الإيكولوجيا الثقافية والتطور الجديد في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


بعد الحرب العالمية الثانية، حصلت قضية التطور التي تعرضت لانتقادات شديدة مرة أخرى على زخم جديد من علماء الأنثروبولوجيا. وهذه المدرسة الفكرية تسمى التطور الجديد.

ما هي الإيكولوجيا الثقافية؟

الإيكولوجيا الثقافية: هي بحوث أو علم في التغير الثقافي الناتج عن التكيف مع أشكال البيئة الطبيعية. حيث صقل ستيوارد هذا المفهوم في سنة 1955، حيث أنه يأتي من لفظ إيكولوجيا والتي صقلها هيكيل في سنة 1870 للأشارة إلى المجموعات الحيوية.

وتهتم الإيكولوجيا في دراسة الحياة والعلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية وبيئاتهم الطبيعية. حيث يجب التمييز بين الإيكولوجيا الثقافية من جهة، والإيكولوجيا الاجتماعية من جهة ثانية والإيكولوجيا البشرية من جهة أخيرة. وتعتبر حسب مفهوم ستيوارد بأنها تحاول تحليل الأصول والسمات والأشكال الثقافية الخاصة التي تتميز بها مناطق ثقافية مختلفة.

الإيكولوجيا الثقافية والتطور الجديد في الأنثروبولوجيا:

كان المُنظر الرئيسي في نظرية التطور الجديدة هو ليزلي وايت. حيث حاول تسليط الضوء على عوامل مثل استخدام الطاقة والتكنولوجيا كأسباب رئيسية في التطور والتغيير الثقافي، ووفقًا له، يعتمد التغيير الثقافي على استخدام الفرد للطاقة في كل عام. حيث إذا زاد استخدام الفرد للطاقة، يحدث التغيير. وعلى سبيل المثال، في مجتمع الصيادين والجامعين، يستخدم الناس الطاقة البشرية فقط ولا يمكنهم استخدام أي طاقة أخرى.

وفي المجتمع الزراعي، يمكن للناس استخدام طاقتهم الخاصة بالإضافة إلى طاقة الحيوانات والنباتات. ونتيجة لذلك، يحدث التغيير الثقافي. وفي العصر الحديث فأن المجتمعات الصناعية يستخدم الناس فيها مصادر متنوعة للطاقة. ونتيجة لذلك، كان هناك تحول كبير في الحضارة. فكلما زاد تعقيد استخدام التكنولوجيا، أصبح التطور الثقافي أكثر تعقيدًا.

نذكر هنا أن ليزلي وايت لم تذكر أي حالة أو ثقافة معينة عند وصفها هذا التطور. وهذا هو السبب في أن وجهة النظر هذه ليست عرقية ويمكن ربطها بالمجتمع بشكل عام. ويسمي البعض هذه النظرية باسم “التطور العام”. وهناك تطور نظري مهم آخر كان يسمى “البيئة الثقافية”. ويطلق عليه أيضًا اسم الأنثروبولوجيا البيئية.

حيث كان مؤيدها الرئيسي جوليان ستيوارد. وصنف ستيوارد نظرية التطور التي اقترحها علماء مختلفون في أوقات مختلفة إلى ثلاث فئات هي:

1- التطور الأحادي الذي اقترحه تايلور ومورجان.

2- التطور الجديد ومقترح من قبل ليزلي وايت. ووصفه ستيوارد بأنه تطور عالمي لأن ليزلي وايت في نظريتها، لم تركز على أي ثقافة معينة بشكل فردي بل استخدمة مصطلح الثقافة بمعنى واسع، وصنفه ستيوارد بنفسه على أنه متعدد الخطوط.

3- أنصار التطور وهم الأشخص الذين يتعاملون مع تطور ثقافات معينة فقط مع عرض تسلسل التغيير الثقافي الموازي في مختلف المجالات.

وذكر ستيوارد أن “النظام الاجتماعي تحدده موارده البيئية”. وإن الفكرة الرئيسية للإيكولوجيا الثقافية هي تحديد ما إذا كان التكيف الثقافي نحو البيئة الطبيعية هو الشروع في التحولات الاجتماعية للتغيير التطوري. وأكد ستيوارد على الترابط بين الظروف الطبيعية في البيئة كهطول الأمطار ودرجة الحرارة والتربة والتكنولوجيا والتنظيم الاجتماعي والمواقف داخل نظام اجتماعي ثقافي معين.


شارك المقالة: