الذكاء المرتفع أحد خصائص معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


الذكاء المرتفع أحد خصائص معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

الذكاء المرتفع أحد ما نص على الذكاء هو أحد أهم الميزات التي يجب أن تتوافر لدى معلمي الطفل الموهوب والمتفوق، وتم أدرج الذكاء في معظم قوائم السمات الشخصية والسلوكية التي وضعها عدد من الباحثين والخبراء في مجال تعليم الموهوب والمتفوق.

وقدر بعض الباحثين أن نسبة ذكاء فوق المتوسط تعد شرطاً ضرورياً من شروط النجاح في تعليم الموهوبين والمتفوقين، وحددها (نيولاند 1962 ,Newland) بنسبة (120) لمعلمي المرحلة الابتدائية و (130) لمعلمي المرحلة الثانوية على الجزء اللفظي من مقياس وكسلر لذكاء الكبار (WAIS) وفي دراسة (بيشوب) المشهورة كان متوسط ذكاء المعلمين الناجحين، ومن وجهة نظر الطلبة الموهوبين والمتفوقين الذين شاركوا في الدراسة (128) على مقياس وکسلر المذكور (1968 ,Bishop).

وفي معالجته لأهمية سمة الذكاء أورد (بورلاند 1989 ,Borland) عدة أسباب لتبرير موقفه الذي يصر على أن يمتلك معلمو الطلبة الموهوبين والمتفوقين أكاديمية نسبة عالية من القدرة العقلية منها، ومن غير الممكن أن يجاري المعلم طلبته الموهوبين والمتفوقين إذا كان أقل منهم ذكاء ويحتاج معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين درجة من الإحساس بالأمن وتقدير الذات.

وبالتالي يبدو منطقياً أن المعلم سوف يشعر بتهديد أكبر عندما يكون أقل ذكاء من طلبته، ولا يستطيع المعلم الذي لا يتمتع بقدر عال من الذكاء أن يكون قدوة فعالة لطلبته في سعيهم وراء المعرفة والحقيقة وتناولهم قضايا ومشکلات معقدة، ومن المهمات الرئيسة لمعلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين أن يشارك في تطوير المنهاج الذي يعتبره الباحثون عملا صعبا يتطلب دون أدنى شك قدرة عقلية متميزة.

ويقترح (بورلاند) دراسة السيرة الذاتية للمعلم المتقدم لإشغال وظيفة في برنامج تعليم الموهوبين والمتفوقين، فإذا لم يكون المعلم في مرحلة طفولته مقبولاً أو مؤهلاً للقبول في برنامج التعليم الموهوبين والمتفوقين ولا يتوقع منه أن يكون مؤهلاً للتعليم فيه.

وقد يكون البديل في هذه الحالة إجراء مراجعة لسيرة الحياة الدراسية والإنجازات التي حققها المتقدم لإشغال وظيفة معلم لهؤلاء الطلبة أو إخضاعه لأحد اختبارات الاستعداد الأكاديمي أو الذكاء المعروفة والمقننة للبيئة.

الشعور بالأمن الشخصي أحد عناصر معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

إن غاية تعليم الموهوب والمتفوق ليست من الوظائف السهلة التي من الممكن أن يقوم بها أشخاص لا يشعرون بالأمن أو أشخاص لا يتمتعون بشخصية قوية، وإن معلمي الطلبة الموهوبين والمتفوقين يضعون أنفسهم في تواصل دائم مع طلبة الذين يظهرون تفوق في المعرفة في مجالات مختلفة ويتعرضون لمواقف تذكرهم بهذه الحقيقة بين الحين والآخر.

وليس غريباً أن يتحدى هؤلاء الطلبة معلميهم لأسباب متنوعة، تتراوح بين الرغبة في إثبات نقطة أو وجهة نظر علمية إلى الرغبة في إرباك معلمهم أمام زملائهم، إن غرفة الصف التي تضم طلبة موهوبين ومتفوقين ليست مكاناً مناسباً لمعلم صارم يريد أن يعزز ثقته المهزوزة بنفسه من خلال سيطرته أو فرض شخصيته عليهم.

كما أن المعلم الذي يتمتع بشخصية قيادية وقوية من المهم أن يتعامل مع أولياء الأمور وغيرهم من الراشدين الذي يحملون غالباً آراء محددة حول ما يجب أن تفعله برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين، ذلك أن أولياء الأمور وهم ينطلقون من الخبرة التربوية المرافقة للأبوة والأمومة لا يترددون في المجاهرة صراحة بآرائهم الناقدة، وبالمثل فإن زملاء المهنة في البرنامج سوف يعبرون دون تحفظ عن آرائهم حول البرنامج وفي بعض الأحيان يكون لهذه الآراء صداها لدى بعض الإداريين الذين أصيبوا بخيبة أمل في تعاملهم مع الطلبة وأولياء الأمور ومتخذي القرار على مستوى مجالس الأمناء أو لجان الإشراف العليا الذين يشغل البرنامج قدراً كبيراً من اهتماماتهم.

إن المعلم الذي لا يتمتع بشخصية قوية يجد نفسه في أغلب الأحيان في مواجهة خط النيران أكثر من غيره من المعلمين الذي يتمتعون بقدر كبير من الثقة بالنفس والشعور بالقيمة الشخصية، ولذلك لن يستطيع الصمود في هذا الجو الضاغط سوى الأشخاص الذين لديهم مخزون كاف من الإمكانات النفسية الشخصية.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك من يرى أن مفهوم الذات لدى المعلم يرتبط أكثر من أي عامل أخر بنجاح الطالب في غرفة الصف، وأن اتجاه المعلم نحو الذات ونحو الآخرين أكثر أهمية من أساليب التدريس التي يجري التركيز عليها عادة ويترتب على ذلك الاستنتاج بأن المعلم الذي لا يشعر بالأمن أو المعلم الذي ليس لديه ثقة كبيرة بالنفس يستطيع أن يعترف أمام طلبته بأنه لا يعرف الإجابة.

الانفتاح والمرونة أحد خصائص معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

وأن الغالبية العظمى من الطلبة الموهوبين والمتفوقين الذي يستجيبوا لأسئلة المعلم والتعيينات بأشكال لا يعرفوها المعلمون ولكنها قد تكون إجابات صائبة، إن الطالب بطبعه يميل إلى النظر إلى الأشياء من زاوية مختلفة وتكوين ارتباطات بينها بشكل تختلف عما هو معتاد لدى الطلبة العاديين، وهم عادة يظهرون تباعداً وتشعباً في تفكيرهم.

وفي الواقع يعد تنمية التفكير المتشعب لدى الطلبة تعد من أحد الغايات الرئيسة في كثير من برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين، وحتى في الجوانب التعليمية البسيطة كالتدريب على إنجاز مهارة ما، فإن برامج تعليم الموهوبين والمتفوقين ليست مكاناً لمعلمين يرون التعليم على أنه مجرد لعبة من الأسئلة هدفها أن يعطي الطلبة الإجابات عليها كما هي في ذهن المعلم.

وينبغي أن تكون أغلب الممارسات الفصلية في برامج تعليم الطلبة الموجهة لتعليم التفكير وإذ كانت الغاية هي إتاحة الفرص للطلبة كي يفكرواً لأنفسهم، فمن الواجب على المعلمين أن يكونوا منفتحين ومستعدين لتقبل جميع الأفكار التي يعرضها الطلبة.

المعرفة بمشكلات الموهوبين وأساليب إرشادهم أحد خصائص معلم الطلبة الموهوبين والمتفوقين:

هناك العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية والتربوية التي قد يواجهها بعض الطلاب الموهوبين والمتفوقين، وتحتاج أن يلعب المعلم دور إيجابي في مساعدتهم على معالجتها أو التكيف معها، ومن الأمثلة على هذه المشكلات، وتدني التحصيل المدرسي، والنزعة للكمال تباين معدلات النمو العقلي والنمو العاطفي أو الجسمي، ضغوطات الرفاق وتوقعات الوالدين والمعلمين وغيرها.

كالتكيف مع الروتين والأنظمة والمعايير العامة ومواقف اتخاذ قرارات تربوية أو مهنية تحدد المسار الوظيفي المستقبلي، إن معرفة المعلم بالمشكلات التي ترافق الطالب الموهوب والمبدع والمعرفة بأساليب الإرشاد والتوجيه التربوي والنفسي الملائم التي لا تقل أهمية عن معرف موضوع تخصصه لأنها تزيد من فاعليته مع الطلبة الموهوبين والمتفوقين.

وجد أن المهارة في استخدام استراتيجيات إرشاد الطلبة كانت ضمن أهم خمس مهارات، وأوردت (سيسك) مهارات الإرشاد والتوجية واستخدام ديناميات الجماعة ضمن قائمة الموضوعات التي يجب أن يشتمل عليها برنامج تدريب معلمي الطلبة الموهوبين والمتفوقين وتأهيلهم.


شارك المقالة: