الانتقادات التي تعرض لها المنهج الأنثروبولوجي

اقرأ في هذا المقال


تعرض المنهج الأنثروبولوجي للعديد من الانتقادات إلا أنه أثبت كونه منهج قائم على أساس معرفي وعلمي، حيث يتم استخدام كافة الوسائل والأدوات والأساليب البحثية بمصداقية وبشكل موضوعي.

الانتقادات التي تعرض لها المنهج الأنثروبولوجي:

نلاحظ أن المنهج الأنثروبولوجي قد تعرض للعديد من الانتقادات، ذلك لافتقاره إلى استعمال الأسلوب الإحصائي كوسيلة أساسية من وسائله البحثية، وهذا ما جعل البعض ينتقده ويتهمه بفقد الذاتية والمصداقية. فهي موضوعات محسومة منذ أن أصبح علم الأنثروبولوجيا علم قائم على مبادئ وقواعد منهجية. حيث يقوم جمع البيانات على أساس الملاحظة والمقابلة ويحدث ذلك بطريقة منظمة على مراحل بهدف تحقيق الثبات.

إلا أنه ثمة وسائل ثانية للتأكد من صدق المعلومات ومنها: العودة إلى الإخباري في نفس الموضوع على مراحل زمنية مختلفة وفي مواقف متباينة واختبار المعلومة بما يقابلها في الواقع، وأيضاً اختبار قدرات الإخباري ومدى أمانته ومطالبته بسرد واقعة يكون الباحث قد شاهدها بنفسه أو سمع تفاصيلها من مصادر موثوق فيها. فليس معنى عدم الاستعانة بالأسلوب الإحصائي كأسلوب رئيسي في البحوث الأنثروبولوجية أن تلتصق به تلك الادعاءات.

حيث أن هناك وسائل وأدوات تمكن الباحث من التعمق في تناول الظواهر وبها يكون الأسلوب الإحصائي أسلوب مكمل، من أجل خدمة البحث، وليس لقصور أو خلل في أساليبه التقليدية.

هل يعتمد المنهج الأنثروبولوجي على التنبوء والتأمل؟


تعد فكرة اعتماد المنهج الأنثروبولوجي على التنبوء والتأمل فكرة غير صحيحة، ذلك لأن التحليل الأنثروبولوجي للمعلومات يعتمد على التفسير والتحليل العقلاني باستعمال وسائله التحليلية، وفي ضوئها يفسر الكلمات والجمل والرموز وأفعال الأشخاص وأحداث الحياة الاعتيادية. حيث يتم تفسير البيانات بطريقة نسقيه خطوة تلي الثانية، وبهذا نصل إلى بيانات كثيرة كتلك التي تجمع بالأسلوب الإحصائي.

ورداً على فكرة أن المنهج الأنثروبولوجي هو منهج غير واضح، يرى نيومان أنه يمكن أن يكون كذلك شكلاً، ولكنه يتضح ضمنياً، في كل مرحلة من البحث، من حيث التحليل الاستقرائي للغة والرموز والمصطلحات والعلاقات بين المتغيرات، وأيضاً العلاقات السببية، وكذلك من الخطأ الاعتقاد بأن الإحصاءات وحدها كافية في البحث الأنثروبولوجي الميداني، ذلك بالرغم من أنها تساعد في توسيع قاعدة البيانات ولكنها لوحدها غير كافية لفهم مواقف الحياة اليومية وعمليات التفاعل الاجتماعي.

ولذلك يصبح هناك حاجة إلى الفهم بشكل عميق للظواهر الاجتماعية ميدانياً وهو ما يوفره ويتصف به المنهج الأنثروبولوجي. موضحاً في النهاية إلى أن هدف البحث الاجتماعي هو المعرفة الجيدة والفهم الواسع للعالم الاجتماعي، وأن تطوير وتحسين الأدوات البحثية هي مهمة الباحث الاجتماعي.


شارك المقالة: