بداية ثورة الشباب الترك:
ثار أفراد من الضباط العسكريين، سُميت حركة تركيا الفتاة، أصبح الدفاع عن حالتهم المتقلصة مسألة فخر مهني شديد دفعهم إلى رفع السلاح ضد دولتهم، كان الحدث الذي أشعل فتيل الثورة اجتماعًا في ميناء ريفال البلطيقي بين إدوارد السابع ملك المملكة المتحدة ونيكولاس الثاني ملك روسيا في يونيو (1908).
على الرغم من أنّ هذه القوى الإمبرياليّة قد شهدت صراعات كبيرة قليلة نسبيًا بينها على مدار المائة عام الماضية وقد أدى التنافس الأساسي، المعروف أيضًا باسم “اللعبة الكبرى”، إلى تفاقم الوضع إلى الحد الذي دعا إلى إيجاد حل.
جلبت الاتفاقية الأنجلو – روسية لعام (1907) العلاقات البريطانيّة الروسيّة المهتزة إلى الواجهة من خلال ترسيخ الحدود التي حددت سيطرتها في بلاد فارس (الحدود الشرقيّة للإمبراطوريّة) وأفغانستان، خشي الضباط العسكريّون من أنّ الاجتماع كان مقدمة لتقسيم مقدونيا، تمردت وحدات الجيش في البلقان ضد السلطان عبد الحميد الثاني.
نجاح ثورة الشباب الترك في السيطرة على الدولة العثمانيّة:
كانت الرغبة في الحفاظ على الدولة وليس تدميرها هي الدافع للثوار، بدأت الثورة في يوليو (1908) الرائد أحمد نيازي، خوفا من اكتشاف تحركاته السياسيّة من قبل لجنة تحقيق مرسلة من العاصمة، غادر مدينة ريسن في (3) يوليو مع (200) من أتباعه يطالبون بإعادة الدستور.
فشلت محاولة السلطان لقمع هذه الانتفاضة بسبب شعبية الحركة بين القوات نفسها، انتشر التمرد بسرعة بسبب أيديولوجيّة العثمانيّة، في (24) يوليو، استسلم السلطان عبد الحميد الثاني وأعلن استعادة دستور (1876).
جرت الانتخابات العامة العثمانية عام (1908) خلال شهري نوفمبر وديسمبر (1908)، وفي (17) ديسمبر، فازت لجنة الاتحاد والترقي، وهي منظمة نقابية، بأغلبية في البرلمان، انعقد مجلس الشيوخ العثماني مرة أخرى لأول مرة منذ أكثر من (30) عامًا في (17) ديسمبر (1908) مع الأعضاء الأحياء من العصر الدستوري الأول.
انعقدت الجلسة الأولى لمجلس النواب في (30) كانون الثاني (يناير) (1909)، أدت هذه التطورات إلى الإنشاء التدريجي لنخبة حاكمة جديدة، في بعض المجتمعات، مثل اليهود، أطاحت الجماعات الإصلاحيّة التي تحاكي الأتراك الشباب بالنخبة الحاكمة المحافظة واستبدلتهم بأخرى إصلاحية جديدة.
في حين أنّ الثورة التركيّة الفتاة كانت قد وعدت بالتحسين التنظيمي، بمجرد أنّ تأسست، أثبتت الحكومة في البداية أنها غير منظمة وغير فعالة إلى حد ما، على الرغم من أنّ هؤلاء المواطنين من الطبقة العاملة لديهم القليل من المعرفة حول كيفية السيطرة على الحكومة، إلا أنهم فرضوا أفكارهم على الإمبراطوريّة العثمانيّة.
في انتصار ليبرالي صغير، تمّ تعيين كامل باشا، مؤيد وحليف ليبرالي لإنجلترا، كوزير أعظم في (5) أغسطس (1908) السابق أدى إلى إقالته بعد ستة أشهر فقط، في (14) فبراير (1909)، حافظ السلطان على مكانته الرمزية، وفي أبريل (1909) حاول الاستيلاء على السلطة (الانقلاب العثماني المضاد عام 1909) عن طريق إثارة المشاعر الشعبويّة في جميع أنحاء الإمبراطوريّة العثمانيّة.
اكتسبت محاولة السلطان للعودة إلى السلطة زخمًا عندما وعد باستعادة الخلافة، والقضاء على السياسات العلمانيّة، واستعادة النظام القانوني المبني على الشريعة، في (13) أبريل (1909)، ثارت وحدات من الجيش، وانضمت إليها حشود من الطلاب اللاهوتيين ورجال دين يرتدون عمامة يهتفون “نريد الشريعة”، ويتحركون لاستعادة سلطة السلطان المطلقة، وحادثة (31) مارس في (24) أبريل (1909)، قلبت الإجراءات وأعادت البرلمان من قبل حركات أوردوسو بقيادة محمود شيفكيت باشا، تبع ذلك نفي السلطان عبد الحميد الثاني لصالح محمد الخامس.