النمسا في ظل حكم سيغيسموند وفريدرخ الوسيم

اقرأ في هذا المقال


النمسا في ظل حكم سيغيسموند

ينتمي الملك سيغيسموند إلى عائلة “آل هابسبورغ” والذين حكموا النمسا لفترة طويلة وكما كان لهم دور كبير في توسعة أراضيها وجعلها من أكبر الإمبراطوريات، عندما توفى والد سيغيسموند كان ما زال صغيراً في العمر وتولى الحكم في عام 1439 ميلادي وقامت والدته بمساعدته في إدارة أمور الدولة، فقد كانت تنتمي إلى أسرة حاكمة وكان لها دور كبير في جعل السلطة في يد أبنها منذ بداية الأمر.

حكم الملك سيغيسموند للنمسا

تمت ولادة سيغيسموند في البلاط الملكي النمساوي، كما كانت والدته تعتبر من الأسرة الحاكمة في الإمبراطورية الألمانية، وعند وفاة والده لم يكن يملك القدرة على تولي الحكم في النمسا، فقد كان عمه ملكاً على ألمانيا وكان يريد فرض سيطرته على النمسا والعمل على توسعة أراضي الإمبراطورية الألمانية، كما قام عمه بالمشاركة في الحروب وإدخال النمسا فيها؛ وذلك من أجل إضعافها والقول بأنّ سيغيسموند غير قادر على حكم النمسا وأنه يجب وضعها تحت سيطرته.

تولى سيغيسموند الحكم في النمسا وفي بعض المستعمرات التابعة للنمسا ومن أهمها تيرول والتي كانت تعتبر من أهم المصادر المالية للنمسا، كما سعى سيغيسموند أثناء فترة توليه الحكم السيطرة على المزيد من الأراضي والوديان وضمها إلى حكمه، فقد كان يعتقد بأنّها سوف ترد إليه الكثير من الأموال، لكن تلك الوديان والأراضي لم تستمر معظمها تحت حكمه، فقد كان يقوم ببيعها واحدةً تلو الأخرى؛ وذلك لحاجته الماسة إلى الأموال، وكما كان عمه يسعى إلى إفقاده تلك الأراضي وأخذ الحكم منه.

بعد تلك الفترة بدأ الاستعمار الإسباني للقارات الأمريكية وتم جلب الكثير من معدن الفضة إلى أوروبا وأصبحت أوروبا غارقة في الفضة، الأمر الذي أدى إلى استغلال سيغيسموند ذلك الأمر والعمل على سك العملات بشكل كبير والتي كان معظمها من معدن الفضة، وكانت من أهم اهتماماته العمل على تطوير العملة في النمسا وجعل لها أهمية كبيرة والتي كان يتم وضع نقش صورته عليها.

قام سيغيسموند بغزو جمهورية البندقية والتي كانت تحتوي على مخازن الفضة، حيث كانت إسبانيا تقوم بجلبها من القارات الأمريكية وتخزينها في البندقية وخاض حربا طاحنة وحقق النصر وحصل على مناجم الفضة، لتصبح النمسا بعد ذلك الانتصار من أكثر الدول في أوروبا الموجود فيها الفضة، لم يستمر حكم الملك سيغيسموند طويلاً، حيث تم إجباره التنازل عن الحكم وتسليمه إلى ابن عمه.

النمسا في ظل حكم فريدرخ الوسيم

يعتبر الملك فريدرخ الوسيم أحد أفراد عائلة “آل هابسبورغ” حيث تولى الحكم في النمسا ودوقية ستيريا وألمانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وهو ابن ملك ألمانيا ألبرخت الثاني وكانت والدته قد تربت في البلاط الملكي الألماني، كان فريدرخ صغيراً عندما تولى والده الحكم، ولكن لم يستمر حكم والده طويلاً، حيث تم قتله ليتولى فريدرخ الحكم في النمسا بعد والده، وتم وضعه وصياً على أشقائه لصغرهم في السن، وتمت إقامته في القصر الملكي الموجود في فيينا.

بدأت الصراعات بين الملك فريدرخ وأبناء عمه وخاصة بعد تولي أحدهم الحكم في مملكة بوهيميا، فقد أراد السيطرة على الحكم وأخذ المملكة من ابن عمه، وتم بعد ذلك اختيار فريدرخ إمبراطوراً للإمبراطورية الرومانية المقدسة، واستمرت الصراعات بين الأسرة الحاكمة، ليقوم فريدرخ بالمطالبة السيطرة على مملكة بوهيميا وطلب وضعها تحت حكمه وضمها إلى إمبراطوريته وذلك بحجة أنّ ابن عمه كان أعمى ولا يمكنه قيادة الدولة وأنها تتعرض لغزوات بشكل كبير وسوف يتم سلبها من قبل الغزاة.

تم إجراء الانتخابات لوضع مملكة بوهيميا تحت حكم فريدرخ، وبالفعل حصل على نسبة أصوات مرتفعة وأصبحت تحت سيطرته، وبعد تلك السيطرة امتدت مطالبة وأراد الحصول على المزيد من الدوقيات التي تقع تحت حكم عائلة “آل هابسبورغ”، فقد أراد السيطرة على دوقية سيكسونيا وخاض حرباً وسيطر عليها، ولم يكتفي بذلك بل امتد طموحه للسيطرة على ألمانيا، وتعتبر معاركه التي خاضها للسيطرة على ألمانيا من أكبر المعارك وأقواها وتمكن في البداية من تحقيق النصر لكن تم هزيمته في النهاية.

بعد هزيمة فريدرخ في ألمانيا تنازل عن الحكم فيها وعاد إلى النمسا واكتفى فيها، وخلال فترة حكمه حاول السيطرة على السلام فيها وعدم إدخالها في الحروب؛ وذلك من أجل المحافظة على تاجه، وتوفى الملك فريدرخ في عام 1330 ميلادي.


شارك المقالة: