التأخر الدراسي لدى الأطفال

اقرأ في هذا المقال


التأخر الدراسي لدى الأطفال:

يعد التحصيل الدراسي عند الأسر والمعلمين المحك الرئيسي، لقياس مدى ما يتمتع به الطالب من إمكانات عقلية وذكاء، فالطالب الذي يحصل على درجات عالية في اختبارات التحصيل يعد من الطلبة الأذكياء، أما الطالب الذي يخفق وينخفض تحصيله الدراسي فينظر إليه على أنّه يعاني من تخلف عقلي أو أنه طالب غبي.

بذهب الأغلب إلى الحكم على مدى نجاح الطالب أو فشله في حياته المستقبلية، وذلك حسب نتائج تحصيله الدراسي، وبالتأكيد فإن هذه النظرة غير واقعية للعديد من الأسباب ومنها، أنّ التأخر الدراسي لا يرتبط بشكل أساسي مع تدني مستوى ذكاء الطالب، إنما يعود إلى عوامل قد يكون منها انخفاض درجة الذكاء.

تعتبر اختبارات الذكاء أصلاً لم تعد تبين أنها مؤشراً حقيقية نقوم من خلالها بقياس قدرات الطالب المتنوعة، وإنما هي تقيس الذكاء الكامل للطالب، وهناك الكثير من الطلاب لديهم نسبة ذكاء متوسط وفي الوقت نفسه يكون لديهم قدرات عقلية عالية، وأن هناك العديد من أبناء المجتمع لم يتمكنوا من أن يكملوا تعليمهم ؛بسبب تدني التحصيل الدراسي لديهم ولكنهم نجحوا في الحياة العملية.

وعلى سبيل المثال (أديسون) الذي اخترع المصباح الكهربائي لم يتمكن من النجاح في أداء اختبار الذكاء الذي تم تطبيقه عليه من قبل المدرسة؛ وبسبب عدم نجاحه قاموا بإبعاده عن المدرسة، ولكنّه تمكن من أن يصبح من كبار المخترعين والمبتكرين، وأن انخفاض مستوى التحصيل الدراسي للطالب قد يكون عرض لفترة محددة، ويمكن أن يزول إذا تم تقديم الخدمات العلاجية الملائمة مؤقتة.

مفهوم التأخر الدراسي لدى الأطفال:

يأتي معنى التأخر معاكس لمعنى التقدم، وتوضيح لذلك مثلاً تأخر فلان عن الركب يعني أنّه يسير في الطريق لكنّه تأخر عن الوصول في الوقت المحدد، فلذلك لم يتمكن من أن يركب، لكن يحتمل لحاقه بالركب إن آجلاً أو عاجلاً.

وتأخر شخص عن الوصول بمعنى أنّه تمكن من الوصول ولكن وصوله كان متأخراً عن موعده، ويعرف التأخر الدراسي بأنه انخفاض واضح في درجة التحصيل الدراسي للطالب، يحدث في أغلب المواد الدراسية على الرغم من أنّه يحصل على درجة ذكاء تقع في المتوسط أو قد تكون أعلى من ذلك، ويمكنه المواصلة في  تعليمه إذا تم تقديم الخدمات التربوية الملائمة له.

العوامل المؤدية للتأخر الدراسي لدى الأطفال:

1- العوامل الأسرية:

العوامل الأسرية وتتباين في الجوانب التالية المستوى الثقافي للأهل، فالأهل التي يتواجد فيها الجهل والحرمان الثقافي لا تعطي أي اهتمام بالطفل أو أي اهتمام بدراسته، ولا توفر له الجو الملائم للتذكر، والمستوى الاقتصادي للأهل فكلما كان المستوى الاقتصادي للأهل مرتفعاً توفر للطالب إمكانات دراسة أكثر، بالإضافة إلى التغذية التي تساهم في النمو السوي.

أمّا بالنسبة للأسرة الفقيرة فلا تتمكن من إشباع حاجات طفلهم، وبعضها يجبروا أطفالهم على العمل لتوفير المال الذي يلزمهم للعيش والاستمرار في الحياة، وعدم الاستقرار داخل الأسرة؛ بسبب الخلافات المتكررة التي تحصل أمام الطالب والتي قد تؤدي إلى الانفصال بين الوالدين، أو القسوة المفرطة من الأسرة على الطالب وعدم الاهتمام إلى الحالة النفسية للطالب التي قد تؤثر على تحصيله الدراسي بالإضافة إلى التدليل الزائد من قبل الوالدين.

2-  العوامل الذاتية:

والعوامل الذاتية وهي التي ترتبط بالطالب نفسه من حيث، نقص الإمكانات العقلية، و مشاكل في صحة الطالب أو تعرض الطالب لأمراض مزمنة أو تواجد ضعف في حاسة السمع أو حاسة البصر، والجوانب الانفعالية ومثال عليها  القلق والخجل وعدم الاستقرار أو معاناة الطالب من مشاكل في الكلام والنطق؛ يؤدي إلى فقدان الطالب ثقته بنفسه والشعور بالنقص والدونية؛ مما يؤثر سلباً على تحصيل الطالب، وكثرة التغيب عن المدرسة أو الهروب منها.

3- العوامل المدرسية:

ومن أهمها العوامل المدرسية ازدحام الفصول بالطلاب؛ مما يؤثر سلباً على فرص التعليم الجيد، والأساليب القمعية التي يستعملها بعض مدراء المدارس، وكذلك بعض المعلمين ممّا يؤدي إلى كراهية الطالب للمدرسة، وكذلك كراهية الطالب للدراسة.

وسوء تقسيم الطلاب داخل الصفوف؛ مما يجعل الصف الواحد يحتوي على مجموعة متباينة في المستوى التعليمي، والمناهج الدراسية العقيمة بالإضافة إلى طرق التدريس غير الملائمة، ونظام الامتحانات التي قد تكون سبباً كبيراً في إحداث التأخر الدراسي للطلاب، وعدم مراعاة الفروق الفردية للطلاب من قبل معلميهم.


شارك المقالة: