العلاج العقلاني العاطفي لتعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


العلاج العقلاني العاطفي لتعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة:

يعتبر العلاج العقلاني العاطفي الذي كان عالم النفس (ألبرت أليس) قد وضع أسسه، من أكثر طرق العلاج السلوكي المعرفي شيوعاً، وقد ركز (ألبرت أليس) في هذا النموذج العلاجي إلى افتراض رئيس، وهو أن الاضطرابات النفسية إنما هي مخرجات للتفكير غير العقلاني الذي ينميه الإنسان.

لذا فهو يعتقد أن طريقة الحد من معاناة الإنسان، هي التخلص من أنماط التفكير غير الصحيحة وغير العقلانية، فهو يعتقد أن المشاكل الإنسانية لا تنشأ عن الأحداث والظروف بحد ذاتها، بل من تفسيرات الإنسان وتقييمه لتلك الأحداث والظروف.

لذا فإن العلاج يشمل مواجهة الفرد وتحديه، بهدف تنفيذ تلك المعتقدات وتطوير طرق تفكير جديدة، تتصف بكونها منطقية وعقلانية.

الافتراضات في العلاج العقلاني العاطفي في خطة تعديل السلوك:

1- الاستعداد القطري:

الإنسان يمتلك استعداد فطري للتفكير المنطقي، ولدى الإنسان القدرة على ضبط الذات وتحقيق الذات.

2- التأثير الثقافي:

يتأثر الإنسان، وبالذات في مرحلة الطفولة المبكرة، بأفراد الأسرة والرفاق والمجتمع بشكل عام، وهو يتعلم التفكير اللامنطقي في مراحل مبكرة من عمره، من خلال الحرص على الفوز برضا الآخرين.

3- تفاعل الأفكار والمشاعر والأفعال:

إن الأفكار والمشاعر والأفعال لا تحدث بمعزل عن بعضها البعض، بل هي تتفاعل فيما بينها، وكل من العناصر الثلاثة هذه يؤثر بالعنصرين الآخرين، ولهذا فالعلاج يشمل التعامل مع العناصر الثلاثة معاً.

4- فاعلية العلاج المعرفي:

إن تغيير أنماط التفكير يترتب عليه تغيرات جوهرية في السلوك والشعور، أما محاولة تغيير السلوك أو المشاعر فلا ينجم عنها إلا تغيير الأفكار اللاعقلانية، وتغيير فلسفة الإنسان في الحياة.

كذلك يعتقد (أليس) أن الأفكار اللامنطقية تأخذ شكل التحدث السلبي إلى الذات، ولهذا فهو يقترح استبدال ذلك بالتحدث الإيجابي إلى الذات.

5- التفكير اللامنطقي والمضطرب:

إن سبب الاضطرابات الانفعالية هو التفكير للامنطقي، فالمشكلة ليست بخبرات الفرد، ولكن المشكلة ترتبط بما تعنيه هذه الخبرات بالنسبة له.

6- أهمية الاستبصار:

إن نظرية العلاج العقلاني العاطفي لا تعطي دوراً هاماً للاستبصار العلاجي التقليدي، وما يعنيه ذلك أن هذه النظرية لا تهتم كثيراً بفهم المتعالج لأسباب الاضطراب الانفعالي الذي يعاني منه، ولكن الاهتمام كله ينصب على الأفكار اللاعقلانية، من حيث تطورها ودورها وأساليب تعديلها.

7- النزعة الإنسانية:

وأخيراً يعتقد (ألبرت أليس) أن الإنسان يصنع عالمه بيديه، فهو المسؤول عن المشكلة التي يعاني منها.

أهداف العلاج العقلاني العاطفي في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

1- الاهتمام بالذات- Self- Interest:

إن العلاج العقلاني العاطفي يهدف إلى مساعدة المريض على الاعتناء بنفسه أولاً، ولكن دون أن يصبح أناني ويتمركز حول الذات بالكامل، ودون أن يخطئ بحق الآخرين.

2- التوجيه الذاتي- Self- Direction:

إن على الإنسان أن يتحمل المسؤولية الشخصية ويعمل باستقلالية، وهو قد يحتاج إلى مساعدة الآخرين إلا أن ذلك ليس إلزامياً أو مطلقاً.

3- التحمل- Tolerance:

يجب على الفرد أن يتحمل أخطاء الآخرين، فلا داعي للدخول في شجار معهم بسبب ذلك.

4- تقبل عدم اليقين- Acceptance of Uncertainty:

إن على الإنسان أن يتقبل حقيقة أنه يعيش في عالم من الاحتمالات، إذ ليس هناك حقائق مطلقة وأكيده، والعيش في هذه الحياة ليس شيئاً مروعاً.

5- المرونة- Flexibility:

يتصف الفرد بمرونة التفكير، وهو يتقبل التغير.

6- التفكير العلمي- Scientific Thinking:

إن الإنسان العادي يتصف بكونه موضوعياً وعلمياً ومنطقياً، وهو قادر على تطبيق مبادئ المنطق والعلم على نفسه وعلى علاقاته بالآخرين.

7- روح المغامرة- Risk Taking:

إن الفرد يتمتع بقدر محدد من روح المغامرة، إنه يفعل الأشياء التي يتوقع أنها مهمة بالنسبة له، حتى لو فشل في تأديتها، فهو لديه الاستعداد لأن يجرب بشكل متواصل.

8- تقبل الذات- Self- Acceptance:

إن الفرد العادي قنوع بحياته وراضي عن نفسه، وهذا الرضا لا يتوقف على إنجازاته أو تقدير الآخرين له.

9- اللامثالية- No utopianism:

إننا جميعاً نواجه الإحباط أو نشعر بالأسف أو الندم، فهذه هي طبيعة الحياة، ونحن لا نستطيع إلغاء هذه الأشياء، وإنما نستطيع تقليلها فقط.

وهكذا، فإن العلاج العقلاني العاطفي يقوم على مساعدة الناس على الانتهاء من أشكال التفكير غير المنطقية، وتطوير أنماط التفكير المنطقية بدلاً منها.

ولتحقيق ذلك يلجأ المعالج إلى استخدام أسلوب الواجبات المنزلية، ويشتمل في العادة على الاستماع إلى أشرطة تسجيل للجلسات العلاجية السابقة، بغية التدرب على تحديد الاعتقادات اللامنطقية ودحضها.


شارك المقالة: