يتناول تقويم الإعاقة السمعية ثلاثة عوامل لها علاقة في تعريف الإعاقة السمعية، وهي أولاً درجة الاعاقة السمعية وثانياً العمر عند فقدان حاسة السمع وثالثاً نوع الإعاقة السمعية، في قياس درجة الإعاقة السمعية تعتمد وحدة الديسيبل، مثل مقياس نسبي الشدة الصوت.
متطلبات التقويم للإعاقة السمعية
تكون نسبة الخسارة السمعية عند الأفراد العاديين بين (صفر-20) ديسيبل وتتراوح الخسارة السمعية عند الأفراد بسيطي الإعاقة السمعية من (20-40) ديسيبل ولدى الأفراد ذوي الإعاقة السمعية المتوسطة من (40-72) ديسيبل، أما فيما يخص الأفراد ذوي الإعاقة السمعية الشديدة، فتكون الخسارة السمعية تتجاوز 72 ديسيبل.
وعلى ذلك فالفرد الأصم كلياً عبارة عن فرد تعطل سمعه، إلى نسبة منعته من استيعاب الكلام بواسطة الأذن مع وجود السماعة، أما الأصم جزئيا فهو فرد تعطل سمعه بنسبة يصعب عليه معها استيعاب الكلام من خلال الأذن، ولكن لا تحجبه بشكل تام سواء مع وجود سماعة أذن أو بدون وجود والعامل الثاني الذي يقرر أثر فقدان السمع، هو العمر الذي وحصل فيه فقدان السمع هل كان فقدان السمع قبل أن يتم اكتساب اللغة أو بعد أن يتم اكتساب اللغة.
فالصمم أو فقدان حاسة السمع بنسبة ما بعد اكتساب الثقة، لا يعيق تقدم الفرد الدراسي في المدرسة بنفس النسبة التي تقع لو جاء الصمم، أو لو جاء فقدان السمع قبل أن يتم اكتساب اللغة، وأما العامل الثالت في تعريف الإعاقة السمعية هو نوعها، الذي يعتمد على الخلل الناتج في مكونات الأذن، والناتج في وظيفتها ويتبين في نوعين ضعف التوصيل السمعي وضعف الإحساس العصبي السمعي.
يعمل الضعف في التوصيل السمعي على انخفاض شدة الصوت الذي يصل إلى الأذن الداخلية حيث العصب السمعي، فإن الأمواج الصوتية تمر من خلال القناة السمعية إلى طبلة الأذن التي تصدر من خلالها اهتزازات تلتقطها العظيمات الثلاث في الأذن الوسطى، ويتم تمريرها الى الاذن الداخلية، ومن الممكن لمسار تلك الاهتزازات أن يتوقف نتيجة خلل عضوي أو نتيجة خلل وظيفي في الأجزاء التي يمر عن طريقها.
والإحساس العصبي السمعي قسم إلى ضعف في الأذن الداخلية أو ضعف في العصب السمعي الذي ينقل النبضات إلى الدماغ، ومن الممكن أن يكون فقدان السمع الصادر عن ضعف الإحساس العصبي السمعي بشكل جزئي وبشكل كلي، ويمكن أن يتبين تأثيره على ترددات صوتية وبشكل خاص العالية منها أكثر، منها على ترددات مختلفة وباستعمال جهاز القياسات السمعية (الأوديوميتر) يمكن التحقق مما إذا كان الضعف السمعي في التوصيل أو في الإحساس العصبي.
من المتوقع التعرف على الأفراد الصم وأفراد ذوي الإعاقة السمعية الشديدة قبل أن يتم دخولهم المدرسة، بناءاً على أنهم يشكلون حالات واضحة تستدعي الأسرة وربما مدرسات الروضة؛ بهدف مراجعة العيادات الطبية أو مراجعة الأطباء المختصين، أما الأفراد ذوو الإعاقة السمعية البسيطة والأفراد ذوي الإعاقة المتوسطة فقد لا ينتبه إليهم الأهل أو مربيات الروضة إلى أن يلتحقوا إلى المدارس.
وتتبين عندهم مشکلات دراسية قد تفسر بناءاً على وجود صعوبات سمعية، لكن لا بد من التنبيه إلى أن أعراض الصعوبات السمعية يمكن أن ترجع إلى اضطرابات من نوع آخر ليس له صلة بحاسة السمع، ومن المحتمل أن يكون للمدرس دور إيجابي في التعرف على الأفراد الذين يشك بأن لديهم إعاقة سمعية بنسبة معينة.
ومن الأمور التي يمكن للمدرس أن يلاحظها وأن يستكشف منها دلالات عن إعاقة سمعية ما يلي، ملاحظة مشكلات صحية ترتبط بالأذن مثال على ذلك شكوى الفرد من آلام أو من طنين في أذنيه، وملاحظة أخطاء في النطق لأصوات اللغة، وكذلك ملاحظة الفرد يرفع صوت المذياع أو يرفع صوت التلفزيون إلى نسبة تزعج الأفراد الآخرين، وملاحظة الفرد يحرك رأسه حتى يتوجه تجاه مصدر الصوت، ويكرر الفرد باستمرار الطلب بإعادة الكلام الذي قيل قبل لحظات.
ولا يستجيب الفرد أو لا ينتبه عندما يوجه إليه الكلام بصوت منخفض وبصوت هادىء عادي، ويجب ملاحظة تردد الفرد في المشاركة في نشاط يعتمد على الكلام أو يعتمد على الاستماع، لكن هذا الدور الذي يؤديه المدرس قد لا يبين تشخيص يوثق به، ولا بد من قياس نسبة الإعاقة السمعية، وتعرف نوعها، وإذا كانت الفحوصات المسحية غير مطبقة على نطاق كبير.
فيمكن القيام بإجراء تقويم تشخيصي متعمق من خلال الإحالة إلى الفحص الطبي المتخصص، وكذلك من خلال الإحالة إلى خبير القياسات السمعية، ويكون لمثل ذلك التقويم ضرورة خاصة في تصميم البرنامج التربوي الأكثر مناسبة، وفي استقصاء إمكانية الاستعانة بسماعات أذن؛ بهدف تحسين درجة السمع.