تعتبر الإمبراطورية البرتغالية أول إمبراطورية ما وراء البحار تم تأسيسها، وقد استمر قيام الإمبراطورية البرتغالية لمدة ستمئة عام، وقد شَملت مستعمرات أراضي الإمبراطورية البرتغالية أراضي شاسعة، وقد تمكنت البرتغال من توسيع مستعمراتها من خلال العمليات الاستكشافية التي كانت تقوم فيها في أفريقيا وأمريكا الشمالية، فقد كان الملاحة البرتغاليون يستخدمون الخرائط والتقنيات البحرية ليتمكنوا من السيطرة على البحار ليقوموا بتجارة التوابل.
الإمبراطورية البرتغالية:
قامت الإمبراطورية البرتغالية بالاتحاد مع الإمبراطورية الإسبانية وبقيت كل إمبراطورية تدير أمورها الداخلية بشكل منفرد؛ ممّا أدى ذلك الاتحاد إلى تعرض البرتغال لهجمات خارجية من الدول المعادية لإسبانيا، فقامت فرنسا وهولندا وإنجلترا بمهاجمة الإمبراطورية البرتغالية ولم تتمكن من الدفاع عن نفسها؛ وذلك بسبب قلة عدد سكانها وضعف قواتها العسكرية والذي أدى ذلك إلى انهيار الإمبراطورية البرتغالية.
مع بداية القرن السابع عشر ميلادي بدأت التجارة البرتغالية في الانهيار وخاصةً مع قدوم التجارة الهولندية وقيام البرازيل والتي تعتبر أكبر مستعمرة برتغالية بالمطالبة بالاستقلال، ومع بداية القرن التاسع عشر ميلادي بدأت المستعمرات البرتغالية في أفريقيا بالانحسار.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حاولت البرتغال استعادة قوتها وإمبراطورتيها والتي كانت منتشرة في جميع القارات، فقامت البرتغال بالتقليل من مستعمراتها وتوحيد أراضيها في قارة واحدة، بدأت الثورات الداخلية في الإمبراطورية البرتغالية؛ ممّا دفع البرتغال الاعتراف باستقلال مستعمراتها وتعرضت البرتغال بعد ذلك إلى تمردات تطالب بالإطاحة بالحكم وتم الإعلان عن حكومة جديدة قامت بإصدار قوانين جديدة.
بداية تأسيس الإمبراطورية البرتغالية:
تم تأسيس الإمبراطورية البرتغالية عند سقوط الأندلس وبداية حرب الاستعادة، فتم تأسيس مملكة البرتغال كمملكة مستقلة وتم استعادة أراضيها من المسلمين، شعَرت البرتغال بعد حصولها على الاستقلال وعدم خوضها الحروب بأنّه يجب عليها السعي في تكوين مستعمرات وراء البحار، فقامت بإرسال قواتها العسكرية إلى شمال أفريقيا؛ وذلك من أجل توسعة أراضيها وتحسين تجارتها و اقتصادها المنهار في بداية تأسيسها.
تمكنت البرتغال من السيطرة على السواحل الأفريقية وتكوين تجارة واحتكارها، لم تكن أوروبا تعلم عن تلك التجار ولم تكن تعلم بأنّه يمكن الوصول إلى قارتي أفريقيا وآسيا بحراً، فبدأت البرتغال بزراعة قصب السكر والمتاجرة بالعبيد.
بدأت البرتغال بالتخطيط لغزو البرازيل والتي رأت فيها من أكثر الدول غنى وسوف تكون مكاناً للصراعات الأوروبية، فقد كانت فرنسا تسعى في السيطرة عليها بعد قيامها بعملية الغزو، فقامت البرتغال بطرد الفرنسيين من الأراضي البرازيلية وإقامة المدن البرتغالية فيها، وتم حكم تلك المدن من قِبل أغنياء البرتغال، ولم تتمكن تلك الإدارة من حكم البرازيل؛ ممّا دفع البرتغال إلى حكم البرازيل من قِبل الحكومة البرتغالية.
قامت إسبانيا بغزو البرتغال بعد وقوع خلاف بين الدولتين، فقامت إسبانيا باستعمار البرتغال وتم تنصيب ملك إسبانيا ملكاً على البرتغال، فتم توحيد مملكة البرتغال وإسبانيا تحت حكم ملك واحد وقالت إسبانيا بأنّها لن تتعدى على القوانين البرتغالية، وسوف تولي إدارة الدولة إلى الشعب البرتغالي مع وجود حاكم لإدارة أمور الدولة، وافقت المستعمرات البرتغالية على حكم إسبانيا لها وطلبت فرنسا من إسبانيا التنازل عن البرازيل لصالحها، رفضت إسبانيا الطلب الفرنسي وأبقت مستعمرة البرازيل تحت السيطرة البرتغالية والإسبانية.
خلال فترة اتحاد البرتغال وإسبانيا تحت حكم واحد حَصلت البرتغال على عدة مزايا تجارية، حيث قامت إسبانيا بمساعدة البرتغال في توسعة تجارتها عبر البحار وخاصة تجارة الرقيق التي كانت تشتهر بها البرتغال؛ ممّا إلى تحسن المستوى الاقتصادي فيها، زاد اهتمام البرتغال بمستعمرة البرازيل وأخذت تقوم بتوسيعها.
لم تكن لدى البرتغال أيّ عداءات مع الدول الأوروبية وفضلت السلام في جميع الأوقات، ولكن ارتباطها مع إسبانيا قادها لخوض الحرب مع فرنسا وهولندا وإنجلترا، فقد كانت هولندا تحت الحكم الإسباني وسَعت للحصول على الاستقلال، في تلك الأثناء كانت الحرب دائرة بين إنجلترا وإسبانيا وقامت إنجلترا بالاستيلاء على السفن التجارية البرتغالية، ورأت إنجلترا بأنّها لا بد لها من السيطرة على المستعمرات والتجارة البرتغالية.
بدأت هولندا بغزو المستعمرات الإسبانية والبرتغالية وسيطرة على التجارة البرتغالية عبر البحار؛ ممّا أدى إلى نشوب الحرب البرتغالية الهولندية، تمكنت هولندا من السيطرة على المستعمرات البرتغالية الموجودة في أفريقيا وكما استولت على التجارة البرتغالية، حاولت هولندا السيطرة على البرازيل، إلا أنّ البرازيل قامت بطردها منها، وقد أدى ذلك إلى انهيار البرتغال وخاصة بعد قيام إسبانيا بتقديم البرتغال كتعويض إلى إنجلترا.
