هناك أدوات القياس تستخدم مع الطلبة الموهوبين، ومنها قياس التحصيل الدراسي وقياس القدرة العقلية العامة، وأساليب قياس السمات الشخصية والعقلية للموهوبين، والمقياس الجمعي للكشف عن الموهوبين في المرحلة الابتدائية، ومقياس برايد للكشف عن الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة.
أدوات القياس لفئات التربية الخاصة
تتعدد المصطلحات التي تعبر عن أدوات القياس، وتعرف أداة القياس أيا كانت على أنها إجراء مرتب لقياس عينة من السلوك، وعلى أنها مجموعة قياسية من الأسئلة تحصل من الإجابة عليها على تقدير بكمية خاصية في شخص، وأداة القياس الأكثر فاعلية في قياس ظاهرة ما، هي تلك الأداة التي تتوافر فيها معايير صدق وثبات ومعايير تبرر استعمالها في قياس تلك الظاهرة.
وهناك أكثر من طريقة لتصنيف أدوات القياس، فقد تصنف حسب إجراءات تطبيقها إلى فردية أو جمعية، ويقصد بالاختبارات الفردية، التي تطبق على فرد واحد فقط، أما الاختبارات الجمعية، فهي تلك الاختبارات التي تطبق على مجموعة من الأشخاص معاً وفي نفس الوقت، ولكل من الاختبارات الفردية والجمعية إجراءات محددة يتبعها الفاحص، وهي تلك الإجراءات التي ينص عليها دليل الاختبار.
كما تصنف الاختبارات، حسب الطريقة التي تعتمدها في تفسير أداء المفحوص عليها، إلى اختبارات محكية المرجع والاختبارات معيارية المرجع، وتفيد الاختبارات المحكية المرجع، في تعرف درجة إتقان المحتوى المعرفي أو مهارة دون مقارنته مع المجموعة التي ينتمي إليها، ويستعمل مثل هذا النوع من الاختبارات في مجال التربية الخاصة، لتقويم تعلم الطلبة وتعرف فاعلية البرنامج التربوي بما في ذلك أسلوب المدرس التعليمي.
أدوات القياس الخاصة بالموهوبين
1- قياس القدرة العقلية العامة
تعد مقاييس القدرة العقلية العامة التقليدية، من الطرق المعتمدة في قياس وتشخيص القدرة العقلية العامة للطلبة الموهوبين، حيث تعد القدرة العقلية العالية أحدى الجوانب الرئيسية في تعريف الموهبة، ويعتبر الفرد موهوب بالنسب لمفهوم الكلاسيكي في تعريف الموهبة، إذا كان الفرد الموهوب تتضح مقدرته العقلية المقاسة باختبارات الذكاء عن انحرافين معياريين عن المتوسط.
ومن بين مقاييس الذكاء العامة المناسبة لقياس وتشخيص القدرة العقلية العامة ومقياس ستانفورد بينيه للذكاء ومقادس وكسلر للذكاء وغيرها؛ وتهدف مقاييس الذكاء العام السابقة إلى تحديد معدل ذكاء الفرد الموهوب، ومن ثم تحديد موقعه على متصل يتوزع عليه أداء فئة عمره.
2- قياس التحصيل الدراسي
يعتبر التحصيل الدراسي أحد الأبعاد الرئيسية التي تكون الموهبة، ويعتبر الشخص موهوب إذا تميز عن أقرانه في نفس المجموعة العمرية الزمنية في مستوى تحصيله، حيث يعتبر التحصيل العالي المرتفع دليل رئيسي على التفوق لدى الأفراد، ويعتبر مستوى التحصيل متميزاً إذا كان أداء الفرد التحصيلي أعلى من(9%) من أداء المجموعة الصفية أو العمرية التي ينتمي إليها.
تستخدم اختبارات التحصيل الأكاديمي المدرسية أو المقننة، في تقويم مستوى تحصيل الطلبة في الموضوعات الدراسية المختلفة، كذلك يمكن أن تكون امتحانات الثانوية العامة، من المقاييس المناسبة لتقويم التحصيل والمقياس التحصيلي الشامل؛ ويهدف إلى قياس مهارات القراءة والكتابة والإملاء والعمليات الحسابية، ويصلح هذا التيار الفئات العمرية من (5 سنوات وحتى سن الرشد).
3- أساليب قياس السمات الشخصية والعقلية للموهوبين
المقاييس والسمات الشخصية والعقلية تمثل الاتجاه الحديث في تعريف الموهوبين، حيث يتضمن المفهوم الحديث عدداً من الأبعاد ومنها بعد السمات الشخصية والعقلية التي تميز الموهوبين عن غيرهم من العاديين، وخاصة إذا تقارب أداء الأفراد العاديين والموهوبين في قدراتهم العقلية معبراً عنها بنسبة الذكاء.
وعلى ذلك فإن ما يميز الأفراد بعضهم عن بعض سماتهم الشخصية والعقلية، من مثل الدافعية العالية والمثابرة والالتزام والأصالة والمرونة والاستقلالية في التفكير والتفكير التأملي وغيرها، ومن المقاييس التي ظهرت في هذا المجال مقياس رينزولي وغيرها.
4- مقياس برايد للكشف عن الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة
ظهر هذا المقياس للتعرف على الطلبة الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة، ظهر هذا المقياس بواسطة (سلفيا ريم) ويمثل المقياس الاتجاه الحديث في الكشف عن الصفات الشخصية التي تميز الموهوبين عن غيرهم، من العاديين من نفس الفئة العمرية؛ ويهدف هذا المقياس إلى الكشف عن الأطفال الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة من عمر (6-3) سنوات، توزيع الطلبة الموهوبين على البرامج التربوية للموهوبين في مرحلة ما بعد المدرسة الابتدائية.
يتكون هذا المقياس من (50) فقرة متكاملة تتحدث عن مظاهر الموهبة لدى الأطفال، والتي تظهر في تعدد الاهتمامات وتنوعها والاستقلالية والمثابرة وبالإضافة إلى التخيل واللعب الهادف والقبول الجماعي وبالإضافة إلى الأصالة في التفكير وحب الاستطلاع، ويطبق هذا المقياس من قبل الآباء أو معلمات رياض الأطفال بوضع إشارة (صح) أمام البديل المناسب من بين خمسة بدائل لكل فقرة من فقرات المقياس.
يتم تطبيق الاختبار بشكل فردي يحتاج تطبيقه لمدة (20-35) دقيقة، كما تتطلب تعليمات تطبيق الاختبار من الشخص الذي يطبق الاختبار أن يكون على دراية باهتمامات ونشاطات الطفل مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها الفرد ذو الاحتياجات الخاصة، وأن يعمل على تقدير أداء الفرد على كل فقرات الاختبار.
حيث تمثل الدرجة (1) أدني أداء للفرد الموهوب في حين تمثل الدرجة (5) أعلى أداء للفرد الموهوب على المقياس، وعلى ذلك تمثل الدرجة العالية على المقياس أداء متميزة يعبر عن مظاهر الموهبة لدى الأطفال الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة.
5- المقياس الجمعي للكشف عن الموهوبين في المرحلة الابتدائية
المقياس الجمعي للتعرف عن الموهوبين في المرحلة الابتدائية تم تطويره من قبل (سافيا ريم)؛ حيث يهدف المقياس إلى الكشف عن الطلبة الموهوبين في المرحلة الابتدائية، ويعتبر من المقاييس المعروفة في المجتمعات، حيث ظهرت صور من المقياس في اللغات الإسبانية والفرنسية والألمانية والعبرية، وتجري دراسات أخرى لتطويره في دول أخرى.
يتكون المقياس في شكله الحقيقي من ثلاثة بنود فرعية، حيث يشمل المقياس الفرعي الأول الصفين الأول والثاني الابتدائي، ويشمل المقياس الفرعي الثاني الصفين الثالث والرابع الابتدائي، ويشمل المقياس الفرعي الثالث الصفين الخامس والسادس الابتدائيين ويبلغ عدد البنود في كل مقياس فرعي (36) بند، ثم تم تطويره إلى عدد بنود المقياس الفرعي الأول (32) بند، وعدد بنود المقياس الفرعي الثاني (34) بند وعدد بنود المقياس الفرعي الثالث (32) بند.
كما تضمن المقياس الأصلي (25) فقرة يشترك بها المقاييس الفرعية الثلاث السابقة، ويصلح هذا المقياس للكشف عن الطلبة الموهوبين في المرحلة الابتدائية من سن (ست سنوات وحتى 12 سنة)، ويستغرق زمن تطبيقه من (20-45) دقيقة، ويمكن للمدرس الذي يكون بالصف وخاصة في الصفوف الدنيا مساعدة الطلبة الموهوبين على قراءة وفهم تعليمات تطبيق الاختبار، حيث يطلب من المفحوص أن يملأ الدائرة التي تمثل كلمة نعم أو كلمة لا أمام كل فقرة من فقرات المقياس.