فترة حكم مراد الأول

اقرأ في هذا المقال


كيف حكم السلطان مراد الأول؟

مراد الأول هو نجل أورخان بن عثمان، كان أول إمبراطور عثماني قام بحملة غاليبولي في الفتوحات الدائمة في أوروبا، تمّ تجاوز القسطنطينيّة نفسها، على الرغم من ضعف المدافعين عنها وعدم تنظيمها، إلأّ أنّ جدرانها السميكة ودفاعاتها الجيدة ظلت قوية جدًا بالنسبة للجيش العثماني الراحل، الذي كان يفتقر إلى معدات الحصار.


امتدت الفتوحات الأوليّة للسلطان مراد شمالًا إلى تراقيا وبلغت ذروتها مع الاستيلاء على أدرانوبل في عام (1361)، المدينة الثانية للإمبراطوريّة البيزنطيّة، أعيدت تسميتها أدرنة، وأصبحت العاصمة العثمانيّة الجديدة، ممّا وفر للعثمانيين مركزًا للسيطرة الإداريّة والعسكريّة على تراقيا، باعتبارها الحصن الرئيسي بين القسطنطينيّة ونهر الدانوب، فقد سيطرت على طريق الغزو الرئيسي عبر جبال البلقان وأكدت احتفاظ العثمانيّين بفتوحاتهم الأوروبيّة، وسهّلت المزيد من التوسع في الشمال.


انتقل السلطان مراد بعد ذلك عبر وادي نهر ماريتسا واستولى على فيليبوبوليس (فيليبي أو فيليبي ؛ بلوفديف الحديثة) في عام (1363)، مكّنه التحكم في المصادر الرئيسيّة من عائدات الحبوب والضرائب في القسطنطينيّة من إجبار الإمبراطور البيزنطي على قبول السيادة العثمانيّة.


ترك موت الإمبراطور الصربي ستيفان دوسان في عام (1355) خلفاءه منقسمين وضعفاء للغاية لهزيمة العثمانيّين، على الرّغم من التحالف مع لويس الأول ملك المجر والقيصر شيشمان من بلغاريا في الحملة الصليبيّة الأوروبيّة الأولى ضد العثمانيّين.


حاول الإمبراطور البيزنطي جون بالايولوجوس حشد المساعدة الأوروبيّة من خلال توحيد كنائس القسطنطينيّة وروما، لكنّ هذا الجهد أدّى إلى مزيد من الانقسام البيزنطي دون ضمان أي مساعدة ملموسة من الغرب، وهكذا كان مراد قادرًا في عام (1371) على هزيمة الحلفاء في تشيرنومين (سيرمين)، على ماريتسا، ممّا زاد من ثقته بنفسه وإحباط أعدائه الصغار، الذين قبلوا بسرعة سلطته دون مزيد من المقاومة.


بعد ذلك اندمج مراد في الإمبراطوريّة الآخذة في التوسع بسرعة في العديد من التوابع الأوروبيّة، احتفظ بالحكام المحليين، الذين وافقوا في المقابل على سلطته، ودفعوا تكريمًا سنويًا، وقدموا وحدات لجيشه عند الحاجة.


مكَّنت هذه السياسة العثمانيّين بشكل عام من تجنب المقاومة المحليّة من خلال طمأنة الحكام والرعايا على أنّ حياتهم وممتلكاتهم وتقاليدهم ومناصبهم سيتم الحفاظ عليها إذا قبلوا سلميًا الحكم العثماني، كما مكن العثمانيّين من حكم المناطق التي تمّ فتحها حديثًا دون بناء نظام إداري واسع خاص بهم أو الحفاظ على حاميات احتلال كبيرة.


تحرك السلطان مراد الأول بسرعة لتوطيد إمبراطوريّته جنوب نهر الدانوب، فاستولى على مقدونيا (1371)، وبلغاريا الوسطى (بما في ذلك المنستير (1382)، وصوفيا (1385)، ونيش (1386))، وصربيا، وبلغت جميعها ذروتها في حلفاء البلقان في معركة كوسوفو عام (1389).


بقي جنوب نهر الدانوب فقط والاشيا والبوسنة وألبانيا واليونان وحصن بلغراد الصربي خارج الحكم العثماني، وفي شمال المجر وحدها كانت في وضع يسمح لها بمقاومة المزيد من التقدم الإسلامي.


شارك المقالة: