تطوير خطة التقييم المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

إن تخطيط عملية التقييم المهني مهم جداً؛ لنجاح التقييم المهني والحصول على نتائج عملية وواقعية وإعداد التقرير النهائي العملي والموضوعي عن حالة ذو الاحتياجات الخاصة، الجسدية والعقلية والنفسية واستعداداته ومهاراته وميوله وقدراته.

نوع وخصائص المقيم المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

يفترض في الشخص الذي سيقوم بمهمة التقييم أن يكون لديه معرفة وفهماً وإدراكاً للظواهر الاجتماعية والطبية، وقدرته الجسدية التي يعبر عنها بتشخيص طبي محدد، وكذلك القدرة على التعلم القدرة على التعليم والتدريب وله خبرة سابقة في الصناعة ومعرفة بالمهن المختلفة، كما يجب أن تكون شخصية المقيم العامة جيدة ومعتدلة ومتزنة ويستطيع أن يتعامل مع الناس بطريقة جيدة.

عوامل التخطيط لتطوير خطة التقييم المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

1- يجب أن تسير عملية التقييم من الأسهل إلى الأصعب، وهناك أسباب تقف وراء هذا العامل أو المفهوم، إذا بدأ ذو الاحتياجات الخاصة بمهمة أو عينة عمل صعبة أو معقدة، فإنه سيواجه فشلاً يمكن أن يؤثر على أدائه في المهمات الأقل صعوبة أو تعقيداً ضمن نفس المجال المهني، ومن ناحية ثانية إذا سمح لذو الاحتياجات الخاصة أن يسير من المهام السهلة إلى المهام الأصعب، فإن الخبرة التعليمية التي حصل عليها من المهمات السهلة يجب أن تسهل أداءه في المهام الأشد صعوبة وتعقيداً.

2- يجب أن يشارك ذو الاحتياجات الخاصة في إعداد خطة التقييم الخاصة به، وهذه المشاركة يجب أن تبدأ منذ المقابلة الأولى لدخوله في برنامج التقييم وأن تستمر خلال عملية التقييم، وخصوصاً عند إتخاذ أي قرار، حيث أن ذو الاحتياجات الخاصة قادر ويستطيع تحمل مسؤولية اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياته الحالية والمستقبلية.

3- تطوير خطة التقييم المهني بحيث تجيب على جميع اسئلة الإحالة بقدر المستطاع.

4- استعمال بيانات الإحالة والمعلومات التي تم الحصول عليها في المقابلة الأولى مع ذو الاحتياجات الخاصة تقييم فرضيات عن مصادر قوة وضعف أو محدوديته.

5. أهمية استخدام مصادر المعلومات المهنية أو تحليل المهن لتقييم فرضیات قابلة للقياس عن إمكانات تدريب أو عمل ذو الاحتياجات الخاصة.

6- توفير اختبارات الميول والتحصيل والقدرات البدنية في وقت مبكر  في الخطة التقييمية، مما يتيح للمقيم استخدام وقت التقييم بشكل أفضل وبفعالية أكثر.

7- الانتباه إلى اختلاف الفروق الفردية ومحاولة جعل خطة التقييم فردية.

وسائل التقييم المهني لذوي الاحتياجات الخاصة

تشمل وسائل التقييم المهني جميع الوسائل والوسائط التي عن طريقها، ومن خلالها ينفذ المقيم وذو الاحتياجات الخاصة عملية التقييم المهني، وتقسم الوسائل المستخدمة في التقييم المهني إلى ما يلي المواقف كوسائل المواقف كوسائل هي الطريقة المنظمة لملاحظة وتسجيل وتفسير سلوك الشخص ذو الاحتياجات الخاصة.

وتعتمد فعالية هذه الطريقة كلياً على حساسية ومستوی مهارة الملاحظ، وإن الهدف من هذا الاتجاه  المرادف لأهداف التقييم المهني بشكل عام، هو الحصول على بيانات دقيقة وأساسية يتمكن القيم وذو الاحتياجات الخاصة أو مرشد التأهيل من إتخاذ قرارات مهنية واضحة، ويمكن أن يكون هذا نوع من التقييم  شاملاً من أجل تحديد الأداء المهني الكلي لذوي الاحتياجات الخاصة، أو أن يركز على أنواع أو أعداد مختارة من سلوكات العمل لغايات الإجابة على أسئلة محددة.

إن هذه الطريقة أو الوسيلة تستخدم بشكل واسع في معظم عمليات التقييم المهني وفي مختلف مراكز ومؤسسات التأهيل المهني، كما يمكن تطبيق هذه الطريقة في مواقف عمل واقعية تشبيهية متعددة، مثل المشاغل والتقييم خلال عينات العمل ومواقع العمل الصناعية أو في أوضاع ومواقف عمل تشبيهية.

ويمكن التلخيص إن التقييم من خلال المواقف، هو أساساً ملاحظة ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة منظمة في مواقف وأوضاع عمل مختلفة، ويقسم التقييم من خلال المواقف إلى ثلاثة أقسام رئيسية التقييم أثناء العمل وعينات العمل والقياس النفسي، والتقييم أثناء العمل يعتبر هذا النوع من التقييم أكثر الطرق واقعية في القياس مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي استخدام المواقف الفعلية للعمل داخل وخارج المؤسسة تتيح مدى واسعاً من مواقف التقييم.

ويمكن استخدام المنشآت القائمة في البيئة كالمصانع والشركات في هذا التقييم، وكذلك في مؤسسات التأهيل الكبيرة التي لديها  مشاغل تدريب، ويستخدم هذا النوع من التقييم، عينات العمل عينة العمل هي نشاط عمل يتضمن واجبات ومواد خام وأدوات مطابقة أو شبيهة بتلك المستخدمة في العمل الفعلي وهي تستخدم لتقدير الاستعدادات المهنية لذوي الاحتياجات الخاصة وخصائص العامل والميول المهنية.

وكعينة للعمل مصممة على أساس من تحليل العمل، فإن هذه العينة من العمل تقرب وظائف الحياة الواقعية بطريقة أقرب كثيرة مما تفعله الإختبارات النفسية، ويمكن أن تكون عينة العمل وظيفة فعلية في حد ذاتها منقولة إلى وحدة التقييم لذوي الاحتياجات الخاصة، وتقليد أو تشبيه لعملية حقيقية، وعينة سمات لتقدير حقيقة أو عامل واحد مثل مهارة الأصابع وعينة لمجموعة من السمات تقيس هذه المجموعة.

ويجب أن تمثل كل عينة عمل المدى الكامل للأنشطة والمكونات التي يضمها عمل واقعي، ويبدأ مصمم عينة العمل بتحليل مفصل للوظائف لكل العمليات والظروف والأنشطة لوظيفة معينة، ويحسن أن تكون عينة العمل بحيث تعرض دلالات لمجموعة من الأعمال ترتبط في أساسياتها بما تمثله هذه العينة من عمل.

ويوجد أهمية لاستخدام عينات العمل تستخدم عينات العمل في التقييم المهني لذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لا نستطيع تقييمهم بواسطة الاختبارات النفسية، وإن أغلب الاختبارات النفسية لفظية،ولذلك يمكن أن تصلح عينات العمل للأشخاص الذين لا يستطيعون التكلم أو فهم التعليمات، وأغلب الاختبارات النفسية تتطلب مستوى محدد من التحصيل العلمي بينما لا تحتاج عينات العمل إلى ذلك.

إن عينات العمل ليست باهظة الثمن وخصوصاً العينات المصنعة محلية، وعينات العمل تسمح للمفحوص بأن يعمل في جو أشبه بجو العمل العادي، حيث أنها يمكن أن تكون حقيقية أو تشبيهية، والقياس النفسي هي وسائل للقياس تستخدم عادة الورقة والقلم وبعض الجوانب المعرفية والحركية النفسية والسمات،.

ويستخدم القياس النفسي في التقييم المهني كمكمل لعينات العمل وغيرها من أساليب التقييم، وعادة تركز عينات العمل جهودها على القدرات النفسية الحركية، ولكنها لا تقيس بطريقة مناسبة الجوانب الأكثر تجريداً والمتصلة بالمعرفة، ويمكن استخدام المقاييس النفسية في قياس الاستعدادات والميول المجال معين.

وهناك اتجاه حديث لإسقاط فائدة الاختبار النفسي في عملية التقييم المهني، ولعل هذا هو الذي دفع إلى البحث عن عملية التقييم المهني كبديل عن الاختبار النفسي، وتعتبر الاختبارات النفسية أقل الوسائل استنباطاً لامكانيات ذوي الاحتياجات الخاصة في العمل ولهذا يجب أن تؤخذ بكل حذر.

وعادة ما يغطي التقييم النفسي المجالات التالية، الحالة والمستوى التعليمي والتاريخ الوظيفي، والقابلية الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب والفهم والاستيعاب، والصيغ الأساسية الهندسية وتقاس عادة هذه القابليات بواسطة اختبارات الأداء، والذكاء ويقاس بواسطة اختبارات الذكاء النظرية والعملية مقياس ویکسلر للذكاء.

والبراعة تتعلق بأداء العمل وتتضمن البراعة الجسدية والبراعة اليدوية وبراعة الأصابع ودقة الأصابع وتناسق اليدين والعينين والقدمين لاختبار کرافورد، والاستعدادات المهنية العامة مثل تمييز الألوان والشكل والملمس الحيز والمكان، وتصور الأبعاد المختلفة وتمييز الأحجام والميول والرغبات والاتجاهات المهنية والشخصية.