متطلبات التقويم للمشكلات الانفعالية والسلوكية

اقرأ في هذا المقال


تفترض بعض التعريفات للمشكلات السلوكية أن الأفراد الذين يتصفون بها يبينون سلوكاً غير لائق، في فترة العمر التي يعيشونها، مما قد يصدر عنه عدم ترابط اجتماعي، وينتج عنه اضطرابات شخصية وكذلك فشل في المدرسة.

متطلبات التقويم للمشكلات الانفعالية والسلوكية

أغلب الأفراد يصدر عنهم بين الفترة والأخرى سلوك لا يتناسب مع أقرانهم، ومن هنا يفترض أن نأخذ بالاعتبار حدة المشكلة وتكرارها حتى نتمكن من التمييز بين الأفراد العاديين والأفراد غير العاديين، كذلك لا يكفي النظر إلى سلوك الفرد وحده بل لا بد أن نأخذ بالاعتبار الأفراد الذين يشاهدون سلوك الفرد ويصنفونه من وجهة نظرهم بأنه سلوك غير لائق.

ومع ذلك يمكن أن نجد بعض نماذج من السلوك غير المقبول مهما كان الموقف أو المشاهد، مثال على ذلك الاعتداء جسدياً على الأفراد الآخرين والتخريب للأشياء، وإضافة إلى الصراخ والنشاط المفرط، يقتبس مجموعة من العلماء الصيغة التي يعرف الأفراد المضطربين انفعالياً بنسبة خطيرة، باعتبارهم من الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة كما يلي هم الأفراد المضطربين انفعالياً حالات تبين واحدة أو أكثر من الخصائص التالية لفترة طويلة نسبياً وبنسبة ملحوظة ذات تأثير سلبي على الأداء المدرسي.

وأيضاً الصعوبة في عملية التعلم لا تعود إلى عوامل عقلية أو الى عوامل حسية أو عوامل صحية، وصعوبة في تكوين علاقات سليمة مع الأصدقاء والمعلمين وإبداء تصرفات ومشاعر غير مناسبة في ظروف عادية مثل الاكتئاب، إضافة الى التعاسة على المزاج العام وإلى النزعة لصدور أعراض جسدية وظهور مخاوف مقترنة بمشکلات شخصية أو مشكلات دراسية.

ويضمن المصطلح الأفراد المضطربين انفعالياً والأطفال الفصاميين وكذلك التوحديين، وقد صدر تعديل على التعريف في السنوات الأخيرة بحيث أصبح مصطلحاً اضطرابات السلوك والاضطرابات الانفعالية يستعملان بصورة متبادلة، ومن جانب تصنيف اضطرابات السلوك، فقد استعملت أكثر من أسلوب للتصنيف منها ما اعتمد منظوراً اكلينيكياً في مجال الطب النفسي.

ومنها ما اعتمد تصنيفها أحصائياً، ولعل الأخير يأخذ ضرورة خاصة بالنسبة للمربين إذ يمكن فيه تطبيق طرق في القياس من نوع قوائم الرصد، ومن مقاييس التقدير وما شابهها على عينات من الأفراد، ويتم تصفيف استجاباتهم وما تحتويه من أعراض ومن سمات في تجمعات أو في أنماط متمايزة، وبسبب الدراسات من ذلك النوع أمكن فرز أشكال من السلوك المنحرف في الأفراد.

وتظهر هذه السلوكات في الأفراد الذين يوصفون بسوء التصرف يتحدون السلطة، وعندهم مشاعر عدائية تجاه أشخاص رجال الأمن والمعلمين، في سلوكهم قسوة وكذلك عدوانية، إضافة إلى عدم الإحساس بالذنب، ومن بين هؤلاء الأفراد الذين يتصفون بالحركة الزائدة ويتصفون بالنشاط المفرط، إضافة إلى عدم الاستقرار والأفراد الذين يوصفون بالقلقين والأطفال الانسحابيين يغلب عليهم الخجل.

ويغلب عليهم الحساسية والانعزالية، وكذلك الذعر والاستسلام وهم مفرطون في الاعتمادية وسرعان ما يتعرضون لحالات اكتئابية، وفي أغلب الأوقات ينحدر هؤلاء الأفراد من عائلات تبالغ في الحماية الأبوية، والأفراد الذين يوصفون بعدم النضج، يغلب عليهم عدم الانتباه ويغلب عليهم اللامبالاة والترهل وعدم الاهتمام بالدروس، إضافة الى الكسل وعدم الفاعلية داخل الفصل.

والأفراد في المجموعات العدوانية قد يشتركون في مجموعة الخصائص مع أفراد سوء التصرف، ولكنهم يشكلون مجموعات الأصدقاء على شكل عصابات ومن أشكال السلوك الشائعة بينهم السرقة.

التعرف على حالات المشكلات السلوكية لدى الأفراد وتقويمها

1- تقویم مشكلات التكيف عند الفرد داخل العائلة وداخل المدرسة، يتم التقويم عن طريق ملاحظات الأبوين أو مدرس الصف ويفترض التحقق مما إذا كان سلوك الفرد المنحرف، أو الفرد المنافي لمعايير اجتماعية بتكرر بنسبة ملحوظة أم أنه عارض مؤقت ولا يحتاج لوصف الفرد بالمضطرب سلوكياً أو بالمضطرب انفعالياً.

2- إذا تم تشخيص مشكلة حقيقية عند الفرد يستدعي أفراد مختصون في المدرسة، مثل المرشد ومعلم غرف المصادر إضافة إلى معلم التربية الخاصة، وكذلك مدرس الصف لوضع برنامج علاجي يتم تطبيقه في الصفوف العادية، من خلال توجيه من هؤلاء الأفراد المختصين، فإذا لم ينجح البرنامج فلا بد من خطوات مختلفة.

3- هي الإحالة إلى الأفراد المختصين في التربية الخاصة لمزيد من التشخيص ومزيد من جمع المعلومات، ويضمن التشخيص على معلومات عن القدرات العقلية ومعلومات من القدرات التحصيلية باستعمال الاختبارات الخاصة، كما يضمن على  فحوص طبية وطرق ملاحظة عن سلوك الفرد داخل غرفة الصف، حتى تؤلف في مجموعها نوعاً من دراسة الحالة.

4- هي الإحالة إلى خدمات التربية الخاصة في حال يتبين للأفراد المختصين، أن الفرد لم يحقق أي تقدم في الوضع الحالي، ويجب وضع إجراءات جديدة قد تضمن تغيير آثار البيئة الفيزيائية، أو يضمن على وضع برامج علاجية متنوعة أو اقتراح خدمات مساعدة.

5- يبدأ تطبيق الخطة التربوية الخاصة، ويتوجب أن تكون تلك الخطوة قد أخذت بالاعتبار نتائج خطوات التقييم السابقة.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: