مدينة تفير في روسيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة تفير هي واحدة من المدن التي تقع في دولة روسيا، حيث تقع مدينة تفير على ضفاف نهر الفولغا على بعد 180 كم شمال غرب مدينة موسكو المركز الإداري لتفير أوبلاست، إنها مركز صناعي وعلمي وثقافي كبير وهي محور نقل رئيسي عند تقاطع خط سكة حديد مدينة سانت بطرسبرغ ومدينة موسكو والطريق السريع الفيدرالي M10 “روسيا” مع نهر الفولغا الأعلى، ويبلغ عدد سكان مدينة تفير حوالي 425000 نسمة، وتمتد المنطقة على مساحة 152 كيلومتر مربع.

مدينة تفير

هناك عدة إصدارات حول أصل اسم مدينة تفير، ووفقًا لأحدهم سميت على اسم نهر تفيرتسا بدورها مشتق من الكلمة الفنلندية (tiort)”سريع”، ووفقًا لإصدار آخر يأتي اسم المدينة من الكلمة السلافية (tverd) “الحصن”، بالإضافة إلى ذلك يرتبط هذا الاسم بالكلمة البولندية (twierdza) “الحصن” والكلمات الليتوانية (tvora) “السياج” و(tverti) “الإحاطة”، وتقع مدينة تفير عند تقاطع السكك الحديدية والطريق السريع الذي يربط مدينة موسكو ومدينة سانت بطرسبرغ مع نهر الفولغا في مجراه العلوي؛ حوالي 180 كم شمال غرب مدينة موسكو و 520 كم جنوب شرق مدينة سانت بطرسبرغ.

يتم الاحتفال بيوم مدينة تفير في يوم السبت الأخير من شهر يونيو، والمناخ في مدينة تفير قاري بشكل معتدل، مع شتاء بارد وطويل إلى حد ما وصيف دافئ ورطب، ومتوسط ​​درجة الحرارة في شهر فبراير هو 8.3 درجة مئوية تحت الصفر في شهر يوليو بالإضافة إلى 19.8 درجة مئوية، ويتوافق شعار نبالة تفير مع الشعار التاريخي لنبالة تفير الذي أقرته الإمبراطورة كاثرين الثانية عام 1780 مع الوصف التالي “في حقل أحمر على وسادة خضراء تاج ذهبي”.

مدينة تفير هي واحدة من أكبر المراكز الصناعية في روسيا، والقطاعات الصناعية الرئيسية للمدينة هي الهندسة الميكانيكية والطباعة وتصنيع الأغذية، ومن السمات المميزة لبناء الماكينات المحلية تركيزها في مؤسسة واحدة (Tver Carriage Works) (أكبر صاحب عمل في تفير مع أكثر من 8 آلاف موظف)، واليوم مدينة تفير هي مركز سياحي مهم في روسيا، حيث حافظت المدينة على الكثير من القصور التاريخية في القرن الثامن عشر، والتي تم بناء جسر الفولغا بأكمله تقريبًا، وتحظى الكنائس التي تم ترميمها في القرن السابع عشر باهتمام كبير أيضًا، ونهر الفولجا يستحق الذكر بشكل منفصل، وفي حدود مدينة تفير ترتدي ضفافها جسور خلابة حيث تم إنشاء مناطق مريحة للاستجمام والمشي.

تاريخ مدينة تفير

مدينة تفيرلها تاريخ غني يعود إلى النصف الأول من القرن الثاني عشر، ورسميًاد سنة تأسيس المدينة هي 1135 ميلادي، ووفقًا للبيانات الأثرية كانت هناك مستوطنة على الرأس عند التقاء نهر (T’maka) مع نهر الفولغا في القرنين التاسع والعاشر، وفي القرن الثاني عشر كانت مستوطنة تجارية صغيرة، وتم العثور على أول حرف من لحاء البتولا في تفير في إقليم تفير الكرملين القديم ويعود تاريخه إلى عام 1200-1220 ميلادي.

في الثلث الأول من القرن الثالث عشر كانت مدينة تفير جزءًا من إمارة بيرياسلاف، وفي عام 1238 ميلادي دمر المغول المدينة لكنها سرعان ما تعافت من الهزيمة، وفي عام 1247 ميلادي أصبحت مدينة تفير عاصمة لإمارة تفير، وساهم الموقع الجغرافي لمدينة تفير على طريق تجاري مهم يربط نوفغورود بشمال شرق روسيا، والبعد النسبي عن القبيلة الذهبية في تدفق السكان من الأراضي الروسية الأخرى إلى المنطقة.

كان نمو مدينة تفير ناتجًا أيضًا عن التغيير في دورها السياسي، وفي عام 1264 ميلادي أصبح الأمير ياروسلاف من مدينة تفير دوق فلاديمير الأكبر لكنه بقي ليعيش في مدينة تفير، وتم استئناف السجلات التاريخية وبناء الحجر في مدينة تفير لأول مرة في روس بعد توقف دام 50 عامًا، وطوّرت مدينة تفير مدرستها الفنية الأصلية في العمارة والرسم على الأيقونات والمجوهرات والفنون الزخرفية والتطبيقية، كما تم سك عملتها الخاصة هنا.

عوامل الجذب الرئيسية في مدينة تفير

قصر السفر الإمبراطوري تفير

نصب تذكاري معماري على الطراز الكلاسيكي مع عناصر باروكية، ويقع في ساحة الكاتدرائية في المركز التاريخي لمدينة تفير، وكان القصر مخصصًا لبقية أفراد العائلة الإمبراطورية في الطريق من مدينة سانت بطرسبرغ إلى مدينة موسكو، واليوم هذا القصر ليس فقط موضوعًا للتراث التاريخي والثقافي ولكنه أيضًا أحد أقدم المباني في مدينة تفير، واليوم يضم قصر السفر الإمبراطوري تفير معرض صور مدينة تفير.

يبلغ عدد المعروضات في المجموعة الفنية للمعرض حوالي 32000 معروض مجموعات فن العبادة (“الروسية القديمة”) في القرنين الرابع عشر والعشرين والرسم والرسومات والنحت الروسية في القرنين الثامن عشر والعشرين وفن أوروبا الغربية في القرنين الخامس عشر والعشرين والفن الزخرفي والتطبيقي لروسيا وأوروبا والشرق.

Stepan Razin Embankment

واحدة من أكثر أماكن المشي إثارة للاهتمام وشعبية للسكان المحليين والسياح في مدينة تفير، سميت على اسم (Don Cossack) الشهير، ويقع على الضفة اليمنى لنهر الفولغا ويمتد من حديقة المدينة إلى الملعب، وبالإضافة إلى المباني التجارية السابقة على هذا الجسر هناك قصور نبيلة “بيت فوروشيلوف ريفليمين” وهو نصب تذكاري معماري من العصر الستاليني ومسرح سينما “زفيزدا” (“ستار”) تم بناؤه على طراز أواخر العصر الحديث.

أفاناسي نيكيتين إمبانكمينت

يمتد هذا الجسر على طول الضفة اليسرى لنهر الفولغا، وهناك الكثير من المطاعم الأنيقة والشرفات في الهواء الطلق هنا  حيث يحب السياح الدخول في الموسم الدافئ، وعلى الجسر توجد العديد من المعالم الأثرية على شرف الشخصيات التاريخية الشهيرة بالإضافة إلى مدينة ملاهي بالمدينة.

شارع Trekhsvyatskaya

شارع مشاة بطول 1.3 كم معروف باسم “تفير أربات”، وهذا هو واحد من أكثر الشوارع الخلابة في مدينة تفير وقد تم بناؤه بمنازل وقصور قديمة، ويعود تاريخ جميع المباني المتبقية تقريبًا إلى أواخر القرن التاسع عشر أوائل القرن العشرين، ويجذب هذا المكان الجميل والمحافظ عليه الموسيقيين والفنانين وبائعي الهدايا التذكارية، وتم تسليم الطوابق الأولى من المباني للمطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، وتقام هنا جميع عطلات المدينة الرئيسية.

شارع سوفيتسكايا

الشارع الرئيسي في مدينةتفير ويمتد عبر المركز التاريخي للمدينة لمسافة 2.2 كم، وتم التعرف على الكثير من المباني في هذا الشارع على أنها آثار معمارية وتاريخية، ومن بينها كاتدرائية الصعود وقصر السفر الإمبراطوري تفير وبيت جمعية النبلاء ومبنى مسرح الدراما، ومن بين المباني الحديثة تعتبر الكنيسة الكاثوليكية لتجلي الرب التي تجمع بين عناصر العمارة القوطية والحداثة ذات أهمية.

متحف تفير ستيت يونايتد

يحكي عرض المتحف عن طبيعة هذه المنطقة وتاريخها والاكتشافات الأثرية، وهنا يمكن مشاهدة التحف والتعرف على تاريخ إمارة تفير ودين السلاف والتعرف على الهندسة المعمارية وحياة النبلاء الذين عاشوا في أراضي منطقة تفير في القرنين السابع عشر والتاسع عشر.

مسجد تفير

نظرًا لمظهره المشرق وغير المعتاد يعد هذا المسجد بجدارة أحد المعالم المعمارية الرئيسية في مدينة تفير، وتم تشييد المبنى على الطراز المغربي الحديث مع أقواس نصف دائرية في الطابق الأرضي وحافة متعرجة على السطح.

المصدر: تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر/ زين العابدين شمس الدين نجمتاريخ أوروبا/ نورمان ديفيزموجز تاريخ العالم/ هربرت جورج ويلزموسوعة تاريخ أوروبا الحديث والمعاصر/ مفيد الزيدي


شارك المقالة: