مشكلة اللاوعي الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


مشكلة اللاوعي الاجتماعي:

تشكل الحياة اللاواعية الوجه الخفي للتجربة الوجودية للإنسان، وتكتسب كل وزنها وتأثيرها من خاصيتها الأساسية، وهي الإفلات التام من سيطرة الوعي والإرادة من ناحية، ومن شدة الضغط الذي تمارسه المبكوتات على جميع أوجه النشاط الحياتي.

اللاوعي الاجتماعي يتغلغل في كل حركة وسكون، وتوجه وبكل نظرة وقيمة تحيط بحياتنا، لم يعد بالإمكان حالياً القيام بدراسة اجتماعية لحياة الإنسان دون النظر إلى نشاط حياته اللاواعية.

العلاقة جدلية والتحديد متبادل بين الاجتماعي واللاوعي، فالبيئة الاجتماعية بمؤسساتها الرئسية تشكل الشخصية الإنسانية في قوالب خاصة، وتنقش نظامها السائد في أعمق أعماق الإنسان من خلال تشكيل حياته اللاواعية، إن نمط الشخصية وبيئتها هو نتاج العلاقات الأولية الذي يظل فاعلاً في اللاوعي، وهكذا فإن النظام السائد للبينة الاجتماعية يعود ويترسخ من خلال ثبات النماذج الأولية لحياة العلاقة في اللاوعي الاجتماعي، كما أنه ينعكس وينقل الصراعات والأزمات اللاواعية لذلك النظام.

تفسيرات مشكلة اللاوعي الاجتماعي:

  • أولاً: تأخذ المشكلة معاني متعددة على مختلف أبعاد الوجود الإنساني، ولكن هذه المعاني على تنوعها تتلاقى في تأثيرها الدينامي، بما له من قوة تأثير اجتماعي.
  • ثانياً: يلمس الملامح الأكثر بروزاً وقابلية للنفاذ، من خلال التفجرات الانفعالية التي يمر بها المجتمع في المراحل الحرجة من تاريخه، وتجعل البيئة اللاواعية المميزه له تطفو على السطح مما يسمح بدراستها من خلال الالتماس والتحليل العيادين بشكل واضح.

العلاقة بين التسلط والقهر الاجتماعي:

نظام التسلط والقهر الاجتماعي يأخذ على المستوى اللاوعي شكل العلاقة السادمازوشية، وهناك من ناحية طرف قاسي وظالم ومستبد، ينزل الأذى بضحيتة لا يستطيع أن يحس بالوجود إلا من خلال تبخيسها وتسبب الآلام لها إلا من خلال التحقيق من صغف الضحية الذي كان هو سببه، هذا الطرف المتسلط لا يستقر له توازن إلا حين يدفع بذلك المقهور موقع العجز المستسلم.

مفهوم القهر الاجتماعي:

هو معاملة خبيثة أو غير عادلة أو ممارسة للسلطة، غالباً تحت ستار السلطة أو الازدراء الثقافي، قد يكون القهر صريحاً أو خفياً، اعتماداً على كيفية ممارسته ويشير القهر الاجتماعي إلى التمييز عندما لا يستهدف الظلم وقد لا يصيب بشكل مباشر كل فرد في المجتمع، ولكنه بدلاً من ذلك يستهدف مجموعات معينة من الناس.

يحدث القهر الاجتماعي عندما تستغل مجموعة واحدة في المجتمع بشكل غير عادل، وتمارس السلطة على مجموعة أخرى باستخدام الهيمنة والتبعية، ينتج عن هذا سوء معاملة واستغلال مدعوم اجتماعياً لمجموعة من الأفراد من قبل ذوي القوة النسبية في بيئة المجموعة الاجتماعية، قد يعتمد القهر على العديد من الأفكار، مثل الفقر أو الجنس أو الطبقة أو العرق أو الفئات الأخرى.

كيف يحدث القهر الاجتماعي؟

يحدث القهر الاجتماعي، عندما تخلق قوانين في مكان ما معاملة غير متكافئة لمجموعة أو مجموعات هوية اجتماعية معينة، مثال آخر على القهرالاجتماعي هو عندما تحرم مجموعة اجتماعية معينة من الوصول إلى التعليم الذي قد يعيق حياتهم في وقت لاحق من الحياة، ينشأ القهر الاجتماعي من ديناميكيات القوة والاختلالات المتعلقة بالموقع الاجتماعي لمجموعة أو فرد الموقع الاجتماعي هو المكان الاجتماعي للفرد أو المجموعة في التسلسل الهرمي للعرق والطبقة والجنس، وكذلك في التسلسلات الهرمية الاجتماعية الهامة الأخرى مثل العمر والعرق والأمة.

عناصر القهر الاجتماعي:

  • القدرة على تصميم القواعد واللوائح أو التلاعب بها.
  • القدرة على الفوز بالمسابقات من خلال ممارسة القوة السياسية أو الاقتصادية.
  • القدرة على كتابة وتوثيق التاريخ الاجتماعي والسياسي، وهناك تسلسلات هرمية اجتماعية سائدة، العرق والطبقة والجنس والتي تساهم في الاضطهاد الاجتماعي.

أنواع القهر الاجتماعي:

  • القهر الطبقي:

يؤدي القهر الطبقي للفقراء والطبقة العاملة إلى الحرمان من الاحتياجات الأساسية والشعور بالدونية تجاه الطبقة العليا، فضلاً عن العار تجاه الفرد للطبقة التقليدية أو العرق أو الجنس أو التراث العرقي، أصبحت الطبقة عنصرية مما جعل النسبة الأكبر من الأشخاص يعيشون في فقر؛ نظراً لأن الاضطهاد الطبقي منتشر بين طبقة الأغلبية في المجتمع فقد يبدو أحياناً غير مرئي، ومع ذلك فهو قضية ذات صلة تسبب المعاناة للكثيرين.

  • الهيمنة:

مواجهة القهر الاجتماعي على المستويين الكلي والجزئي، مصفوفة الهيمنة الخاصة بها مصفوفة تناقش الطبيعة المترابطة لأربعة مجالات للسلطة، بما في ذلك المجالات الهيكلية والتأديبية والهيمنة والشخصية يعمل كل مجال من هذه المجالات على الحفاظ على عدم المساواة الحالية التي تواجهها الفئات المهمشة أو المستبعدة أو المضطهدة تعمل المجالات الهيكلية والتأديبية والهيمنة على المستوى الكلي، مما يخلق اضطهاداً اجتماعياً من خلال الهياكل الكلية مثل التعليم أو نظام العدالة الجنائية، والتي تلعب دوراً في مجال العلاقات الشخصية من الحياة اليومية.

  • القهر المؤسسي:

يحدث القهر المؤسسي عندما تعكس القوانين والأعراف والممارسات الراسخة وتنتج بشكل منهجي أوجه عدم مساواة قائمة على عضوية الفرد في مجموعات هوية اجتماعية مستهدفة،كانت العواقب القمعية ناتجة عن قوانين أو أعراف أو ممارسات مؤسسية، فإن المؤسسة تكون قمعية سواء كان الأفراد يحتفظون بها أم لا هذه الممارسات لها نوايا قمعية، ويسمح القهر المؤسسي للحكومة والمؤسسات الدينية والتجارية وموظفيها بتفضيل مجموعات معينة من الأشخاص بشكل منهجي على أساس هوية المجموعة.


شارك المقالة: