تشخيص اضطراب التوحد على أساس سلوكي:
في بداية الحديث عن التشخيصالسلوكي للأوتيزم، يجب تقرير أن هذا الاضطراب لا يتم توضيحه أو تعيين معالمه إلا سلوكياً، بحيث اضطر القائمون على الاهتمام بالطفل الأوتيزم والمهتمون إلى تقسيمه إلى العديد من الأشكال، وأنه يرتبط من حيث كونه اضطراب مع اضطرابات أخرى، وعند القول أن الأوتيزم يعرف ويحدد بشكل سلوكي، فإن هذا يعني أنه لا يوجد اختبارات طبية تيم تطبيقها لتشخيص اضطراب التوحد.
مع أن الاختبارات يمكن لها أن تثبت أو تنفي وجود اضطرابات أخرى، ولذلك فإن الأخصائيين يركزون في تشخيص الأوتيزم على ملاحظة السمات السلوكية لكل طفل، وعلى أية حال يمكن القول أنه كلما زادت او بانت المؤشرات والأعراض التي يبديها الطفل، زادت احتمالات تشخيص حالته كطفل أوتيزم.
التشخيص الدقيق والصحيح لاضطراب الأوتيزم:
أكد العديد من العلماء من أن التشخيص الدقيق أو الصحيح لاضطراب الأوتيزم ليس أمر يتصف بسهولة، وأن أغلب العلماء يتفقون على أن تشخيص الأوتيزم يحتاج إلى فريق متخصص ومتعدد التخصصات، على أن يشمل الفريق أخصائيين يتعاونون معاً بشكل فريق لتشخيص الحالة.
وتلعب الأسرة دور فعال في عملية التشخيص، وذلك عن طريق تقديم المعلومات عن التطور النمائي للطفل وأنماطه السلوكية، فمن الأفضل أن نقول بأنه كلما زاد عدد الأشخاص ذو الخبرة الذين يسجلون سلوك الطفل في فترات زمنية متنوعة ومواقف مختلفة، زادت احتمالات تشخيص الأوتيزم بشكل دقيق.
وبالتالي من المؤكد أو في حكم المؤكد أن من الأفضل عدم مشاركة أخصائي واحد بعملية التشخيص، ولا يتمكن من يقدم الأساليب التشخيصية في جانب الأوتيزم، وأن يصرف النظر عما ورد في دليل الرابطة للطب النفسي (APA) عن تشخيص الأوتيزم، وفي ضوء هذا الدليل التصنيفي يمكن القول أنه ينظر إلى الأوتيزم على أنه أحد أنماط الاضطرابات النمائية العامة.
فئات تشخيص الأوتيزم:
ويقدم الدليل (16) معيار لتشخيص الأوتيزم وتقع ضمن فئات، والفئة الأولى تدني في التواصل اللفظي وغير اللفظي وفي المهارة التخيلي أي يواجه الطفل مشكلة في التواصل مع الأفراد، بل يصدر أصواتاً غير مفهومة، ولا يظهر تعبيرات أو إيمائية مقبولة، ولا يمارس أي نشاط تخيلي ولا يهتم بالقصص التي تدور حول أحداث خيالية.
يعاني الطفل من اضطرابات ظاهرة في محتوى الكلام أو شكله بما في ذلك الكلام النمطي مثل التكرار الآلي لإعلانات التلفاز، أو استعمال ضمير المخاطب (أنت) عوضاً من ضمير المتكلم (أنا)، أو التحدث عن أشياء ليست لها علاقة بموضوع الحوار أو الكلام.
الفئة الثانية وهي انخفاض نوعي في العلاقات الاجتماعية خلال التفاعل مع الآخرين، ويتضح هذا النقص في السلوكيات التالية لا يقلد الفرد أو يحاكي الآخرين، أو أن لديه تدني واضح في عملية التقليد والمحاكاة، لأن لا يلوح بيده للآخرين عند وداعهم، ولا يقلد أنشطة الأم في داخل البيت، وعندما يقلد الآخرين يكون بشكل آلي.
ولا يهتم الطفل بوجود الآخرين ولا يهتم بمشاعرهم يعامل الآخرين كما لو كانوا قطع أثاث، ولا يشعر أن الآخرين يتكلمون معه يبدو عليه الضيق، ولا يفهم رغبات الآخرين إلى الخصوصية، والطفل يعاني من تدني واضح في القدرة على بناء علاقات مع الآخرين، ولا يبدي أي اهتمام بالصداقة، ويظهر عدم القدرة على فهم أصول التفاعل الاجتماعي.
وأخيراً الفئة الثالثة تظهر مدى محدود جداً من الأنشطة والاهتمامات؛ يبدو ذلك واضح في أن الطفل يستمر وبطريقة غير معقولة على اتباع ذات النمط في الأنشطة، مثل الإصرار على أن يسير بنفس الطريق عند التسوق، وحركات جسدية للطفل تتضح فيها النمطية مثل ثنى اليدين وبالإضافة إلى هز الرأس وما إلى ذلك من حركات.
الطفل لديه مدى محدود جداً من الغايات، أو يكون دائماً منشغل بشيء معين على الدوام، مثل الاهتمام فقط بوضع الأشياء بعضها فوق بعض، ويجب أن تظهر هذه السمات منذ مرحلة الرضاعة دى الطفل أو الطفولة المبكرة، ويتم استغلال المعايير الستة عشر على النحو التالي: يجب توفر ثمانية معايير على الأقل من المعايير الستة عشر المحددة في نص دليل الرابطة للطب النفسي لدى الفرد ذو اضطراب التوحد.
هذه المعايير يجب أن تتضمن فقرتين على الأقل من الفئات الثلاثة لا يعتبر المعيار محقق إلا إذا كان السلوك شاذ بالنسبة للمستوى النمائي للطفل، ومن خلال ما سبق، يمكن القول أن الأنماط السلوكية للأطفال التوحديين الذين ينظر إليهم على أنهم أوتيزميون تتباين بتباين كبير.