مدينة تشيسكي كروملوف في التشيك

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة تشيسكي كروملوف:

نشأت المدينة حول قلعة قوطية بناها النبلاء البوهيميون على المنحدرات فوق فلتافا في منتصف القرن الثالث عشر، أما في القرون التالية قام المحتلون الأرستقراطيون بمن فيهم أعضاء منزل شوارزنبرج بتوسيع القلعة ودمج عناصر عصر النهضة والباروك، وفي النهاية أنشأوا أحد أكبر مجمعات القلعة في وسط أوروبا، كما تم الحفاظ على طابع القرون الوسطى لوسط تشيسكي كروملوف، وتم إدراجه في قائمة التراث العالمي اليونسكو في عام 1992.

من العصور الوسطى إلى منتصف القرن العشرين كانت المدينة مأهولة بمزيج من التشيك والألمان، ولكن بعد إنشاء تشيكوسلوفاكيا في عام 1918 رفضت الحكومة التشيكوسلوفاكية الشكل الألماني لاسم المدينة لصالح النسخة التشيكية الحالية، وبعد الحرب العالمية الثانية طردت الحكومة السكان الناطقين بالألمانية.

يعد المركز التاريخي لتشيسكي كروملوف مثالاً بارزاً لمدينة صغيرة من العصور الوسطى في أوروبا الوسطى، والتي ظل تراثها المعماري سليماً بفضل تطورها السلمي على مدى أكثر من عدة قرون، هذه المدينة الإقطاعية التي كانت مركزاً سابقاً لملكية كبيرة مملوكة لعائلات نبيلة قوية لعبت دوراً مهماً في التاريخ السياسي والاقتصادي والثقافي لأوروبا الوسطى.

كما تأسست في العصور الوسطى وخضعت لتحولات عصر النهضة والباروك، نظراً لأنه بقي على حاله تقريباً فقد احتفظ بتخطيط الشارع الخاص به، والذي يعد نموذجياً لمدن العصور الوسطى المخطط لها، بالإضافة إلى العديد من المباني التاريخية بما في ذلك تفاصيلها مثل أشكال الأسقف وزخرفة واجهات عصر النهضة والباروك والمساحات المقببة وكذلك التصميمات والديكورات الأصلية.

حيث أن أقدم مستوطنة في المنطقة تعود إلى العصر الحجري القديم قبل الميلاد، كما تمت الإشارة إلى الاستيطان الجماعي في العصر البرونزي، والمستوطنات في العصر الحديدي الأصغر، وتم تأريخ المستوطنة السلافية اعتباراً من القرن السادس الميلادي، وتم تمثيل السلاف بقبيلتين بوليتيس ودودليبي، وهي مستوطنات ما قبل التاريخ في منطقة تشيسكي كروملوف.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة تشيسكي كروملوف:

مجمع قلعة تشيسكي كروملوف:

يعود تاريخ ثاني أكبر مجمع للقلاع في البلاد الثانية بعد قلعة براغ إلى عام 1240، ولأن القلعة استمرت في التوسع على مر القرون، فهي اليوم مزيج رائع من العديد من الطرز المعمارية، وتضم حديقة روكوكو كبيرة تعود إلى القرن الثامن عشر ومنزل ومتاهة رائعة من الأقبية، كما يمكن للزوار أيضاً مشاهدة نافورة القلعة التي بنيت في الأصل في منتصف القرن الثامن عشر وأعيد بناؤها وتحديثها بعد قرن من الزمان.

ميزة أخرى جديرة بالملاحظة هي المسرح الباروكي الرائع بالقلعة الذي تم بناؤه عام 1682 مع معدات المسرح والدعائم التي لا تزال قيد التشغيل، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، ومن أهم الأشياء التي يجب القيام بها أثناء استكشاف القلعة الصعود إلى برج الجرس الطويل بالمسرح للحصول على مناظر رائعة مطلة على المدينة، ومن أهم ما يميز زيارة موقع التراث العالمي لليونسكو هذا هو فرصة مشاهدة مجموعة متنوعة من المجموعات المهمة من اللوحات والمنسوجات والمفروشات الرائعة التي تعود إلى الفترة القديمة.

كنيسة القديس فيتوس:

هي كنيسة رومانية كاثوليكية والتي يمكن أن ترجع أصولها إلى القرن الثالث عشر ببناء أول مكان لها، إضافة إلى المظهر المميز للكنيسة هو سقفها المرتفع بشكل هائل، والذي يكون بنفس القدر من الروعة عند مشاهدته من صحن المبنى المزخرف بشكل فخم، وتتميز الكنيسة أيضاً بأنها مكان دفن لعدد من العائلات البوهيمية المهمة، بما في ذلك روزنبرغ وشوارزنبرج، التي تحتوي مقابرها على بقايا أجيال عديدة من كل عائلة، أضف إلى هذا المزيج برج مستدق مثير من القرن التاسع عشر وواجهة مذهلة، ولا عجب في أن الكنيسة كثيراً ما يتم تصويرها.

دير مينوريت:

وهو أحد أقدم المباني الباقية في المدينة الذي يعود تاريخ بناءه إلى منتصف القرن الرابع عشر حتى نهاية عصر الباروك، ولا يزال الدير قيد الاستخدام، وأكثر ما يميزه هو مجموعة فريدة من الجمالونات ذات الأصل القوطي وعصر النهضة والباروك، كما تشمل المعالم البارزة الأخرى المدخل المنحوت بشكل معقد إلى جانب التماثيل الجميلة للقديسين ومذبح الباروك المرتفع المبكر وعدد من الأجزاء القديمة، أما الآن فهناك ورش العمل الرائعة التي تتعامل مع المهارات والحرف التقليدية مثل صناعة الزجاج والحدادة وصناعة الأحذية وكذلك الخياطة حتى تجربة الملابس التقليدية، أيضاً حدائق الدير الرائعة.

النافورة الحجرية:

يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، حيث لم يكن هناك سوى نافورة حجرية في هذا الموقع، ولم يكن يشبه ما تراه اليوم، وقد تم إعادة بناء النافورة في القرن التاسع عشر، ونتج عنه نصب تذكاري سداسي جميل مع عمود من القرن السابع عشر يرتفع من وسطه، وتم بناء العمود إحياءً لذكرى ضحايا الطاعون في أواخر القرن السابع عشر، كما تمثل المنحوتات الموجودة في قاعدتها حماة المدينة والقديسين المرتبطين بمحاربة الطاعون، أما على رأس العمود تمثال للسيدة العذراء.

منازل شارع لاتران:

تُظهر المنازل نفسها التأثيرات المعمارية القوطية وعصر النهضة المتأخرة، والعديد من تلك المنازل منها لها أهمية تاريخية أو فنية في حد ذاتها، كما يرتفع برج كنيسة القديس جوست على طراز عصر النهضة من هذه الأسطح.

قلعة فيتكوف هرادك:

هي أعلى قلعة في البلاد على ارتفاع 1053 متراً فوق مستوى سطح البحر التي تم بناءها في القرن الثالث عشر كحصن ومركز إداري، وشهدت الكثير من الأحداث وحروب هوسيت وانتفاضة التشيك، أما في القرن الثامن عشر بدأت في التراجع واعتبرها الشعراء والرسامون رومانسياً إلى حد ما، وبعد الحرب العالمية الثانية أصبحت منطقة عسكرية مقيدة لفترة.


شارك المقالة: