اقرأ في هذا المقال
تحديد السلوك المستهدف في تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:
من الذي يحدد أن لدى الطفل مشكلة سلوكية بحاجة إلى علاج؟ وكيف يتم تحديد ذلك؟ إنه مما لا شك فيه أن الوالدين والأشخاص الآخرين المهمين في حياة الطفل كالمعلمين مثلاً، وهم الذين يتخذون القرارات البدنية المتعلقة بوجود أو عدم وجود مشكلة بحاجة إلى علاج، وإلا أنه من السذاجة النظر إلى الأمر على أنه وبهذه البساطة فالوالدان والأشخاص المهمون في حياة الطفل قد لا يستطيعون تحمل العبء الكامل أو قد لا يستطيعون اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بتحديد السلوكات التي تحتاج إلى تعديل.
وأن هؤلاء الأشخاص في بعض الأحيان قد لا يفعلون ما هو في صالح الطفل والأدلة على ذلك كثيرة جداً، ولكن ذلك لا يعني بالطبع عدم تشجيع المعالج السلوكي الأهل والأشخاص ذوي العلاقة على المشاركة في صنع القرارات اللازمة المتعلقة بالمعالجة على العكس تماماً، فمنهجية تعديل السلوك تشتمل على إشراك هؤلاء الأشخاص في عملية المعالجة كلما كان ذلك ممكناً، إذ أنهم يشكلون جزءاً هاماً في بيئة الطفل.
دور المعالج السلوكي في تعديل السلوك:
من ناحية أخرى فإن ذلك لا يعني أيضاً أن دور المعالج السلوكي يتصف بالسلبية فهو بلا شك يحاول توجيه الأشخاص ذوي العلاقة نحو اختيار السلوكات ذات الأولوية، وهو كذلك يساعدهم في تفهم طبيعة المشكلة التي يعاني منها الطفل ويصف لهم طرق العلاج الممكنة بهدف اختيار أكثرهاً تقبلاً وفعالية، ولكن كيف يقرر المعالج ذلك؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب أخذ الاعتبارات التالية بالحسبان الاعتبارات الأولية هل هناك مشكلة سلوكية بحاجة إلى علاج؟ وهل هناك اتفاق بين الأشخاص ذوي العلاقة على أن لدى الطفل مشكلة بحاجة إلى المعالجة؟
وأيضاً هل يختلف أداء الطفل عن أداء الأطفال الآخرين من العمر نفسه بشكل ملحوظ في ناحية معينة؟ وهل يعيق السلوك قدرة الطفل على التعلم أو قدرة المعلم على التعليم في غرفة الصف؟ وهل أجريت فحوصات طبية معيئة الاستثناء الاضطرابات الفسيولوجية؟ ما هي؟ وماذا كانت النتائج؟ وهل يعطي الأشخاص ذوو العلاقة أولوية لبرنامج التعديل المقترح.
وأيضاً ما احتمالات نجاح خطة العلاج؟ وهل سيدعم الأشخاص ذو العلاقة ببرنامج التعديل، وهل هناك من تتوفر لديه الكفاية لتطبيق الإجراءات العلاجية المقترحة، وإن الإجابة عن هذه الأسئلة ستلقي الضوء على طبيعة المشكلة السلوكية التي يعاني منها الطفل، وستوضح للمعالج ولذوي الطفل إمكانية وضع خطة العلاج المناسبة له.
وفي كثير من الأحيان قد يجد المعالج أن لدى الطفل أكثر من مشكلة سلوكية بحاجة إلى علاج، والمبدأ العام المتبع في تعديل السلوك، خاصة في حالة كون المعالج يفتقد الخبرة، هو عدم محاولة معالجة مشکلات سلوكية متعددة في الوقت نفسه؛ لأن ذلك سيقلل من احتمالية تنفيذ المعالجة بشكل فعال، فكيف يقرر العالج بأي المشكلات يبدأ.