جودة تدريس البحث العلمي وإعداد الباحث في الخدمة الاجتماعية

يعتبر الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي كباحث من المتطلبات الأساسية لتخريج أخصائيين اجتماعيين من كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية، قادرين على استخدام المنهج العلمي في الموقف المتعددة، التي تستوجب ذلك الاستخدام تحقيقاً ﻷهداف المهنة على أسس علمية ارتباطاً بواقع الممارسة المهنية في مجالاتها المختلفة، كما يعتبر إعداد المتخصص في الخدمة الاجتماعية كباحث أحد المتطلبات الأساسية لمنحه رخصة مزاولة المهنة متمثلاً في قدرته على القيام بتصميم البحوث وجمع البيانات وتحليلها وكتابة التقرير النهائي لما يجريه من دراسات بأسلوب علمي.

تعريف الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي كباحث:

تكوين الشخصية المهنية للأخصائي الاجتماعي كباحث من خلال إكسابه الأسس المعرفية والمهارية والقيمية التي تجعله قادراً على استخدام وتطبيق المنهج العلمي في إثراء القاعدة العلمية للمهنة، وزيادة فعاليته في تطوير وتحسين الممارسة المهنية في مجالاتها المتعددة.

أهمية الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي كباحث:

ترجع أهمية هذا اﻹعداد إلى كافة مواقف الممارسة المهنية تستوجب السعي وراء الحصول على بيانات كافية ودقيقة وموضوعية يبنى عليها العمل المهني، كما أنها تساعده على القيام بتقييم خدمات المؤسسات التي يعمل بها كبداية لتطويرها، كما يساعده ذلك على اكتساب المهارة في تحديد المشكلات المجتمعية التي تحتاج لدراسة ويدعم مجالات الممارسة، ويزيد من إمكانية التنبؤ بعائد التدخل المهني وتحديد المتغيرات المؤثرة على الواقع الذي يتعامل معه الأخصائي الاجتماعي.

مؤشرات جودة تدريس البحث العلمي وإعداد الباحث في الخدمة الاجتماعية:

• مراعاة التخصص المفصل للمدرس الذي يقوم بتدريس مقرر البحث في الخدمة الاجتماعية، أو مشروعات التخرج بحيث يكون من بين أعضاء هيئة التدريس المتخصصين، حتى يكون متمكناً من المقرر الذي يقوم بتدريسه، مع التزام هؤلاء الأساتذة بتدريس محتوى المنهج المقرر، وعدم اقتصارهم على بعض أجزائه دون الأخرى، بالإضافة لانتظامهم في المحاضرات وعدم تضييع وقت المحاضرة بعيداً عن مناقشة وشرح محتوى المقرر.
  
• اهتمام الأساتذة الذين يقومون بتدريس مقررات البحث النظري والتطبيقي، بتحديد وعرض أهداف المقرر للطلاب ومحتواه وتشجيعهم على المناقشة والحوار والاستفسار عما يعني لهم من موضوعات مرتبطة بالمقرر الدراسي في جوانبه النظرية أو التطبيقية، مما يسهم في إدراك الطلاب لفلسفة وأهداف المقرر ويزيد استيعابهم لمحتوياته ويكسبهم المهارة في تطبيقه.
  
• عدم اعتماد الأستاذ المسؤول عن تدريس مقررات البحث النظرية والتطبيقية على تكنولوجيا السبورة والورقة والقلم، وتشجيعه على أن يكون الكمبيوتر هو الأداة الأساسية في تدريس تلك المقررات مما يتطلب محو الأمية الكمبيوترية والرقمية للاستفادة من إمكانات الكمبيوتر في الشرح والتدريب عن طريق توسع الأساتذة في استخدام الكمبيوتر الشخصي ومختبرات الكمببيوتر والاستعانة بالبرمجيات في إجراء البحوث وتحليل النتائج وكتابة تقرير البحث واستخدام تكنولوجيا التعليم، وإدخال التقنيات الحديثة في شرح المناهج الدراسية.
  
• إسناد مقرر البحث في الخدمة الاجتماعية وحلقات البحث أو مشروعات التخرج إلى أعضاء هيئة ومختصين في الخدمة الاجتماعية وكيفية إعدادهم للقيام بذلك بما يمكنهم من توصيل المعلومات والمهارات البحثية للطلاب وفق حاجاتهم الحقيقية، مع ربط تلك المقررات بالمقررات الدراسية الأخرى من ناحية ومجالات الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية من ناحية أخرى.
  
• القيام بتحديد الأهداف العامة لمناهج البحث في خطط ولوائح كليات ومعاهد إعداد طلاب الخدمة الاجتماعية والتكامل بين المناهج النظرية والتطبيقية، بما يحقق الارتباط بين النظرية والممارسة مع مراعاة مبادئ التوالي والتعاقب، التكامل والشمول في العلاقة بين تدريس المقرر في المستويات الدراسية، وتطوير تلك الأهداف في ضوء متطلبات الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي كباحث، ومدة بالمعرفة والمهارة البحثية وإتاحة الفرصة لتطبيقها في الواقع الميداني.
  
• تطوير الأساليب الحالية لتدريس مناهج البحث والتي تعتمد على المحاضرة، وذلك بإتاحة المناخ الابتكاري للطلاب في قاعات ىالدرس من خلال المناقشة والحوار، والتركيز على القدرات التحليلية وتفاعل الطلاب مع عناصر محتوى المهنج الدراسي، وعدم الاعتماد على التلقين وتخزين المعلومات بل إعطاء الطالب فرصة أن يكون إيجابياً نشطاً وليس سلبياً مجرد متلقي لما يلقي عليه من معلومات.
  
• الاهتمام بالتأليف الفردي أو الجماعي لكتب ومراجع البحث في الخدمة الاجتماعية، وتشجيع حركة الترجمة والتأليف في هذا المجال، مع مراعاة أن يتضمن المؤلف المادة العلمية التي يجب تزويد الطالب بها ونماذج تطبيقية واقعية من مجالات الممارسة تقرب المعلومة للطلاب وتشجعهم على المناقشة والحوار.
  
• استخدام دبلوم عالي في الخدمة الاجتماعية تحت معنى دبلوم البحث في الخدمة الاجتماعية، وتشجيع الأخصائيين الاجتماعيين الممارسين على الالتحاق به من أجل زيادة كفاءتهم ومهاراتهم البحثية.
  
• تضمين مناهج تجهيز الأخصائي الاجتماعي معرفة تساعد على وضوح المنهج العلمي وتطبيقاته في مجالات وميادين الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية والمعارف النظرية المرتبطة بالبحث في الخدمة الاجتماعية ووظائفه وأنواع الدراسات وأدوات جمع البيانات وخطوات التصميم المنهجي للبحث والتوثيق العلمي للبحوث.