اقرأ في هذا المقال
متى وقعت الحرب العثمانية البندقية (1463–1479)؟
وقعت الحرب العثمانيّة البندقيّة الأولى بين جمهوريّة البندقيّة وحلفائها والإمبراطوريّة العثمانيّة الإسلاميّة من عام (1463) إلى عام (1479)، وتُعتبر من أطول الحروب العثمانيّة التي حصلت آن ذاك.
آثار الحرب العثمانية البندقية (1463–1479):
وقعت الحرب العثمانيّة البندقيّة في الفترة الواقعة بين عامي ( 1463-1479) وكان هذا بعد فترة وجيزة من استيلاء العثمانيين على القسطنطينيّة وبقايا الإمبراطوريّة البيزنطيّة، كانت هذه الحرب من أكثر الحروب العثمانيّة شراسة وأطولها مدّة، إذ استمرت لمدة (سبعة عشر) عامًا، ممّا أدى إلى فقدان العديد من مُمتلكات البندقية في ألبانيا واليونان، والأهم جزيرة نيجروبونتي (يوبيا)، التي كانت محميّة البندقيّة لعدة قرون.
وشهدت الحرب أيضًا التوسع السريع للبحريّة العثمانيّة، التي أصبحت قادرة على تحدي البندقيّة وفرسان الهوسبيتالر من أجل السيادة في بحر إيجه، ومع ذلك، في السنوات الأخيرة من تلك الحرب، تمكنت الجمهوريّة البندقيّة من تعويض خسائرها من خلال الاستحواذ الفعلي للمملكة الصليبيّة لمنطقة قبرص حينها.
بعد الحملة الصليبيّة الرابعة (1203-1204)، تمّ تقسيم أراضي الإمبراطوريّة البيزنطيّة بين العديد من الدول الصليبيّة الكاثوليكيّة (“اللاتينية”)، ممّا أدى إلى الفترة المعروفة في اليونانيّة باسم (Latinokratia).
على الرغم من عودة الإمبراطوريّة البيزنطيّة تحت سلالة (Palaiologos) في أواخر القرن الثالث عشر، بقيت العديد من هذه الدول “اللاتينية” حتى ظهور قوة جديدة، وهي الإمبراطوريّة العثمانيّة.
وكان من بين هؤلاء جمهوريّة البندقيّة، التي أَسَّست إمبراطوريّة بحريّة واسعة النطاق، تسيطر على العديد من المُمتلكات والجزر الساحليّة في البحر الأدرياتيكي، الأيوني، وبحر إيجه.
في صراعها الأول مع الدولة العثمانية، فقدت البندقيّة بالفعل مدينة سالونيك في عام(1430)، بعد حصار طويل، لكن مُعاهدة السلام الناتجة تركت ممتلكات البندقيّة الأخرى سليمة.
في عام(1453)، استولى العثمانيّون على العاصمة البيزنطيّة القسطنطينيّة، واستمروا في توسيع أراضيهم في البلقان وآسيا الصغرى وبحر إيجه، تمّ غزو صربيا في عام (1459)، وتمّ إخضاع آخر البقايا البيزنطيّة، مستبد موريا وإمبراطوريّة طرابزون ما بين عامي (1460-1461).
أصبحت دوقية ناكسوس الخاضعة لسيطرة البندقيّة والمُستعمرات الجنويّة في ليسبوس وخيوس روافد في عام (1458) فقط ليتمّ ضمها مُباشرة بعد أربع سنوات، وهكذا كان التقدم العثماني يُشكل حتمًا تهديدًا لمُمتلكات البندقيّة في جنوب اليونان، وبعد الفتح العثماني للبوسنة عام(1463)، في الساحل الأدرياتيكي أيضًا.