أهمية الشورى في عهد معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


الشورى في عهد معاوية بن أبي سفيان:

عندما وصلت الخلافة إلى بنو أمية لم يكن معاوية بن أبي سفيان من الأشخاص الذين يجهلون أهمية الشورى، وما كان يخرج بمهمة إلا بعد أن استشار الجميع، فكان يشاور ذوي الرأي ووجوه الناس وأشرافهم ومن هم من أصحاب العلم، وكان عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة من كبار المستشارين لمعاوية، وكان الناس يتكلمون بحرية مطلقة ويهتم معاوية بكلامهم.
منح معاوية بن أبي سفيان الثقة لمستشاريه وكتابه، ولم يكن الحكم متمركزاً على الخليفة فقط بل أنه شدهم لسلطانه، فكانت مملكته واسعة لذلك لا يستطيع الاضطلاع على كل الأمور، فكان يرسل الولاه على الأقطار ويطلق يدهم في شؤونها، وهو لم يكن يولي إلا من يثق بهم ولا يقم بإعطاء السلطان إلا لم يخشاه، وكان يستشير الولاه في حدود معينة.
أما بالنسبة لأمر الخلافة فكان محصوراً في بني أمية وأمرها خاصاً في البيت الأموي، وكان الخلفاء الأمويين يرجعون في الشورى التي تخص استخلاف السلطان ورد الطامعين به للجماعة الأموية في الغالب.

أنواع الشورى في العهد الأموي:

  • الشورى التي تتعلق بالأمور والمصالح العامة، وكان بني أمية يرجعون في الشورى لذوي الرأي والعلم.
  • الشورى التي تتعلق بأمور الخليفة الخاصة.

لم تكن قيادة معاوية بن أبي سفيان قيادة فردية بل كانت تتميز باللامركزية في الحكم، ومشاركة الرجال من أهل العلم، وكان ذوي الخبرة يحملون أعباء الدولة في السلم والحرب والولايات، وكان الإسلام موجوداً في حياة الفرد والمجتمع ونظام الحكم منذ عهد الرسول صلَّ الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وكل ذلك كان يقلل من القيادة الفردية ومساوئها، وتعزز من مظاهر الشورى.
كما أن التحول الذي جرى على نظام الحكم في العهد الراشدي، فيصبح ملكياً وراثياً لم يكن تحول كامل عن شورى الخلفاء الراشدين، ولا يعتبر ارتداداً عن أوامر الدين الإسلامي، وأن ما يبرر ذلك التطور الاجتماعي والسياسي الذي بقي لعهد معاوية بن أبي سفيان.
وكان معاوية والبعض من الخلفاء الأمويين يتنون أن يستمروا على النهج الراشدي، ولكنهم لم يكونوا قادرين على ذلك في التفاعل مع أحوال الرعية وظروف العصر، وأن المثل الرفيع الذي قدمه الخلفاء الراشدين لاتجاهات السياسة الإسلامية والانسانية، كان لو تأثير كبير في حياة الخلفاء والرعية على حد سواء، وكما أن هذا النهج كان يستعلي على قدراتهم فيصبون كل جهدهم لتحقيقه.
إن الشورى في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان والدولة الأموية كافة تقلصت عمّا كانت عليه في عهد الخلفاء الراشدين، ولكن في عهد معاوية بقيت بعض جوانبها، ولم تكن تتقدمى كلياً.


شارك المقالة: