هناك توضيح لمفهوم صعوبات التعلم، سواء كانت صعوبات طبية أو بيئية أو سلوكية أو نفسية، وأثر الدماغ ووظائفه في صعوبات التعلم، وتوضيح أكثر العوامل أهمية والأسباب المؤدية لصعوبات التعلم.
الاتجاهات المفسرة في صعوبات التعلم
1- الاتجاهات النظرية في تفسير صعوبات التعلم
لقد شاركت العديد من العلوم في دراسة وفهم مشكلة صعوبات التعلم، إذ يبدأ دور المختص في علم النفس في العمل على تطوير الطرق لقياس وتشخيص الأفراد ذوي صعوبات التعلم، وكذلك توضيح الطرق التي يتعلم بها الأفراد عن طريق نظريات التعلم، وفي وضع البرامج التربوية والبرامج العلاجية الخاصة بتعديل السلوك.
أما فيما يخص دور المختص بطب الأعصاب فيعمل على بتفسير الصعوبات من وجهة نظر الطب، أما الشخص المختص باللغويات والسمعيات والبصريات، فإنه يعمل على توضيح المشكلات اللغوية التي تصاحب مشكلة صعوبات التعلم.
ويوضح أساليب الإدراك البصري والسمعي، وفي آخر الطريق يقوم المختص بالتربية الخاصة، بالاستفادة من المعلومات التي تم من خلالها توضيح البرامج التربوية الملائمة للأفراد ذوي صعوبات التعلم، معتمداً على ما يطلق عليه بالتدريس العلاجي، أما فيما يخص الاتجاهات فهي الاتجاه الطبي ومحتوياته التطبيقية، يهتم هذا الاتجاه على المشكلات الصحية والمرضية باعتبارها سبب من أسباب صعوبات التعلم.
إذ أن الاختلالات العضوية والفسيولوجية وبشكل خاص التي تكون في الجهاز العصبي، وفي الدماغ والناجمة عن عوامل بيولوجية، مثل التسمم التهاب السحايا، والتهاب الخلايا الدماغية، وبالغضافة إلى نقص الأكسجين والحصبة الألمانية أو ناجمة عن عوامل بيئية مثل التدخين والحوادث وسوء التغذية للأم الحامل، هي من الأسباب الأساسية من وجهة النظر الطبية لصعوبات التعلم، بالإضافة إلى الأسباب الجينية والوراثية لها أثر عالي في ظهور صعوبات التعلم للأفراد.
أما فيما يخص المظاهر العصبية البيولوجية للأطفال ذوي صعوبات التعلم، فتتبين على الأشكال التالية، الإشارة العصبية الخفيفة وتكون واضحة في اختلال المهارات الحركية الدقيقة، وذلك بسبب ظهور جزء من الإشارات العصبية، والتي يستدل من خلالها على تواجد حالة من حالات صعوبات التعلم، والاضطرابات العصبية المزمنة والتي يعود سببها إلى إصابة الدماغ قبل عملية الولادة أو أثناء أو بعد الولادة.
وخلو أسرة الطفل من الإعاقة العقلية، ومعنى هذا أن الأفراد ذوي صعوبات التعلم أهم من الأفراد العاديين، كذلك إن تاريخهم الأسري لا يدل إلى ظهور حالات الإعاقة العقلية عندهم أو عند أسرهم.
2- الاتجاه النفسي ومضامينه التطبيقية
يهتم هذا الاتجاه بصعوبات التعلم الناجمة عن الجوانب النفسية، وعن العمليات العقلية؛ لأن تركيز علماء النفس يركز على استيعاب القدرات المعرفية، والطرق والعمليات التعليمية التي يستعملها الطفل في التعلم، ويعتبر العالم (هنري هيد) من أكثر العلماء اهتماماً بالصعوبات التعلمية ذات المنشأ النفسي، وبسبب ملاحظاته الإكلينيكية، فقد تبين إلى أن الخلل والتلف الذي يصيب مناطق محددة من الدماغ هو السبب في حصول القصور اللغوي.
وإن أي تلف في أماكن أخرى ينجم عنه اضطرابات نفسية وعصبية متنوعة، ومن هذا الجانب فقد شارك العديد من العلماء في تحسين العديد من الاختبارات النفسية، والتي توضح علاقة الجوانب النفسية مع صعوبات التعلم، وعلى مقدمة هؤلاء العلماء (آلفرد بینيه)، الذي يكون صاحب أول اختبار ذكاء مقنن، (لويس ثيرستون) والذي أكد على أن الذكاء لا يعد قدرة عامة، ولكنه يتضمن من عدد من القدرات المحددة، مثل الذاكرة والتصور المكاني والطلاقة اللفظية والفهم اللفظي والإدراك السمعي الدقيق وبالإضافة إلى القدرة العددية والإدراك البصري الدقيق.
وأيضاً العلماء الذين عملوا على تطوير (اختبار الينويز) للقدرات النفسية اللغوية، والذي صمم بهدف تقييم القدرات النفس لغوية والذي يعد ضرورة للفهم واستعمال اللغة المنطوقة، (وماريون مونرو) والتي قامت بتطوير اختبارات للتشخيص القرائي، وأيضاً صمم جزء من العلماء اختباراً خاصاً بتحليل صعوبة القراءة، ومع زيادة التركيز والاهتمام بعلم النفس العصبي، اهتمت العديد من الدراسات على العلاقة ما بين العجز الوظيفي وبين العصبي المتبين في عجز العمليات الإدراكية وبين صعوبات التعلم.
وكذلك ركز آخرون على العلاقة ما بين الدماغ وظائفه والعمليات العقلية وبين صعوبات التعلم، إذ تحدثوا عن سيكولوجية الأعصاب انها تعتبر علماً يحتوي عدداً كبيراً من المعارف التجريبية الرئيسية، لاستيعاب ومعالجة كل من الفرد الذي لديه تلف مخي، والذي لدية صعوبة في التعلم، وكذلك قصور وعجز في الجانب الإدراكي والمعرفي أو الحركي.