دراسة التعلم والتعليم بين الثقافات مع الأطفال في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


دراسة التعلم والتعليم بين الثقافات مع الأطفال في الأنثروبولوجيا:

يجذب التعلم والتعليم بين الثقافات مع الأطفال اهتمامًا متزايدًا من قبل علماء الأنثروبولوجيا كمجال ناشئ للممارسة مع المنظرين والمعلمين وممارسي السياسات، إذ يعرّف علماء الأنثروبولوجيا مصطلح الثقافة على أنها مجموعة معتقدات وعادات وفنون مجتمع مختلفة، ويشير المجال المتنامي للتعلم بين الثقافات والتعليم مع الأطفال إلى التعلم والتعليم الذي يمنح الأطفال فرصة التفاعل مع الثقافات المختلفة، وإعادة التفكير في عمليات التعلم بين الثقافات.

ويقدم علماء الأنثروبولوجيا فهمًا معاصرًا للعمل بين الثقافات، مشيرون إلى أن الثقافة وتعدد الثقافات في حالة تغير مستمر، حيث تكتسب الثقافات والأشخاص هوياتهم من خلال التفاعل مع البشر والجهات الفاعلة غير البشرية مثل الإنترنت، وينطبق هذا على المتعلمين الأطفال بالإضافة إلى المتعلمين البالغين، علاوة على ذلك فإن السياق العالمي المتشعب للشمال العالمي والجنوب العالمي يبرز التفاوتات في العوالم الرقمية للمتعلمين سواء كانوا أطفالًا أو بالغين وإمكانية وصولهم إلى فرص التعلم والموارد.

وببساطة التعليم والتعلم بين الثقافات هو نهج مفاهيمي ومجموعة من الاستراتيجيات العملية المصممة لتمكين المتعلمين وفي هذه الحالة الأطفال من تقييم التواصل والتعاون بين الثقافات، ويجادل علماء الأنثروبولوجيا في اتصالات الأعمال بين الثقافات إنه تم دعم التعلم والتعليم بين الثقافات في مجالات الأعمال والعلاقات الإنسانية والتجارة.

وباختصار مجال التعلم بين الثقافات والتدريس مع الأطفال دولي ومتعدد التخصصات على الرغم من تقييده بالمتطلبات التشريعية والسياسية والمحلية والوطنية، وتقدم هذه الدراسة مجموعة من وجهات النظر الأنثروبولوجية والموارد والاستراتيجيات لفتح إمكانيات جديدة للباحثين والممارسين وموظفي السياسة في السعي وراء السياسة والممارسة بين الثقافات.

وقد شهد العقد الماضي طفرة في النظرات العامة للتعلم والتعليم بين الثقافات من وجهة نظر الأنثروبولوجيا مع استخدام الغالبية للتسميات بين الثقافات للإشارة إلى إطارها المفاهيمي والمنهجي، ويقدم علماء الأنثروبولوجيا لمحة منهجية للأدب الدولي في هذا المجال ولمحة عامة عن دراسات التنوع، وتُستكمل هذه المنهجيات بمجموعة من الأعمال الأخرى التي تضع التعلم والتعليم بين الثقافات ضمن سياقات تاريخية ومفاهيمية وبرامجية أوسع.

على سبيل المثال تعالج عدم تناسق القوة الذي قد يحضر مهارات لغوية مختلفة، وتسلط الضوء على المعرفة والوعي الثقافي، وتأخذ في الاعتبار اختلاف اللغات والمعارف في التعليم متعدد الثقافات، كما تأخذ بعين الاعتبار القضايا بين الثقافات من وجهة نظر الاتصالات التجارية، وتقدم إطارًا تشخيصيًا لإثبات الاختلاف، والمنهجيات الأخرى التي تم إنشاؤها داخل القطاع العام هي تلك التي تنتجها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تناقش الكفاءة العالمية من أجل عالم شامل مستدام، ولتوليد مفردات مفاهيمية للكفاءة بين الثقافات.

دراسة الرعاية المؤسسية للأطفال في الأنثروبولوجيا:

في أوائل القرن الحادي والعشرين، تم إيلاء اهتمام متزايد للأطفال الذين تتم رعايتهم في المؤسسات من قبل علماء الأنثروبولوجيا، وفي البداية كان الكثير من التركيز على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن الاهتمام المتزايد تحول إلى وسط وشرق أوروبا وآسيا الوسطى وما وراءها، إذ برزت هذه القضية لأول مرة في عام 1989، عندما تم توزيع صور الأطفال في دور الأيتام على نطاق واسع في وسائل الإعلام، ومع ذلك أظهرت الدراسات الأنثروبولوجية اللاحقة أن الإفراط في استخدام الرعاية المؤسسية كان يحدث في جميع أنحاء العالم.

والبحث الأنثروبولوجي الذي يتابع هؤلاء الأيتام الأوائل بما في ذلك أولئك الذين تم تبنيهم دوليًا، سلط الضوء على الضرر الشديد الذي يحدث في بعض الأحيان خاصة للأطفال الصغار والرضع من خلال الرعاية في بيئة مؤسسية، وهذا يشمل التغيرات الاجتماعية والعاطفية والسلوكية والعصبية، ومن ثم بعد المناقشة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2009، تم وضع مبادئ توجيهية محددة لجميع الدول والتي نفذت مبادئ توجيهية للرعاية البديلة للأطفال.

ومنذ ذلك الحين نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان دعوة للعمل في عام 2011 لإنهاء جميع أشكال استخدام الرعاية المؤسسية للأطفال دون سن الثالثة، وأدت هذه التطورات إلى تغييرات في السياسات الوطنية لرعاية الأطفال في عدد من البلدان، علاوة على ذلك ومن خلال نشاط اليونيسف فإن الأثر يمتد الآن إلى جميع دول العالم، وتشمل القضايا الرئيسية التي يجب مراعاتها عند التفكير في الرعاية المؤسسية للأطفال من وجهة نظر الأنثروبولوجيا حجم المؤسسة ونوعها وروحها.

فمثلاً مؤسسة رعاية صغيرة تركز على العلاقات الجيدة وتشجيع الارتباط تختلف تمامًا عن مؤسسة كبيرة جدًا ذات بيئة مادية تركز على ضمان تغذية الأطفال ونظافتهم وهدوئهم، مع الحد الأدنى من التفاعل الاجتماعي، علاوة على ذلك قد تكون هناك اختلافات ثقافية في أنواع المؤسسات والأخلاقيات، ولكن لم يتم البحث عنها بشكل كافٍ نسبيًا حتى الآن.

بالإضافة إلى ذلك على الرغم من أن إرشادات الأمم المتحدة قد أشارت إلى المخاطر التي يتعرض لها الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات، بناءً على البحوث الأنثروبولوجية المتاحة إلا إنه لا يزال من الممكن القول إنه حتى الأطفال الأكبر سنًا إلى حد ما لا ينبغي الاعتناء بهم في مثل هذه الظروف.

دراسة وفيات الرضع في سياق عالمي من وجهة نظر الأنثروبولوجيا:

تشير وفيات الرضع من وجهة نظر الأنثروبولوجيا إلى وفيات الرضع الذين يموتون قبل بلوغهم سنة واحدة من العمر، ويمثل معدل وفيات الرضع عدد هذه الوفيات لكل 1000 ولادة حية، ولا توجد تعريفات دولية متفق عليها لوفيات الأجنة والإملاص مما يعقد المقارنة الدولية، ومع ذلك هناك اختلافات إقليمية واسعة وواضحة في معدل وفيات الرضع وتباين كبير عبر البلدان، كما يعد معدل وفيات الرضع مؤشرًا حساسًا لصحة الرضع ورفاههم عبر الدول، ويساهم بشكل غير مباشر في مؤشر التنمية البشرية من خلال تأثيره على متوسط ​​العمر المتوقع عند الولادة.

ويرى علماء الأنثروبولوجيا أن معدل وفيات الرضع آخذ في الانخفاض في معظم البلدان ولا سيما في السنوات الأخيرة في عهد الأهداف الإنمائية للألفية، ومع أن مساهمة هذه الأهداف معقدة ولكنها تشمل على سبيل المثال تحسين رعاية الأمومة والمساعدة الماهرة في الولادة بالإضافة إلى رعاية سريرية أفضل لما بعد الولادة وتحسين تغطية التطعيمات، ومع ذلك فإن معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة في غضون ثمانية وعشرين يومًا من الولادة لا تزال مرتفعة، حيث أن معظم وفيات الرضع تحدث خلال الأسبوع الأول من الحياة.

كما يرى علماء الأنثروبولوجيا أن لوفاة الأطفال تأثير عميق على المجتمعات والأسر المعنية، ولا سيما الأمهات اللواتي يتأثر تعبيرهن عن الحزن والذعر بعوامل مثل الدين والسياق الاجتماعي والثقافي والتاريخ الفردي، ولقد ناقش علماء الأنثروبولوجيا إلى أي مدى يتشكل حزن الأم واستجاباتها العاطفية لوفيات الرضع من خلال المعدلات المرتفعة لوفيات الرضع والخصوبة، وعلى الصعيد العالمي هناك اختلافات إقليمية كبيرة في معدل وفيات الأطفال وتباين كبير عبر البلدان.

وبعد ذلك تمت صياغة استراتيجيات عالمية لخفض معدل وفيات الرضع، كما تم تحديد التدخلات لتكون فعالة في الحد من معدلات وفيات الرضع، وهذا يطرح معضلات أخلاقية تشمل قرارات العلاج للرضع المولودين قبل الأوان للغاية في عنابر عالية التقنية لحديثي الولادة.


شارك المقالة: