 مكانًا للعرض الزجاجي ويستضيف أكثر من 100 عنصر يعود تاريخه إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر. تشتمل العروض على أطباق وسلطانيات وأباريق وأكواب وأواني وبلاط مزخرف بالعديد من أنماط الديكور المختلفة المذهلة.

القسم المصري بالمتحف:

يعرض هذا القسم الذي يتقاطع مع القسم العثماني الأصناف التي صنعت في مصر في مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي؛ العصر الأموي والأيوبي والمملوكي والعثماني. يحتوي هذا القسم على ستة قاعات عرض بها أكثر من 40 عنصرًا معروضًا بأحجام مختلفة واستخدامات مختلفة. تتميز عناصر هذا القسم بزخارفها وألوانها البسيطة، ولكنها ساحرة مع الخطوط العريضة للزخارف الخطية والهندسية والحيوانات والنباتات.

يستضيف هذا القسم من المتحف أيضًا بعض العروض من الطرز التركية والفارسية التي تتميز بزخارف النبات. تشمل هذه العروض أواني الزهور والأباريق والأوعية. ومن بين أكثر المعروضات تميزًا في هذا القسم هناك إبريق من الطراز الباريسي برأس حيوان، وهو أسلوب ملكي كان شائعًا بين عائلة محمد علي.

بهو المتحف:

يقع البهو اللولبي عند مدخل المتحف في قلب القصر، حيث يتميز بنوافيره الرائعة والزخارف الرخامية والجبسية البارزة. وفوق بهو القصر توجد قبة فريدة من نوعها على الطراز المملوكي، وتتكون من شكل مربع، ويزين كل جانب بزجاج ملون.

وهناك أيضاً ثريا نحاسية كبيرة تضفي جواً خاصاً على هذا القسم، كما يستضيف البهو عددًا من العروض التي عُرضت في سوريا خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر بما في ذلك الأباريق والأواني والأكواب والأوعية المختلفة التي تثير اهتمام الزائرين الذين يدخلون المتحف لأول مرة.

الطابق الثاني بالمتحف:

درج داخلي يقود الزائر من بهو القصر إلى الطابق العلوي الذي يطل على الردهة وبعض أقسام المتحف الأخرى. كان هذا في الواقع (الحرملك) للقصر أو القسم الذي تم تخصيصه لأصحاب المنزل للشعور بالراحة فيه. تتنوع الزخارف في هذا الطابق لأن بعضها يتبع الحيوانات والنباتات الشائعة في الزخارف، بينما البعض الآخر أكثر تطوراً في الحلي والتلوين.

قسم الأمير:

هذا القسم هو أحد مكونات الطابق الثاني للمتحف، وتتكون من غرفة خارجية وغرفة وسطى ثم حمام. الغرفة الخارجية على شكل مربع مع أقرب جدار خشبي مزين بعرق اللؤلؤ. تقع على الجانب الأيسر من الغرفة حيث توجد نافورة صغيرة رائعة مغطاة بالرخام في كل مكان وعدد من أرفف الكتب المزخرفة.

كل هذه العناصر هي من بين الأثاث والممتلكات الأصلية للأمير عمرو إبراهيم، حيث تستضيف هذه الغرفة خمسة شاشات فقط؛ الأول هو طبق صنع في المغرب خلال القرن الثامن عشر. الأربعة الأخرى عناصر مختلفة صنعت في سوريا خلال القرن الثاني عشر، كما تتميز الغرفة الوسطى أو قاعة الأمير بأنماط الزخرفة الباروكية والروكوكو الممزوجة بالخطوط العريضة التركية والإسلامية التي كانت سائدة في مصر خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. كما تحتوي قاعة الأمير على بعض الأثاث الرائع الذي يضم أريكة خشبية مزخرفة وصندوق خشبي مزين بالصدف، والذي كان يستخدم لتخزين المجوهرات والأشياء الثمينة للأمير.


شارك المقالة: