اقرأ في هذا المقال
مدينة القسنطينة:
وهي واحدة من المدن الواقعة في الجمهورية العربية الجزائرية، تم تسميتها بهذا الاسم بعد عام 1981 ميلادي، وتسمى بالعربية بلاد الهوى، وبالفينيقية سيرتا، وهي مدينة تقع شمال شرق الجزائر، هي تمثل قلعة طبيعية، تحيط المدينة هضبة صخرية على شكل الماس، باستثناء الجنوب الغربي، تقع بمضيق شديد الانحدار عبر الجانب الشرقي منه يتدفق نهر روميل.
جغرافية مدينة القسنطينة:
تقع الهضبة على ارتفاع يصل إلى نحو 2130 قدمًا (650 مترًا) فوق مستوى سطح البحر ومن 500 إلى 1000 قدم (150 إلى 300 متر) فوق قاع النهر في الوادي، تقع منحدرات المضيق في أضيق نقطة تصل إليها على مسافة 15 قدمًا (4.5 مترًا) وفي أقصى عرض لها حوالي 1200 قدم (365 مترًا)، يتم التنقل عبر المضيق في منطقة الزاوية الشمالية الشرقية للمدينة بواسطة جسر القنطرة، وهو عبارة عن هيكل حديث يبلغ ارتفاعه 420 قدمًا (130 مترًا) تم بناؤه في موقع الجسور السابقة، الشمال والجنوب من المدينة هم على التوالي وهو جسر معلق و جسر.
تاريخ مدينة القسنطينة:
تقوم الكهوف التي تم العثور عليها في جدران مضيق روميل بتقديم دليل على استيطان البشر في المنطقة في عصور ما قبل التاريخ، وبحلول القرن الثالث قبل الميلاد، كانت مدينة قسنطينة القديمة تعرف باسم (Cirta أو Kirtha) (من الكلمة الفينيقية لـ “مدينة”)، واحدة من أهم مدن نوميديا ومقر إقامة ملوك الماسيلي.
تحت حكم ميكيسا ( خلال القرن الثاني قبل الميلاد ) وصلت المدينة إلى ذروة ازدهارها وتمكنت من توفير جيش من 10.000 من الفرسان و 20.000 من المشاة، تشكلت سيرتا كمستوطنة رومانية في عهد يوليوس قيصر وعمل لاحقًا كرئيس لاتحاد كونفدرالي من أربع مستعمرات رومانية على ساحل شمال إفريقيا.
في حرب الإمبراطور الروماني ماكسينتيوس ضد الإسكندر المغتصب النوميدي، دمرت المدينة وعند ترميمها عام 313 ميلادي أعيدت تسميتها لراعيها، وهو قسطنطين الأول الكبير، ضلت غير مسيطر عليها خلال غزو الفاندال لأفريقيا، لكنها سقطت في أيدي العرب (القرن السابع)، خلال القرن الثاني عشر ضلت المدينة مزدهرة على الرغم من نهبها الدوري، وكانت تجارتها بما فيه الكفاية واسعة لجذب التجار من بيزا، جنوة، والبندقية.
صلاح الدين الأيوبي، الذي حكم قسنطينة من 1770 ميلادي إلى 1792 ميلادي، قام بتزيين المدينة بشكل كبير وكان مسؤولاً عن تشييد معظم المباني الإسلامية القائمة، منذ وفاته في عام 1792 ميلادي، ترتدي نساء المنطقة الهيك الأسود (لباس يشبه الخيام) في حداد، بدلاً من الهيك الأبيض الذي يتم ارتداؤه بانتظام في بقية الجزائر.
في عام 1826 ميلادي أكدت قسنطينة استقلالها عن الجزائر، في عام 1836 ميلادي قام الفرنسيون بمحاولة فاشلة لاقتحام المدينة وتكبدوا خسائر فادحة، لكن في العام التالي تمكنوا من الاستيلاء عليها بهجوم آخر، في الحرب العالمية الثانية خلال حملة الحلفاء 1942-1943 ميلادي في شمال إفريقيا، كانت قسنطينة ومدينة سطيف المجاورة قواعد قيادة مهمة.