ما هو الغزو السوفيتي لبولندا؟

اقرأ في هذا المقال


الغزو السوفيتي لبولندا: هو غزو عسكري قام بها الاتحاد السوفيتي على بولندا وقامت بالسيطرة على جميع أراضي جمهورية بولندا الثانية، وقد تم ذلك الغزو بعد قيام ألمانيا بعملية غزو بولندا وتقسيم أراضي جمهورية بولندا الثانية بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا.

الغزو السوفيتي لبولندا:

قام الاتحاد السوفيتي بإرسال الجيش الأحمر لغزو بولندا وقد كانت أعدادهم حينها تفوق أعداد الجنود البولنديين، بعد ذلك الغزو سرعان ما قام الاتحاد السوفيتي بالسيطرة على بولندا وبدأت عملية الاضطهاد والقمع في الأراضي البولندية وضد الشعب البولندي، فقد قامت القوات العسكرية السوفيتية بالحكم داخل بولندا، وقام حينها الاتحاد السوفيتي بإجراء عملية انتخابات مزيفة في بولندا لإدارة الأمور الداخلية في الدولة، وقد كانت نتائج تلك الانتخابات نتائج مزيفة وتصب في مصلحة الحكم الشيوعي في بولندا.

عند بداية الحكم الاتحاد السوفيتي في بولندا بدأت بعملية التطهير العرقي في بولندا، حيث قام السوفييتيين بعمليات الإعدام والترحيل لكبار الضباط البولنديين، كما قام الاتحاد السوفيتي بعملية الترحيل لسكان شرق بولندا وعَملوا على تهجيرهم إلى مناطق مهجورة وبعيدة من الاتحاد السوفيتي، قامت بعد ذلك ألمانيا النازية بطرد القوات السوفيتية من شرق بولندا، وبقيت بولندا واقعة تحت الحكم النازي لفترة طويلة حتى تمكن جيش الاتحاد السوفيتي “الجيش الأحمر” من طرد الألمان النازيين من بولندا وأعادوا السيطرة عليها.

تم بعد ذلك عقد “مؤتمر مالطا” والذي تم من خلال ذلك المؤتمر إعطاء الاتحاد السوفيتي بعض الأراضي في بولندا، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قام الاتحاد السوفيتي بتوقيع اتفاقية مع البولنديين الشيوعيين، حيث تم من خلال تلك الاتفاقية العمل تحديد الحدود بين الدولتين.

بداية الغزو السوفيتي لبولندا:

قبل قيام الاتحاد السوفيتي بغزو بولندا قام بعدة محادثات مع كلاً من فرنسا وبريطانيا ورومانيا وبولندا ضد ألمانيا النازية، كما كان الاتحاد السوفيتي يقوم بعدها بمحادثات سرية مع ألمانيا، فقد كان الاتحاد السوفيتي يطالب بإقامة قواته العسكرية في بولندا ورومانيا، إلا أنّ الدول الأوروبية لم توافق على طلب الاتحاد السوفيتي.

قام الاتحاد السوفيتي حينها بالاتفاق مع ألمانيا النازية، وتم اتفاق كلا الدولتين على غزو بولندا، فقامت حينها ألمانيا النازية بغزو بولندا من المناطق الغربية والشرقية؛ ممّا دفع ذلك إلى هروب القوات البولندية إلى المناطق الجنوبية في انتظار الدعم البريطاني والفرنسي، في تلك الأثناء قامت القوات العسكرية السوفيتية بغزو بعض المناطق البولندية، أثناء الغزو السوفيتي سمحت بعض المدن البولندية للقوات السوفيتية بالدخول إليها بسلام دون التصدي لها وحدوث أية صراعات؛ وذلك بسبب اعتقاد البولنديين بأنّ حبهم مع ألمانيا النازية وليس مع السوفيت.

كما قام الاتحاد السوفيتي بإقناع الأوكرانيين والبروسيين الذين يسكنون في شرق بولندا، بأنّ الاتحاد السوفيتي يسعى لحمايتهم من البولنديين، في تلك الاثناء لم تتمكن بولندا من الوقوف في وجه ألمانيا فقد كانت قد انهارت حينها، تم بعد ذلك توقيع “معاهدة فرساي” في باريس للحد من غزو الدول على الحدود البولندية، إلا أنّه لم يتم الخروج بأيّ نتائج خلال ذلك المؤتمر، سَعت بولندا في ذلك الوقت في توسعة أراضيها؛ وذلك للحد من عمليات الغزو التي كانت تتعرض لها بولندا من قِبل ألمانيا وروسيا.

جرى بعد ذلك صراع بين بولندا والاتحاد السوفيتي وقد انتصرت بولندا في تلك المعركة، فقامت بولندا حينها برفع قضية سلام على الاتحاد السوفيتي، في تلك الفترة تم تسوية الأوضاع بين بولندا والاتحاد السوفيتي وتم تقسيم الأراضي البولندية المتصارع عليها بين بولندا وروسيا السوفيتية، قام الاتحاد السوفيتي بعد ذلك بعقد مفاوضات مع فرنسا وبريطانيا للحد من التوسع الألماني، فقام السوفيتيين بالطلب من الفرنسيين والبريطانيين الوقوف إلى جانبهم في حربهم ضد ألمانيا النازية، إلا أن السوفيتيين لم يكونوا واثقين من وقوف فرنسا وبريطانيا إلى جانبهم ضد ألمانيا النازية.

في تلك الأثناء لم توافق بريطانيا على التحالف مع الاتحاد السوفيتي ضد بولندا؛ وذلك بسبب خوف بريطانيا من قيام بولندا بالتحالف مع ألمانيا، في تلك الفترة قامت ألمانيا النازية بتقديم عروض إلى الاتحاد السوفيتي أفضل من عرض فرنسا وبريطانيا، فتم حينها توقيع اتفاقية اقتصادية بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي وتم من خلال تلك المعاهدة عمليات التبادل التجاري بين الدولتين، وتم بعد ذلك توقيع الاتفاقية العسكرية والسياسية بين الدولتين والتي اتفقا من خلال تلك الاتفاقية على غزو المناطق الشرقية والشمالية في أوروبا والعَمل على تقسيم بولندا بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا.

بعد ذلك الاتفاق الألماني السوفييتي رأت الدول الأوروبية أنّها في وضع خطر وخافت من عملية الغزو الذي سوف تقوم فيه كلاً من الاتحاد السوفيتي وألمانيا، فقامت بريطانيا حينها بالاتفاق مع بولندا واتفقت معها على حمايتها عند التعرض لأي غزو والعمل على حماية استقلالها.

الغزو الألماني السوفيتي لبولندا:

خطّطت ألمانيا بغزو بولندا وقامت حينها بالطلب من فرنسا وبريطانيا في عدم التدخل في عملية الغزو، قامت ألمانيا بالتحدث مع بريطانيا والتي كانت تعتبر حينها الحامية لدولة بولندا وقامت ألمانيا بوضع الشروط وعرضها على بريطانيا لكي تقف عملية غزو بولندا، وقد كان من ضمن تلك الشروط قيام بولندا بالتنازل عن بعض المدن البولندية لصالح ألمانيا، إلا أنّ بولندا قامت برفض تلك الشروط وقد شعرت ألمانيا حينها بأنّ بولندا لا تريد عملية السلام معها، فقامت ألمانيا بغزو بولندا وبدأت أعمالها القمعية فيها، فقامت دول الحلفاء بالتصدي للغزو الألماني على بولندا، إلا أنّ ذلك التصدي كان ضعيفاً.

تمكنت ألمانيا حينها من السيطرة على مدينة وارسو والتي أصبحت حينها بيَد القوات الألماني النازية، كما عَملت على تفكيك الحكومة البولندية ولم تعد هناك أيّ دولة بولندية، وقامت بولندا حينها بفك اتفاقها مع الاتحاد السوفيتي وفي ظل كل تلك الأحداث رأى الاتحاد السوفيتي بأنّه لا بد لا بأن يقوم بإرسال قواته العسكرية إلى بولندا للدفاع عن المناطق البولندية التي يسكنها الأوكرانيون و البروسيين، في تلك الأثناء بقيت بولندا مسيطرة على بعض المناطق الشرقية في بولندا وتمكنت حينها من صد القوات الألمانية.

بدأ بعد ذلك الصراع البولندي السوفيتي، وعلى الرغم من الحروب التي خاضتها بولندا، إلا أنّ جنودها بقيت تقاوم الهجوم السوفيتي، فقامت بولندا بنشر جيوشها على الحدود الشرقية للتصدي لأي هجوم الماني محتمل، وقد قامت القوات البولندية بالذهاب إلى رومانيا لتقوم قواتها العسكرية بعمليات المناورة أثناء صراعها مع الاتحاد السوفيتي، تم في ذلك الغزو هزيمة بولندا والذي تم في نهاية تلك المعركة من استيلاء كلاً من الاتحاد السوفيتي وألمانيا على أراضيها، ولم تقوم أيّ من الدول الأوروبية في الوقوف إلى جانب بولندا في حربها.


شارك المقالة: