هناك مجموعة من الاختبارات الشخصية التي تستخدم مع ذوي صعوبات التعلم، تساعد في معرفة جوانب القوة والضعف ومعالجتها لديهم.
الاختبارات التشخيصية المقننة وغير مقننة لذوي صعوبات التعلم
1- اختبارات التحصيل المقننة ذات المعايير المرجعية
يعد هذا النوع من الاختبارات المنتشرة شائعة الاستخدام مع الأفراد الذين يعانون من صعوبات التعلم، ويعود السبب؛ لأن السمة الرئيسية لهؤلاء الأفراد هي الانخفاض في درجة التحصيل، ويمكن عن طريق استعمال هذا النوع من الاختبارات مقارنة أداء المفحوص بأداء مجموعة معيارية، إذ يستعمل هذا النوع من الاختبارات مع المفحوصين المشابهين للأفراد في المجموعة التي استخدمته درجاتها لتقنين الاختبار، وتوظف نتائج هذه الاختبارات في معرفة جوانب القوة والضعف العام في التعلم المدرسي.
وإن من أكثر هذه الاختبارات استخداماً في قياس مدى تحصيل القراءة، اختبار جراي للقراءة الشفوية، اختبار مونرو لتشخيص القراءة، كما أن هناك جزء من الاختبارات التي تستخدم؛ بهدف قياس مدى التحصيل في الرياضيات مثل، اختبار مفتاح الحساب لتشخيص الرياضيات، واختبار ستانفورد لتشخيص الرياضيات.
2- اختبارات العمليات النفسية
إن الغاية الأساسي من هذه الاختبارات هي تشخيص المشكلة في العمليات الرئيسية، التي لها علاقة في التعلم، وأن هذه الاختبارات تعتبر تقييم للعمليات اللغوية والإدراكية، والتي تعد من أكثر العمليات تأثيراً على التحصيل الدراسي للأفراد.
وإن وجهة النظر في استعمال هذا النوع من الاختبارات، هو بدل أن نعالج صعوبة القراءة مثلاً بصورة مباشرة، فإننا نبحث عن العمليات النفسية التي تؤدي إلى صعوبة في القراءة، وتعمل على معالجتها، ويرى أغلب المعترضين على هذا النوع من الاختبارات بأنها منخفضة في الصدق التنبؤي أي التنبؤ بمستوى تحصيل الفرد.
وهناك نموذجان من اختبارات العمليات النفسية هما، اختبار الينوي للقدرات النفسية اللغوية، ولقد ساهم هذا الاختبار على ارتفاع الاهتمام بميدان صعوبات التعلم بشكل عام، ولقد طبع لأول مرة عام (1961)، ونقح وطبع للمرة الثانية عام (1968)، ويحتوي هذا الاختيار ثلاثة تصنيفات هي قنوات الاتصال (سمعية وصوتية وبصرية وحركية)، والعمليات النفسي لغوية (الإدراك والتنظيم والتعبير)، ومستويات (التنظيم والتصور والآلية).
تتصل قنوات الاتصال بالحواس المتنوعة، والتي من خلالها تتم عمليتي دخول وخروج المعلومات، وتعود العمليات النفس لغوية إلى القدرة على فهم المعلومات، أما التنظيم فيعود إلى التوجيه الداخلي للمعلومات والمفاهيم اللغوية ثم التعبير عنها، ويتكون هذا الاختبار من اثني عشرة اختبار فرعي، وتتضمن على التصنيفات الثلاثة السابقة، وإن ظهور هذا الاختبار قد أثر تأثير إيجابي في ميدان التربية الخاصة؛ لأنه ساعد في كل المعلومات الخاصة بمستوى الفرد التعليمي.
اختبار ماريان فروستج لتطور الإدراك البصري، وغاية هذا الاختبار هي قياس مجالات معينة تتعلق بالإدراك البصري، وهو أكثر الاختبارات في تدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحتوي هذا الاختبار من خمسة اختبارات فرعية، تم إعداد كل واحد منها لاختيار نوع آخر من القدرات، وهذه الاختبارات هي: اختبار تآزر العين مع الحركة، ويقوم هذا الاختبار على قياس قدرة الفرد على رسم خط مستقيم، أو منحني أو رسم زوايا ذات قياسات متنوعة، ويتم ذلك بدون توجيه المعلم أو الشخص الذي يطبق الاختبار.
واختبار الشكل والأرضية، يقوم هذا الاختبار بقياس قدرة الطفل على فهم الأشكال على أرضيات متزايدة في التعقيد، ويستعمل فيه تقاطع وإخفاء أشكال هندسية محددة، واختبار ثبات الشكل، ويقيس هذا الاختبار إمكانية الفرد على التعرف على أشكال هندسية معينة تتبين بأحجام متنوعة وبفروق دقيقة، وبسياق أو بنية مختلفة وفي مواقع متنوعة، وكذلك التفريق بين الأشكال الهندسية المتشابهة، ويستعمل في هذا الاختبار الأشكال الهندسية التالية: الدوائر والمربعات وبالإضافة إلى المستطيلات ومتوازي الأضلاع وأخيراً والأشكال البيضاوية.
والوضع في فراغ، يعمل على قياس إمكانية الفرد على تفريق الانعكاسات، وتتابع بانتظام متفاوت في الأشكال التي تتبين في تسلسل، وتستعمل رسم تخطيطي يتمثل بأمور عامة، واختبار العلاقات المكانية، الذي يرتبط بقياس إمكانية الفرد على تحليل النماذج والأشكال البسيطة التي تتضمن على خطوط مختلفة الأطوال والزوايا، حيث يطلب من الفرد أن ينسخها أو يقلدها باستعمال التنقيط کمرشد أو مساعد.
3- الاختبارات ذات المحكات المرجعية
إن ما يميز هذه الاختبارات عن الاختبارات المقننة، في أنها من وضع المدرس نفسه، وهي غير مقننة على عدد كبير من الأطفال، وإن المدرس نفسه هو الذي يقوم بوضع معايير محدد يصل إليه الفرد، فعن طريق هذه الاختبارات نستطيع مقارنة أداء المفحوص بمستوى محدد من الإتقان أو التحصيل.
ويعبر أيضاً عن نتائج هذا الاختبار بوصف المهارات من حيث اتقانها عند مستوى محدد من الكفاءة، ويستفيد من هذا النوع من الاختبارات في تصميم البرامج التعليمية، وفي أنه ملائم للمفحوص الذي يتعلم مهارات متضمنة في الاختبار، حيث يمكن عن طريقها الوصول إلى أهداف محددة ومنها أهداف قصيرة المدى.
4- استبانات القراءة غير الرسمية
وهذه الاستبانات طريقة منتشرة يستعملها المدرسون في تحديد قدرة الفرد على القراءة، وهي عبارة عن مجموعة من فقرات أو قطع قرائية متنوعة في صعوبتها، فإذا أراد المدرس مثلاً أن يقيس إمكانية طالب في الصف الخامس على القراءة، فعليه أن يختار قطعا أو فقرات بصورة عشوائية من الصفوف السابقة (ثاني وثالث ورابع) ومن الصفوف اللاحقة (الخامس، السادس)، ويطلب من الطالب أن يبدأ بالصف الذي يراه هو مناسباً، ويقوم برصد كافة أخطائه، وبعدها بحساب درجة الأخطاء إلى عدد كلمات الفقرة.
فإذا كانت النسبة (95%) فأكثر فإن هذا المستوى يعد مستوى تعليمية ملائم، أما إذا كانت النسبة (99%) فأكثر، فإن هذا المستوى يعتبر مستوی استقلالياً للفرد، أما إذا كانت النسبة (90%) فما دون، فإن هذا المستوى يعد مستوى صعباً على الفرد، وفي ضوء هذه النتائج يقوم المعلم بالانتقال إلى المستوى الأقل حتى يصل إلى المستوى الذي يتمكن من خلاله الطالب أن يقرأ بمساعدة بسيطة من المعلم، أو ينتقل ليصل إلى المستوى الأعلى الذي يفشل فيه الفرد بالقراءة، ويرجع السبب إلى صعوبته.
وباختصار يمكن القول بأن هدف هذه الاستبانات هو الكشف عن المستويات التالية، المستوى الاستقلالي، وهو المستوى الذي يتمكن من خلاله الطالب أن يقرأ دون اعتماد على المعلم، وتكون نسبة النجاح في هذا المستوى (۹۹٪) فأكثر، والمستوى التعليمي، وهو المستوى الذي يتمكن من خلاله الطالب أن يقرأ بمساعدة بسيطة من المدرس وتكون نسبة النجاح في هذا المستوى (95%) فأكثر.
ومستوى الإخفاق في القراءة، وهو المستوى الذي لا يتمكن من خلاله الطالب أن يقرأ بشكل جيد، ويحتاج إلى مساعدة متكررة من المعلم، وتكون نسبة النجاح (90%) فما دون، وإن أكثر ما يميز هذه الاستبيانات، سهولة إعدادها، وإمكانية معرفة نتائجها بسرعة عن طريق الدرس، وأهميتها في تقييم وضع الفرد وتحديد نوع المهارات الدراسية، وتحديد جوانب القصور في تلك المهارات، مما يساعد المدرس في التركيز عليها خلال عملية التدريس.