اقرأ في هذا المقال
- المعتز بالله محمد بن جعفر المتوكل
- مُبايعة الخليفة المُعتز
- الأحداث التي جرت مع المُعتزّ بعد المُبايعة
- نهاية الخليفة المُعتزّ
المعتز بالله محمد بن جعفر المتوكل:
المعتز بالله محمد بن جعفر المتوكل ولد بسامراء عام (232 هجري)، وأمّه أَمّ ولد روميّة تُدعى (قبيحة)، ذات جسم أبيض، وشعر أسود وكثيف، حسن العينين والوجه، ضيّق الجبين، أحمر الوجنتين، حسن الجسم طويل، أقنى الأنف، مدور الوجه، حسن الضحك، وقد أثنى عليه الإمام أحمد في جودة ذهنه وحسن فهمه وأدبه حين دخل عليه في حياة أبيه المتوكل. وروى الخطيب عن علي بن حرب قال: دخلت على المعتز فما رأيت خليفةً أحسن وجهاً منه. وقال الزبير بن بكار: سرت يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل فعثرتُةُ مِنْ فيه ترمي برأسه وعثرته في الرجل تبرأ على مَهْلِ.
مُبايعة الخليفة المُعتز:
تمَّ مُبايعة المعتز ولي الخلافة بعد نزع الخلافة من الخليفة المُستعين، وله تسع عشرة سنة، ولم يلِ الخلافة قبله أحد أصغر منه وخطب له على المنابر يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم من مطلع عام (252 هجري)، وهو أول خليفة أحدث الركوب بحلية الذهب، وكان الخلفاء قبل يركبون بالحلية الخفيفة من الفضة. وكانت خلافته أربع سنوات وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً، وتوفي وعمره أربع وعشرون سنة.
وأما وضع كبار القادة فقد مات (أشناس)، عام (252 هجري)، وهو الذي استخلفه الواثق على السلطنة، وغضب المعتز على وصيف وبغا وهما في بغداد، وكتب إلى محمد بن عبد الله بن طاهر أن يقتلهما، وخافا، واستعدا، للمواجهة، ثم كلّمه أخوه المؤيد في وصيف، وكانت سعاد أخت وصيف مربية المؤيد، وكلمه أخوه أبو أحمد في بغا، فرضي عنهما.
ثم شغب الجند الأتراك، وقُتل وصيف عام (253 هجري)، فجعل المعتزّ ما كان لوصيف لبغا الشرابي، وألبسه تاجاً ووشاحين، ولكنه قتل عام (254 هجري)، وقتل بندار الطبري عام (253 هجري)، في قتاله للخوارج. وعقد المُعتز لبايكباك على مصر فأرسل إليها نائباً عنه أحمد بن طولون عام (254 هجري).
الأحداث التي جرت مع المُعتزّ بعد المُبايعة:
كان المعتز يخاف من صالح بن وصيف، وجاءته جماعة من قادة الجند الأتراك وقالوا له: قم بإعطائنا رزقنا ونقوم بقتل صالح بن وصيف، فلم يجد عنده ما يعطيهم، فجاءوا إليه ثانيةًَ إلى دار الخلافة ومعهم صالح بن وصيف ومحمد بن بغا فأخرجوه وأهانوه، وكان ذلك سبب عزله. خلع المُعتزّ أخاه المؤيد وقيّده حتى مات، كما سجن أخاه أبا أحمد.
ومات محمد بن عبد الله بن طاهر في العراق في بغداد فولّى المُعتزّ لأخيه عبيد الله بن عبد الله بن طاهر على العراق من بعده، كما تولى أخوه الآخر سليمان بن عبد الله بن طاهر شرطة بغداد والسواد. خرج عن طاعة المعتز بناحية همذان عبد العزيز بن أبي دلف، فسار إليه موسى بن بغا الكبير فهزم ابن أبي دلف، وقُتل عدد كبير من أصحابه.
أغار أصحاب الديلم ابن جستان على الريّ، ومعه أحمد بن عيسى، والحسين بن أحمد الطالبيين، فقتلوا، وسبوا، وفرَّ منها أميرها عبد الله بن عزيز، غير أن أهل الريّ صالحوا ابن جستان على ألفي درهم فارتحل عنهم، وعاد ابن عزيز إليها، وتمكن من أسر أحمد بن عيسى فبعث به إلى محمد بن طاهر بنيسابور فقتله.
وتحرّك الحسن بن زيد الطالبي إلى منطقة طبرستان فذهب إليه مفلح وتمكن من هزيمته فسبق الحسن ببلاد الديلم. وخرج مساور بن عبد الحميد الخارجي، والتف حوله ما يقرب من سبعمائة رجل، فسار إليهم بندار الطبري فقُل من الخوارج خمسون، وقتل من أصحاب بندار مائتان بينهم بندار نفسه، وسار مساور بعد ذلك إلى حلوان فقاتله أهل حلوان والحجاج الخراساني الذين كانوا في طريقهم إلى مكة، فقتل الخارجي منهم ما يزيد على أربعمائة رجل.
واستولى يعقوب بن الليث الصفار على كرمان عام (254 هجري)، ثم اتجه إلى فارس واستولى عليها. انطلق موسى بن بغا إلى ناحية قزوين لقتال الحسين بن أحمد الطالبي المعروف بالكوكبي فهزمه، ولحق الكوكبي ببلاد الديلم. وغزا محمد بن معاذ بلاد الروم في شهر ذي القعدة من عام (253 هجري)، من ناحية ملاطية فهُزم المسلمون وأسر أميرهم محمد بن معاذ.
نهاية الخليفة المُعتزّ:
ولما أخذ القادة العسكريون المُعتزّ وأهانوه، وخلعوه، وألزموه على البيعة لابن عمّه المُهتدي بالله محمد بن الواثق. وقام المهتدي بإبعاد المعتز من سامراء إلى بغداد، فأحضروه من بغداد إلى دار الخلافة بسامراء فسلّم المعتز إليه الخلافة وبايعه وذلك في (29) رجب من عام (255 هجري)، ثم أخذ القادة المعتز بعد خمسة أيام من خلعه وعذّبوه حتى مات في أوائل شهر شعبان.