نبذة عن المغرب:
هي دولة إسلامية تقع في أقصى غرب شمال إفريقيا، عاصمتها الرباط، وأكبر مدنها الدار البيضاء، وهي العاصمة الاقتصادية. تحدها الجزائر شرقا وفي الشريط البحري الضيق الذي يفصل بين المغربوإسبانيا، هناك ثلاثة جيوب متنازع عليها.
تتأثر أوقات شروق الشمس وغروبها في المغرب بالموقع الشمالي المعتدل للبلاد في نصف الكرة الأرضية، ليس متطرفًا كما هو الحال في الولايات المتحدة، لكنه لا يزال ملحوظًا. كما أن الأيام في فصل الصيف طويلة وفي الشتاء قصيرة، ومن ناحية أخرى تحدث أطول ليالي مظلمة في الشتاء (في نصف الكرة الجنوبي العكس)، وفي ديسمبر تدوم ليلة في الرباط قرابة 15 ساعة.
حقائق عن مدينة ليلي في المغرب:
تقع مدينة وليلي في المغرب، وذلك في منطقة قريبة من مدينة مكناس، على بعد حوالي ثلاثين كيلومترًا مربعًا، وتبعد عن مدينة مولاي إدريس زرهون بحوالي كيلومتر واحد، وتسمى بوليلي بسبب زهرة شجرة الدفلى، كما أن هناك العديد من الحضارات التي مرت على هذه المدينة، حيث انتشر فيها الدين الإسلامي ونفذته الدول الإسلامية والحضارات الرومانية التي رسمت لفترات طويلة في المنطقة، وكان لها تأثير كبير عليها. حتى فرضت الدولة الإدريسية سيطرتها على البلاد.
إلى جانب ذلك فإن مدينة ليلي هي مدينة أمازيغية تم التنقيب عنها جزئيًا في المغرب، وتقع بالقرب من مدينة مكناس، وتُعتبر عمومًا المدينة العاصمة القديمة لمملكة موريتانيا، حيث بُنيت في منطقة زراعية خصبة، وتطورت من القرن الثالث قبل الميلاد فصاعدًا كمستوطنة أمازيغية ثم قرطاجية قبل أن تصبح عاصمة مملكة موريتانيا، كما تم بناء وليلي على منحدر ضحل أسفل جبل زرهون، ويقع على منحدر فوق وادي خومان (خومان)، حيث يقابله جدول رافد صغير يسمى فيرتاسا.
كما تطل المدينة على سهل طمي خصب متدحرج شمال مدينة مكناس الحديثة، حيث إن المنطقة المحيطة وليلي مأهولة بالسكان على الأقل منذ أواخر العصر الحجري الحديث الأطلسي، وذلك قبل حوالي 5000 عام، ووجدت الحفريات الأثرية في الموقع أن فخارًا من العصر الحجري الحديث يمكن مقارنته بقطع وجدت في أيبيريا. وبحلول القرن الثالث قبل الميلاد كان للقرطاجيين وجود هناك، كما يتضح من بقايا معبد للإله البوني بعل واكتشافات فخارية وحجارة منقوشة باللغة الفينيقية.
هذا وقد أصبحت مدينة وليلي العاصمة الموريتانية، والتي تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد، موقعًا هامًا للإمبراطورية الرومانية واشتهرت بالعديد من المباني الرائعة، حيث بقيت بقايا كثيرة منها في الموقع الأثري الواقع في منطقة زراعية خصبة. وأصبحت وليلي لاحقًا لفترة وجيزة عاصمة إدريس الأول، وهو مؤسس السلالة الإدريسية، الذي دُفن في مكان قريب من مولاي إدريس.
كما تحتوي وليلي بشكل أساسي على بقايا رومانية لبلدية محصنة مبنية على موقع قيادي عند سفح جبل زرهون، حيث تغطي مساحة 42 هكتارًا، وهي ذات أهمية بارزة لإظهار التطور الحضري على حدود الإمبراطورية الرومانية والتوضيح الرسومي للواجهة بين الثقافات الرومانية والأصلية، ونظرًا لعزلته وحقيقة أنه لم يتم احتلاله منذ ما يقرب من ألف عام، فإنه يقدم مستوى مهمًا من الأصالة.
إضافةً إلى ذلك فقد تُعد وليلي واحدة من أغنى المواقع في هذه الفترة في شمال إفريقيا، ليس فقط لأنقاضها ولكن أيضًا للثروة الكبيرة من الأدلة الكتابية، إن الآثار الأثرية لهذا الموقع تشهد على العديد من الحضارات. تم تمثيل جميع مراحل احتلالها لمدة عشرة قرون، من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الإسلامي. كما أنتج الموقع كمية كبيرة من المواد الفنية، بما في ذلك الفسيفساء والرخام والتماثيل البرونزية ومئات النقوش. يمثل هذا التوثيق وما لم يتم اكتشافه بعد، روحًا إبداعية للبشر الذين عاشوا هناك على مر العصور.
كما يمثل السور الروماني المشيد في 168-169 م حد الموقع، حيث تكشف ملامح الموقع عن شكلين طبوغرافيين؛ منطقة منحدرة نسبيًا في الجزء الشمالي الشرقي، والقطاع الضخم وجزء من قطاع قوس النصر، حيث استخدم الرومان نظامًا حضريًا تحت ضغطًا، كما أن هناك منطقة جبلية أكثر وعورة تغطي الأجزاء الجنوبية والغربية، حيث تم اعتماد خطة المدرجات. كما تشهد الآثار على فترات مختلفة، من العصور الموريتانية عندما كانت جزءًا من مملكة مستقلة، إلى الفترة الرومانية عندما كانت عاصمة لإقليم تنجيتانا الروماني في موريتانيا، وهي فترة تسمى “العصور المظلمة” مع اقتراب نهاية فترة العصر المسيحي، وأخيراً الفترة الإسلامية التي تميزت بتأسيس سلالة الإدريسيين.
آثار موقع وليلي:
يعد موقع وليلي الأثري مثالاً بارزًا لمدينة تشهد على تبادل التأثيرات منذ العصور القديمة حتى العصور الإسلامية، حيث حدثت هذه التقاطعات في بيئة بلدة مطابقة لحدود الموقع، وفي منطقة ريفية ممتدة بين التلال السابقة من زرهون وسهل الغرب. تشهد هذه التأثيرات على ثقافات البحر الأبيض المتوسط والليبية والمور والبونية والرومانية والعربية الإسلامية وكذلك الثقافات الأفريقية والمسيحية. وهي واضحة في التطور العمراني للمدينة، وأساليب البناء والزخارف المعمارية وخلق المناظر الطبيعية. إن هذا الموقع هو مثال بارز لمجمع أثري ومعماري وللمشهد الثقافي الذي يشهد على العديد من الثقافات (الليبية البربرية والموريتانية والرومانية والمسيحية والعربية الإسلامية) التي اختفى منها العديد.
كما يعد هذا الموقع الأثري دليلاً مهماً للتركيز على أنواع مختلفة من الهجرة والتقاليد الثقافية والثقافات المفقودة (الليبية البربرية والموريتانية والرومانية والمسيحية والعربية الإسلامية) منذ العصور القديمة حتى الإسلام. كما تتميز مدينة وليلي بمفهومها الحضري (مخطط الهايبوداميان وخطة المدرجات)، وتنفيذها وفقًا لمعايير معمارية ودفاعية محددة جيدًا، ومواد البناء الخاصة بها التي تمثل جوانب جيولوجية مختلفة، كما أن مكوناتها تعكس ثروة من مرافق المدينة، وكل هذه الميزات لا تزال مرئية اليوم، كما تتميز بدمجها في مشهد طبيعي سليم وبيئة ثقافية أصلية.
كما تتعلق تدابير الحماية بشكل أساسي بالقوانين المختلفة لإدراج المعالم والمواقع التاريخية، ولا سيما القانون 22-80 (1981) المتعلق بالحفاظ على التراث المغربي. كما تعتمد إدارة الموقع على خطة عمل تشير إلى نظام قانوني وطني ودولي، بالإضافة إلى استراتيجية وزارة الثقافة وقرارات لجنة التراث العالمي. حيث تتعلق الإدارة بالحفظ والحفظ الوقائي والحفر والصيانة والأمن والترميم وعرض الموقع والحفاظ على منطقة الحماية الخاصة به.
حيث إن خطة الإدارة لا تزال قيد الإعداد من قبل قسم الحفظ في وليلي، حيث إن الهيئة هي المسؤولة عن إدارة الموقع، كما يشكل اعتماد منطقة الحماية وإنشاء ملكية الأرض للعقار وإعداد المخطط المساحي ومشروع التطوير الذي تقوم وزارة الثقافة بإنشائه العناصر الأساسية لهذه الوثيقة. كما يجب أن تعالج خطة الإدارة جميع التدخلات الجديدة في الموقع.