جوانب الدراسة الأنثروبولوجية البيولوجية

اقرأ في هذا المقال


يظهر دور الحضارة على الكائن البشري في أنها قد جعلته أكثر قدرة على السيطرة في مختلف عوامل بيئته، وقد مكنته هذه القدرة التأقلمية الجديدة الفرد أن يتطور عددياً، وأن يشغل كثيراً من البيئات ذات التنوع الكبير، كما أتيحت له القدرة على التفاعل في سرعة نموه البيولوجى وشكل هذا النمو.

جوانب الدراسة الأنثروبولوجية البيولوجية:

هناك الكثير من جوانب البحث فى البيولوجيا البشرية التي يقوم على دراستها علماء في تخصصات ثانية من العلم. إلا أن ما يجعل دارس الأنثروبولوجيا البيولوجية مميزاً، ويجعل مجالات دراسته فرعاً متصلاً من مجالات الدراسة الأنثروبولوجية الكاملة، هو تركيزهم على التنوع الإنساني والتكيف الاجتماعي والمظاهر الثقافية، فمن المؤكد أن الكائن البشري له صفات بيولوجية مشتركة كثيرة تتشابه مع الصفات البيولوجية للكائنات الحية الحيوانية، حيث يتعرض الكائن البشري وأجياله للكثير من التحولات البيولوجية بهدف التأقلم مع الحالات البيئية المتطورة أو الجديدة.

على أن سلالة الكائن البشري قد تمكنت في مرحلة مختلفة من ماضيهم على تحسين القدرة على صياغة الثقافة، مما أعطاهم زيادة كثيرة في التشكيل وفي سرعة التأقلم المجتمعي، ولم يكتفي فضل الحضارة على الفرد في أنها ساعدته على التأقلم مع المشكلات والظروف الاجتماعية المتطورة دون الاستعانة بعوامل التأقلم البيولوجية غير السريعة، بل أيضاً على مساعدته في التأقلم مع الظروف البيئية المتنوعة، وهذا ساهم في تطويره على التكيف مع التنوع الكبير للثقافات والحضارات المختلفة.

ميادين الأنثروبولوجيا البيولوجية:

تنقسم الدراسات الكثيرة والمتعددة فى الأنثروبولوجيا البيولوجية إلى ميادين أساسية هما:

  • دراسة الكائن البشري كنتيجة لعملية النمو.
  • دراسة وتفسير الجماعات الإنسانية.

وبالرغم من أن الأساليب المستعملة فى تلك الميادين تتفاوت أشد التفاوت في معظم الأحيان، فإن النتائج تتفق مع بعضها أشد الاتفاق. وكثيراً ما تساعد البيانات المأخوذة من أحد ميادين الدراسة في توجه الضوء على محور مشترك هو الشمول الإنساني، وهذا المحور بدوره يعتبر ذو أهمية كبيرة لاستيعاب عملية التأقلم البشري، التي تشكل مشكلة رئيسية في كل من الأنثروبولوجيا البيولوجية والثقافية والحضارية. وسنلاحظ أن مجموعة هذه الفروع تتغير من مكان إلى مكان آخر، ومن حقبة تاريخية إلى حقبة آخرى، ومن تراث معرفي إلى تراث آخر، ولكنها لا تبتعد أبداً عن الجوهر الأساسي للعلم وهو دراسة الكائن البشري وأعماله.


شارك المقالة: