في الوقت التي كانت فيه روما واليونان ومصر في عز ازدهارها، حيث كان سكان أوروبا الغربية في بداية تأسيس حضارتهم، وفي القرن الخامس قبل الميلاد، بدأت سوريا والعراق كلها مراكز للثقافة، وبعد قرابة الألف عام بدأت الهجرات من جبال الألب إل نهر الراين، وهناك تعلموا الزراعة والرعي، كما استفادوا من الغابات في تقطيع الأشجار وبناء البيوت.
بداية الحضارة في أوروبا:
بدأت أوروبا تتعرف إلى الحضارة قبل ثلاثة ألف عام من ولادة المسيح، وذلك عندما بدأت باستيراد النحاس، وكما بدأوا باستخدام البرونز في صناعة السيوف، حيث برع سكان جزيرة كريت في عمل هذا النوع من السلاح، وانتشرت إلى بحر العنبر حتى وصلت إلى بريطانيا، وأكثر ما اشتهرت الحضارة في أوروبا، عند الأنهار، مثل “نهر البو” في بلاد الغال.
وقد كان الحيثيون أول من اكتشف الحديد، ووصل الحديد بعدها إلى الأناضول، ومن ثم إلى أوروبا، عن طريق الفينيقيين والأغريق، وانولدت حضارة تسمى “حضارة هالستات”، والتي كانت قريبة من النمسا، في عام 1000 قبل الميلاد، وقد استمرت تلك الحضارة قرابة 450 عاماً، وقد تم اكتشاف مقابر جماعية لجيش مع أسلحة برونزية وحديدية، ورسومات هندسية وحيوانات.
وقد أثبتت الدراسات أن تلك الحضارة المجهولة، على درجة عالية من التطور، وقد كان اسم عاصمتها “بيس كوبين”، والتي تم اكتشافها في بولندا عام 1939 ميلادي، كما قامت حضارة في سويسرا، برع سكانها في صناعة الأسلحة البرونزية، وفي صناعة المواد التجميلية للنساء.
وقد قامت حضارات في أوروبا في أوقات متقاربة، مثل حضارة الإغريق حضارة “اتروريا”، والتي لا أحد يعلم من أين أتوا، إلا أن “هيرودوت” يقول أنهم جاءوا من عملة الأسد الليدية، وأنهم بنوا حضارتهم في القرن الرابع قبل الميلاد، وقد كانوا أول من استخدم حروف الهجاء، التي كان يستخدمها الإغريق، كما أنهم برعوا في النحت والرسوم، وفي همل المقابر والتماثيل، وقد كشفت الدراسات عن براعتهم الفنية في بناء القبور المرسومة بالألوان، أسوةً بالقدامى المصريين.
كما كشفت دراسات علماء الآثار، عن براعتهم في صنع الأساور والفضيات وحلي النساء، كما عُرف عنهم حبهم للرقص والموسيق وعروض المسرحيات والسيرك، وقد كانت تلك الحضارة مفتاحاً لتقدم الحضارة الرومانية، وذلك لشدة تأثر الحضارة الرومانية فيها.