العلاقة بين الأسرة وأخصائي التدخل المبكر في التربية الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تهتم برامج التدخل المبكر بالأهل، وإن مراكز التدخل المبكر مختلفة عن رياض الأطفال ومختلفة عن المدارس العادية، ويوجد طرق لتعديل الصفوف الخاصة لتشبه الصفوف العادية، وإعداد كوادر التدخل المبكر من أجل تسهيل عملية التعليم لدى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

العلاقة بين الأسرة وأخصائي التدخل المبكر في التربية الخاصة

تهتم برامج التدخل المبكر بالأهل لأنهم وحدة التدخل، وأن مراكز التدخل المبكر مختلفة عن رياض الأطفال ومختلفة عن المدارس العادية، والتي ترى في الفرد وحدة للتدخل، حتى وإن كانت لا تغفل عن ضرورة دور الأهل والحقيقة أن مراكز التدخل المبكر تلاحظ أن الإجراءات التربوية والإجراءات العلاجية التي تدعم الأهل وتطور مهاراتها وتزيد درجة معرفتها، هي إجراءات تترك تأثيرات غير مباشرة على عملية النمو الكلي للفرد.

وبالرغم من ذلك نلاحظ أن من أولياء الأمور وإن الأخصائيين على حد سواء، قد يتبن جوانب وتوقعات تحول دون وضع هذا المبدأ موضع التطبيق، فألاهل ممكن أن ينظرون إلى أنفسهم على أنهم عديموا الفائدة بالنسبة لتربية ابنهم المعوق، وأن الأخصائيين وحدهم يعرفون الأساليب السليمة والأساليب الملائمة، وقد يعتقد الأخصائيون أن الأهل غير قادرون على فهم المعاني الحقيقية للإعاقة.

بل هناك أفراد يعتقدون أن الأهل غالباً ما تكون مسؤولة عن مشكلات ابنهم؛ بسبب عدم فهمهم لمبادئ التربية والتدريب، إن عملية تربية الفرد المعوق عملية تشاركية بين البيت والمركز، ولكن دور المركز لا يشبه البيت، والمركز ليس بديلاً للأهل ولا هو أكثر ضرورة منها والأهل هي المعلم الأول والأهم للفرد.

ولذلك يفترض التوقف عن أتهام الأهل بعدم الاهتمام والمطلوب هو تطوير احساسهم بالمسؤولية ومساعدتهم على تحمل المسؤولية، وكذلك الإرشاد والاحترام المتبادل، وبمقابل ذلك فإن على الأهل أن يدرك أنهم تؤثرون بصورة حاسمة على نمو ابنهما، وأن مسؤولية تربيته لا تقع على مسؤولية الأخصائيين فقط.

وعليها يجب على الأهل أن يدركوا كذلك أن باستطاعتهم التغلب على الصعوبات الناتجة عن إعاقة الفرد أو التقليل منها على الأقل، ويتحقق ذلك عن طريق الحصول على المعرفة الصحيحة والمعرفة الكافية عن طبيعة إعاقة الطفل، وعن تأثيراتها على النمو والإجراءات التصحيحية والإجراءات التعويضية المحتملة للتقليل من تلك التأثيرات، ومن الواضح أن المركز يلعب دوراً فعال في هذا الخصوص عن طريق المحاضرات واللقاءات والدورات التدريبية وتوفير المعلومات والإرشاد الفردي والإرشاد الجماعي وغيرها.

ومن المفترض أن يعرف أخصائي التدخل المبكر الاحتياجات الحقيقية للوالدين على المستوى الفردي، واستعمال اللغة التي تتمكن الأسرة من استيعابها من غير الاستغناء عن درجة الدقة العلمية الاستغناء عن التقييم الموضوعي، والإصغاء من خلال اهتمام واحترام آراء الأهل، والنظر إلى مشكلات الفرد بعيونهم هم وعدم القيام بتحويلهم من أخصائي إلى أخر من دون أن يكون للتحويل سبب مقنع.

ويفترض على الأسر بدورهم أن يثقوا بالأخصائيين القائمين على رعاية أبنائهم  وفهم حقيقة الإعاقة، وأنها ليست حالة يمكن شفائها، فهي ليست مرضاً بالمعنى التقليدي وعليهم، كذلك أن يثقوا بأنفسهم ويثقوا بقدرتهم على التأثير بصورة إيجابية على نمو ابنهم، وأخيراً على الجميع أن يثقوا بقدرة الفرد على عملية التعلم، وعلى قابليته للتغيير إذا استعملت الوسائل الملائمة في تدريبه البيئة التعليمية في التربية الخاصة المبكرة.

تؤثر طبيعة البيئة التعليمية في مراكز التدخل المبكر على نمو الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وتعلمهم، من المفترض أن تكون هذه البيئة مشابهة جداً لصف رياض الأطفال العادي، ولكن من دون إغفال الحاجات الخاصة لهؤلاء الأفراد،  فهي تهدف إلى الحد من التأثيرات على الوالدين؛ بسبب التحاق ابنهم ببرنامج تربوي علاجي خاص، ولما كانت البيئة الصفية العادية تقوم بتوفير الفرص للأفراد للاختيار والتعرف على البيئة وحل المشكلات، وبالإضافة إلى التعبير عن النفس.

ومع أن الأفراد المعوقين دائماً يحتاجون إلى وقت خاص خلال اليوم الدراسي لعملية التعلم الفردي، فإن تطوير منهاج وتطوير جدول نشاطات يومي يشبه الجدول المعتمد في رياض الأطفال العادية، يساهم في  تهيئة الظروف والفرص القيمة لعملية التعلم؛ بهدف المساعدة على خلق هذه الظروف يتمكن المدرسون  اختبار الألعاب الملائمة لأعمار الأفراد والأدوات التعليمية المناسبة الغرفة الصف.

طرق لتنظيم الصفوف الخاصة لتكون قريبة من الصفوف العادية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

1- خزن الألعاب في مكان يتمكن الأفراد الوصول إليه بشكل مستقبل.

2- عمل غرفة الصف مقسمة إلى محطات تعليمية مختلفة.

3- اختيار مكان لكل فرد ليقوم بوضع أشيائه الخاصة فيه ووضع اسم الفرد عليه.

4- إضافة لمسات على جدران الفصل الدراسي باستعمال الألوان الفاتحة، وبشكل معتدل.

5- عرض أعمال الأفراد في لوحات خاصة.

6- عمل لوحات توضيحية؛ بهدف تعليم الأطفال المصطلحات المتنوعة.

7- تقدير الخصوصية للطفل وأبويه أثناء عرض الأهداف المتضمنة في البرنامج التربوي الفردي، وطرق ضبط السلوك.

دور فرص التفاعل بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين

إن القيام بزيادة فرص التفاعل ما بين الأفراد المعوقين والأفراد العاديين، من شأنه المساهمة في توفير بيئة تعليمية معتادة، ولذا فعلى الأخصائيين العاملين مع الأفراد المعوقين توفير مثل تلك الفرص، وقد يضمن ذلك فتح قنوات التواصل الفاعل مع المدارس الموجودة في البيئة المحلية وفي رياض الأطفال، ومن البدائل المحتملة ما يطلق عليه بالدمج العكسي، والمعروف بتحفيز الأفراد العاديين بعمل جولات متعددة إلى مدارس التربية الخاصة وإلى وزيارة مراكز التدخل المبكر.

إعداد كوادر التدخل المبكر في التربية الخاصة

يوجد العديد من السمات الفريدة لميدان التربية الخاصة في فترة الطفولة المبكرة، إشراك جزء من الاختصاصيين في عملية تقديم وتخطيط الخدمات للأفراد وأهلهم، وبالرغم من أن أفراد الفريق مختلف التخصصات الذي يعمل على تطبيق خدمات التدخل المبكر يختلفون من بيئة إلى أخرى، ومن إعاقة إلى إعاقة أخرى.

وعليه فإن القيام بإعداد الكوادر لا يتوقف فقط على المدرسين وإن كان مدرسين التربية الخاصة في المراحل الأولى من عمر الطفل يكونون العنصر الأكثر ضرورة الذي تتحدد بنائاً علية فاعلية البرامج، وفاعلية الخدمات المقدمة ويعتبر تأهيل الكوادر التي تكون مؤهلة والتي تقوم بتقديم الخدمات الكاملة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة في فترة الطفولة المبكرة تحدياً خاصة فيما يخص برامج التدريب قبل الخدمة.

كلما كان الفرد أصغر كانت سمات النمو أكثر ارتلاطاً، وكذلك أكثر اعتماد على التكوين الأسري وهذا ما يجعل برامج التدخل المبكر متنوعة عن البرامج التي تعنى بالأفراد الأكبر سناً، ففي برامج التدخل المبكر من الممكن أن تكون الأهداف الأسرية ذو أهمية أكبر من الأهداف المرتبطة بالطفل، يمكن أن تتحمل الأسرة المسؤولية الأساسية في تدريب الفرد وتحقيق الأهداف المرجوة من تدريبه.


شارك المقالة: