مشاكل التأهيل للنساء ذوات الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


للنساء ذوات الإعاقة دور كبير في المجتمع، حيث يوجد العديد من النساء ذوات الاحتياجات الخاصة ويحتاجن إلى تأهيل من أجل العيش الكريم في المجتمع، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن آلية التأهيل للنساء ذوات الإعاقة والمشكلات والصعوبات التي تواجه النساء المعوقات.

التأهيل للنساء ذوات الاحتياجات الخاصة

تواجه النساء المعوقات في العديد من دول العالم، سوا كانت دولا متطورة مادياً أو متطورة اجتماعياً أو ثقافياً أو دول غير متطورة من تمييز مضاعف أولاً نتيجة الجنس وثانياً نتيجة الإعاقة، وهذا التفريق من المحتمل أن يكون خطيراً لدرجة كبيرة من جانب تأثيره على كل جوانب حياتهن التعليمية والاقتصادية، وكذلك التشغيلية ومن جانب الزواج وجانب الأسرة وجانب العناية الصحية أو التأهيلية.

تتعرض كذلك النساء المعوقات إلى صعوبات في التدريب المهني والاستعمال، حيث أن تأثير الإعاقة عليهن يكون أكثر وضوحاً، وذلك بعدم تكافؤ الفرص أمامهن في الحصول على عمل ملائم، لقد كثر الاهتمام في السنوات القليلة السابقة بدور المرأة في برنامج التنمية، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية ووصل هذا الاهتمام ذروته في بداية عقد الأمم المتحدة للمرأة؛ مما سبب إلى وضع الكثير من التوصيات السياسية وإجراء البحوث، بهدف تشجيع إدماج النساء في عملية التنمية.

وكذلك اقتراح الطرق التي تمكن النساء من المساهمة في تلك العملية، وبالرغم من هذا الاهتمام بالنساء فإن الاهتمام بالنساء المعوقات لا زال في وقتنا الحالي قليل، سواء كان في الدول المتطورة أو في الدول غير المتطورة فيعد نصيب المرأة في القوى العاملة غير مرتفعاً نوعاً ما، فتعد نسبة النساء المعوقات اللواتي يتمتعن بخدمات التأهيل المهني المجهزة من أجل التشغيل ضئيلة.

والمشكلة بصورة عام تقدر الإحصائيات التي قامت بها أو التي حصلت عليها في جزء من المجتمعات، عن طريق منظماتها متنوعة أو عن طريق الدراسات والمسوحات التي تم إجرائها في دول العالم المتنوعة، بأن هناك (500) مليون فرد معوق وهذا يعني أن هناك فرد واحد من كل عشرة أفراد في كل دولة يعاني من الإعاقة، وتؤثر الإعاقة ليس فقط على الفرد المعوق بل تؤثر على الأشخاص المحيطين، وبشكل خاص على أفراد أسرته.

تشكل النساء المعوقات على الأقل ثلث عدد الأفراد المعوقين في العالم، ويعني ما يقدر ب (160) مليون وقد يقارب العدد إلى (250) مليون، ويعني ما يقارب (5%) من عدد السكان في أي دولة، إذا ما أخذنا بالاعتبار الأفراد الإناث المعوقات، إن أسباب الإعاقة متعددة تشمل المرض والحرب والفقر والتقدم في العمر والكوارث الطبيعية والمصانع البيئية وحوادث السير والنقص في العناية الرئيسية، وتطور الإعاقة وتتطور مع وجود الفقر ونقص الخدمات الطبية والجهل في تقديم العلاج وسوء استخدام العقاقير الطبية والأدوية والعلاج الخاطئ والضغوطات النفسية.

المشاكل والصعوبات التي تواجه تدريب الأشخاص المعوقين

لا توجد احصائيات أو تقديرات عن عدد الأفراد المعوقين الذين يعملون، إن العمل مهم للفرد المعوق سواء كان رجلاً أو امرأة، فالعمل يضمن للفرد المعوق الأمن والاستقلالية والضمان الاقتصادي ويساعد في تقبل أفراد العمل وأفراد المجتمع للفرد المعوقين، ويجعل لهم هدف معين في الحياة، يعمل العديد من الافراد المعوقين في أعمال متنوعة بدون أن يلفتوا نظر زملائهم في العمل وبدون الحاجة الى مساعدة من اي شخص.

ومن جانب أخر يحرم الأفراد المعوقين من فرص العمل أو تقدم لهم خدمات أو أعمال مهنية، ولا مجال لهم في الترقية والترفيع نتيجه المهارات التي يمكن أن يقدموها؛ ونتيجة ذلك فإنه دائماً يقلل من قيمتهم منذ فترة إنتهاء الحرب العالمية الثانية ارتفع حجم اشتراك النساء في القوى العاملة، وتركز إحصاءات منظمة العمل الدولية على أن نسبة (35%) من القوة العاملة في العالم من النساء ذلك منذ فترة الحرب العالمية الثانية، وحتى عام (1975) وقد تراجعت هذه النسبة بصورة واضحة، مثل نتيجة للركود الاقتصادي الذي بدأ في فترة أوائل الثمانينات.

المشاكل والصعوبات التي تواجه تدريب النساء المعوقات

وكما هو الحال فيما يخص عدم توفر معلومات احصائية عن عدد الأفراد المعوقين الذين يعملون، فإنه يعرف شيئاً ضئيلاً عن نسبة أعداد النساء المعوقات في القوى العاملة، فتعد البحوث والمراجع التي ترتبط بالنساء والمعوقات قليلة، تواجه النساء المعوقات صعوبات في دخولهن برامج التطوير والتأهيل المهني حتى في المجتمعات التي تكون فيها هذه البرامج متطورة بصورة جيدة.

أما فيما يخص الاستعمال فيواجهن مجموعة صعوبات، ومن أهمها قلة المهن المتاحة لأغلبهن، وفي حالات الركود الاقتصادي وحالات البطالة، فإنهن يتأثرن بذلك أكثر من الرجال، وفي العديد من المجتمعات في الدول تعمل النساء في الأعمال التي تحتاج إلى جهد جسمي، مثل الزراعة ومثل العمل في المصانع وعندما تنتهي المرأة من عملها، فإنه يتوجب عليها أن تقوم بالأعمال المنزلية وغيرها ويترتب على إعاقتها أعباء مختلفة، بالإضافة إلى عملها خارج المنزل وداخل وفي العديد من المجتمعات لا يتواجد ضمان ولا حتى تأمين للنساء المعوقات.

أما فيما يخص الدول العربية فهناك تأثير العوامل الاجتماعية وتأثير للعوامل الثقافية والعوامل الاقتصادية، وهناك الضغوطات وكذلك العادات والتقاليد التي تقلل من نشاطات ومن عمل المرأة خارج منزلها، وكذلك قلة فرص الاستعمال وبعض التشريعات التي تقيد تشغيل النساء فنظرته للمراة حقوق متساوية لدخول سوق العمل، أما فيما يخص التطبيق العملي فإن النساء محرومات من دخول سوق العمل ويعود ذلك لأسباب متعددة، مثل نوع العمل ومكان العمل، إن أغلب النساء المعوقات في البلاد العربية يواجهن نقص في التعليم، وكذلك من الحماية الزائدة والتمييز ضدهن من أفراد العمل ومن الرفقاء في العمل، وكل تلك الأمور لها تأثير على فرص تشغيلهن.

أما في حال توفر برنامج تدريب مهني لهن داخل مراكز التأهيل المهني، فإن المنهاج غالباً لا يناسب حاجات أو رغبات النساء المعوقات إذ أن تلك المناهج مركزة إلى حد بعيد على المهارات التقليدية للمرأة، وبالرغم من قلة المعلومات الإحصائية كما وكيفاً عن حاجيات وعن مشاكل المرأه المعوقة في البلدان غير المتطورة، فإنه من المهم أن تخصص بالإضافة إلى البحوث الإحصائية وغيرها أن تبدأ الدول بالقيام بأنشطة رئيسية وعملية لهؤلاء النساء بناءً على المعلومات المتواجدة.

وأثناء القيام بتلك الأنشطة فإنه يفترض أن يؤخذ بالحسبان الوضع الوطني أو الوضع الإقليمي في البلاد، وأن يتم الاهتمام بإدماج النساء المعوقات في البرامج العامة المستمرة والبرامج المتطورة، وإذا ما كانت تلك الفكرة تواجه عقبات ولا يمكن إدماجهن، فإنه يفترض وضع مشاريع او وضع برامج ترتبط بهن على أن تكون تلك البرامج متطورة وتكون ذات فائدة عملية لهن.


شارك المقالة: