فروع الأنثروبولوجيا العضوية

اقرأ في هذا المقال


تستند الأنثروبولوجيا العضوية على علم الأحياء وعلم التشريح من أجل تحقّيق أهدافها في دراسة أصل الإنسان دراسة تاريخية وفق منهجية علمية، إلى درجة يمكن معها أن يطلق على الأنثروبولوجيا العضوية اسـم “علم الأحياء الإنسانية” أي أنّها الدراسة التي تتعلّق بالإنسان وحده دون غيره من الكائنات الحية الأخرى. وتنقسم الأنثروبولوجيا العضوية بحسب طبيعة الدراسة إلى فرعين أساسيين هما: فرع الحفريات البشرية وفرع الأجناس البشرية أو الأجسام البشرية.

فرع الحفريات البشرية:

فرع الحفريات البشرية: هو العلم الذي يهتم بدرسة الجنس البشري منذ بدايته، ومن ثم مراحله الأولية وتطوره، من خلال ما تدلّ عليه الحفريات والآثار المكتشفة. أي أنّه يتناول بالبحث الجنس البشري واتجاهات تطوره، ولا سيما ما كان منها متعلقاً بالنواحي التي تكشفها الأحافير.

ووظيفة هذا النوع من العلم، هي استعمال طريقة لاستعادة أو معرفة ما لا نعرفه عن الإنسان البائد، عن طريق الحفريات التي تظهر بقاياه وآثاره وما ترك من أدوات، وذلك بتحليل هذه البقايا والحفريات من أجل معرفة الأسباب التي دعت إلى حدوث تغيرات مرحلية في شكل الإنسان، الذي أصبح كما هو عليه الآن.

وقد برهنت الحفريات المتعددة التي اكتشفت في هذا المجال، على أن الإنسان القديم الذي كان يعيش على هذه الأرض منذ حوالي نصف مليون سنة، كان يختلف عن الإنسان الحالي، حيث كان أكبر حجماً وأقوى بنية، إضافة إلى بروز فكيه وغور عينيه وعرض جبهته.

فرع الأجناس البشرية أو الأجسام البشرية:

فرع الأجناس البشرية أو الأجسام البشرية: هو العلم الذي يهتم بدرسة الصفات العضوية للإنسان البدائي (المنقرض) والإنسان في وقتنا الحاضر، من حيث الملامح والسمات العضوية الأساسية والعامة. ولذا وضع علماء الأجسام معظم جهودهم لدراسة الأصناف البشرية ومعرفة الفروقات بينها، بأخذ الأسباب المحتملة لهذه الفروقات. ويلاحظ أنهم ركزوا على تصنيف الأجناس البشرية المختلفة على أساس العرق، وإيجاد العلاقات المحتملة بين هذه الأجناس.

ومن هذا المنطلق، فإن فرع الأجناس البشرية، يهتم بالتغيرات البيولوجية التي تتكون بين مجموعات بشرية في أماكن جغرافية متنوعة، على أساس تشريحي ووراثي، وذلك عن طريق مقارنة الهياكل العظمية للإنسان البدائي، مع الهياكل العظمية للإنسان الموجودة في المقابر المكتشفة حديثاً. وهذا ما ساعد العلماء في وضع التصنيفات البشرية على أسس موضوعية وعلمية، يمكن الاعتماد عليها في دراسة أي من المجتمعات الإنسانية.


شارك المقالة: