ما هو تاريخ بولندا الشعبية؟

اقرأ في هذا المقال


جمهورية بولندا الشعبية: هي إحدى الدول الشيوعية التي تأسست في أوروبا الوسطى، وقد تم تأسيسها في عام 1952 ميلادي واستمر قيام بولندا الشعبية لمدة اثنان وأربعون عاماً، كما كانت تعتبر من أكبر الدول الأوروبية من حيث الكثافة السكانية بعد الاتحاد السوفيتي.

بولندا الشعبية:

تم تأسيس بولندا الشعبية بعد الحرب العالمية الثانية وذلك عندما قام مجموعة من الثوار الفلاحين والعمال الروس بتحريرها من الاحتلال الألماني، وقد كانت بولندا الشعبية حينها دولة شيوعية؛ ممّا جعلها ذلك تقع تحت حماية الاتحاد السوفيتي، فقد كانت بولندا الشعبية حينها متأثرة بالنظام السوفيتي وحكمه الشيوعي إلا أنها لم تتدخل يوماً في الاتحاد السوفيتي وقد أطلق عليها اسم بولندا الشعبية بناءً على الدستور الذي تم إصداره في ذلك التاريخ، حيث تم إطلاق اسم الجمهورية الشعبية على الكثير من الدول الأوروبية حينها مثل ألمانيا، تشيكوسلوفاكيا، بلغاريا، رومانيا.

في تلك الفترة كانت بولندا الشعبية واقع عليها نظام الحزب الواحد؛ ممّا أدى ذلك إلى حدوث الكثير من الانتفاضات والصراعات التي قامت بالمطالبة في الديمقراطية والمساواة وتحسين مستوى المعيشة في بولندا الشعبية، وقد كان لحزب العمال البولندي في التغيرات السياسية التي طرأت على بولندا الشعبية والذي عَمل على جعل بولندا دولة اشتراكية، وخلال فترة تأسيس جمهورية بولندا الشعبية عانت حينها من الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية، فقد انقسم البولندي حينها إلى قسمين، حيث كان القسم الأول داعماً للحزب الاشتراكي والقسم الثاني كان ضده.

على الرغم من المشاكل السياسية والاقتصادية التي كانت تعاني منها جمهورية بولندا الشعبية، إلا أنّها تمكنت حينها من تحقيق التقدم الصناعي والتكنولوجي في بعض المجالات، كما تمكنت المدن والقرى فيها من الوصول إلى مستوى عالي من التحضر، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى التعليم المجاني فيها والقضاء على الأمية، كما تمكن بولندا الشعبية حينها من إعادة بناء مدينة وارسو التي تم تدميرها أثناء الحرب العالمية الثانية، كما تم تشكيل الجيش البولندي  والذي كان يشكل الأساس في الدولة، كما اشتهرت بولندا الشعبية حينها بانخفاض مستوى الجريمة فيها.

تاريخ بولندا الشعبية:

قامت الولايات المتحدة الأمريكية بعقد مؤتمر في مالطا والذي رأت من خلال ذلك المؤتمر بأنّه لا بد من النظر في الوضع في بولندا الشعبية والتي كان يحكمها في ذلك الوقت الشيوعيين، كما كان الاتحاد السوفيتي حينها يسعى لضم أراضي بولندا الشعبية إلى أراضيه، حيث قام الاتحاد السوفيتي حينها بمنح بولندا الشعبية الكثير من الأراضي الألمانية والتي كانت تلك الأراضي حينها مليئة بالسكان، كما قامت بمنحها أيضاً جزءاً من الأراضي البروسية، بعد أن انتهت الحرب في أوروبا سعى الاتحاد السوفيتي في أن يجعل جمهورية بولندا الشعبية عبارة عن دولة شيوعية تحت حكم الاتحاد السوفيتي.

لم تكن علاقة الحكومة البولندية التي كانت في المنفى قوية مع بولندا الشعبية، حيث كان أعضاء الحزب الشيوعي يسيطرون على المناصب العليا في الدولة، وسرعان ما أصبحت جمهورية بولندا الشعبية تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي حيث كان الشيوعيون يقومون بالتصويت على القرارات التي يتم إصدارها، حيث تم إصدار عدة قوانين حينها ومنها قانون إصلاح الأراضي البولندية وعملية إلغاء مجلس الشيوخ في بولندا وقد كان الشيوعيين يقومون بالتصويت على تلك القوانين حسب مصالحهم، كما كان الحزب الاشتراكي في بولندا يعاني من انقسامات؛ ممّا أدى ذلك إلى تمرد الشيوعيين.

ظهرت في ذلك الوقت مجموعة من المعارضين ضد الشيوعيين والذين قاموا حينها بالتحالف مع الفلاحيين للخلاص من الشيوعيين، إلا أنّ الاتحاد السوفيتي قام بقمعهم ومنعهم من التصويت والأخذ بأصواتهم، كما قام الاتحاد السوفيتي يقمع الحزب الاشتراكي البولندي والذي كان يعتبر حينها من أقوى الأحزاب المسيطرة في بولندا والذي كان يعتبر ذلك الحزب العدو الأكبر للشيوعيين، وقد تم إجراء انتخابات بعد ذلك في بولندا وتم فشل الحزب الاشتراكي، وكان لذلك الفشل بداية الحكم الشيوعي في بولندا.

رغم بداية الحكم الشيوعي في بولندا، إلا أنّها لم يتم اعتبارها دولة من دول الاتحاد السوفيتي، في تلك الفترة تم الاستيلاء على الأراضي وأخذها من مالكيها وتم توزيعها على الفلاحين وأصحاب الطبقة الفقيرة، كما قام الكثير من البولنديين بالانتقال من بولندا إلى أراضي ألمانيا التي استولى عليها الاتحاد السوفيتي والتي قام بتسليمها إلى بولندا، كما قامت الحكومة البولندية أيضاً بإصدار قانون نظام الزراعة الجماعي، على الرغم من ذلك بقي المزارعون يسيطرون بشكل شخصي على الزراعة.


شارك المقالة: