تطور الإثنوغرافيا الحديثة في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


ظهر تطور الإثنوغرافيا الحديثة في الأنثروبولوجيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كمنهجية جديدة لدراسة الحياة الاجتماعية والثقافية للإنسان، وما ارتبط بها من ظهور نوع أدبي جديد هو الدراسة الإثنوغرافية.

تطور الإثنوغرافيا الحديثة في الأنثروبولوجيا:

الإثنوغرافيا الحديثة أي المنهجية هي أطروحات طويلة تركز على جانب واحد أو أكثر من جوانب حياة السكان ومؤسساتهم وثقافتهم. حيث كان الإلهام النظري هو الفكرة الداروينية القائلة بضرورة دراسة السكان بشكل شامل في ارتباط مع بيئتهم من أجل تحديد السمات المظهرية التي تميزها عن الآخرين.

ولقد أصبح من المألوف المزاح عن حقيقة أن أحد الآباء المؤسسين في الأنثروبولوجيا الاجتماعية (السير جيمس فريزر 1854-1941) لم يتصل أبدًا بسكان غير أوروبيين. في حين أن هذا صحيح، فإنه يتجاهل الحقيقة المهمة المتمثلة في أن فريزر وزملائه كانوا مدركين تمامًا للحاجة إلى تطوير عملية جمع أدلة موثوقة وكانوا يتخذون خطوات لتهيئة الظروف لذلك.

مثل W.H.R. الذي وضعه ريفرز في عام 1906 في مقدمة كتابه الكلاسيكي: “إن الحاجة الملحة للأنثروبولوجيا في الوقت الحاضر هي أسلوب أكثر دقة، ليس فقط في جمع المواد، ولكن أيضًا في تسجيلها، حتى يتمكن القراء من تخصيصها كقيمه صحيحة لكل حقيقة، ويمكن تزويده بأدلة محددة تمكنهم من تقدير صحة ودقة السجل المحتمل”.

وشارك فريزر في هذا الجهد من خلال تشجيع الآخرين على جمع الأدلة الإثنوغرافية بطرق تم التحقق منها بعناية. حيث تم إنتاج استبيانه شهيره وهي (الأسئلة حول العادات والتقاليد والدين والخرافات وما إلى ذلك للشعوب غير المتحضرة أو شبه المتحضرة التي نُشرت لأول مرة في مجلة معهد الأنثروبولوجيا عام 1889) لمساعدة المسافرين والمبشرين في جمع الأدلة الأنثروبولوجية بشكل أكثر كفاءة.

حيث اعتمد على المعلومات التي قدمها مراسلوه. كما كانت ممارسة معظم الإثنوغرافيين والفلكلوريين في تلك الفترة في جميع أنحاء أوروبا، وتم نشر العديد من مثل هذا الاستبيانات طوال القرن التاسع عشر. وعلى سبيل المثال، اعتمد كتاب فريزر الذي ألهم كتاب فرويد الطوطم والمحرمات الطوطمية والإكسوجامي 1910 إلى حد كبير على المعلومات التي نقلها إلى فريزر جون روسكو الذي كان مبشرًا في أوغندا.

وفي واقع الأمر ألهم استبيان فريزر العديد من الدراسات الإثنوغرافية الرائعة، بما في ذلك الدراسة الأساسية بعنوان حياة قبيلة جنوب أفريقيا والتي نُشرت لأول مرة في عام 1914 ونُقحت في عام 1926، وحررها هنري ألكسندر جونود (1863- 1934)، وهو مبشر بروتستانتي سويسري، كتب عن جنوب موزمبيق وشمال ترانسفال، وكان ذلك بمثابة منصة انطلاق للأنثروبولوجيا في جنوب إفريقيا.

البحث الأنثروبولوجي في القرن العشرين:

تشكلة سلسلة من الدراسات التي جلبت التفكير الهيكلي إلى الأنثروبولوجيا، وبهذه الطريقة، ابتكرت منهجية تحليلية تسمح بتطوير الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية إلى تخصص أكاديمي مهني. وفي الواقع في سنوات ما بين الحربين، شكلت باريس قطبًا دوليًا للتفاعل الأكاديمي للأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية على نطاق أوسع وذلك في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.

وعلى سبيل المثال، قام كل من مالينوفسكي وبوا بزيارة موس بانتظام. وفي عام 1938 ألقى موس في لندن ما كان سيصبح أحد النصوص التأسيسية للأنثروبولوجيا وهي: مقالته عن “الشخص”.


شارك المقالة: