تعمل الأنثروبولوجيا على دراسة الكائن البشري من جانبين: الاجتماعي والطبيعي، حيث أن المنظور الاجتماعي يركز بدراسته على السلوك والأحداث والمواقف والتفكير لدى البشر، أما المنظور الثاني الطبيعي فيركز على دراسة التطور العضوي البيولوجي للإنسان.
منظور المستقبل في الأنثروبولوجيا:
لعبت الأنثروبولوجيا دورًا مهمًا للغاية في كل مجال مجتمع إنساني. خلال الحقبة الاستعمارية، تم استخدامها كأداة إدارية. حيث خرجت الأنثروبولوجيا الاجتماعية من هذا الانطباع الاستعماري وخلقت الآن انطباعًا جديدًا له مسار تأديبي. وباعتباره تخصصًا أكاديميًا، فإنه يتمتع بقاعدة نظرية ثابتة وفريدة من نوعها ذات البعد العملي. كما أنها قادرة حقًا على التكيف في المستقبل القريب والتغييرات التأديبية مع الأطر النظرية الجديدة.
فالأنثروبولوجيا لا تغطي فقط الأنماط المعاصرة للحياة البشرية ولكن أيضًا تسجل بعناية التغييرات في الإنسان في المجتمع والحياة. ويغطي أيضًا الحساب التاريخي وعصور ما قبل التاريخ لحياة الإنسان. وبالتالي، يصبح وثيق الصلة بكل مرحلة من مراحل الحضارة الإنسانية.
يتصور كلود ليفي شتراوس مستقبل الأنثروبولوجيا الاجتماعية كدراسة كاملة في حد ذاته من حيث الاتصالات بين الأشخاص والجماعات. من حيث دراسة التواصل من الكلمات والرموز التي تنقل المعاني بين الأشخاص التي تشكل المجتمع بدراسة علم اللغة والمعرفة والفن وما إلى ذلك.
من خلال دراسة التواصل بين الزوجين (الرجل في المجتمع الأمومي والمرأة في المجتمع الأبوي) وبين مجموعات مختلفة وأيضاً دراسة الزواج، ومجموعات الأقارب وأعراف القرابة. ودراسة الاتصال بالسلع والخدمات بين الأشخاص وبينهم، حيث تشكل المجموعات أيضًا نطاق لدراسة التنظيم الاقتصادي والمواد الحضارية.
وبالتالي، يمكن دراسة قضايا المجتمع البشري ليس من منظور الثقافة ولكن من حيث الهياكل التي تجسد الثقافة. حيث تأتي العديد من هذه الأفكار المبتكرة في مجال الأنثروبولوجيا الاجتماعية ويتزايد نطاقها من حيث كليهما النظرية والتطبيق.
مجالات عمل الأنثروبولوجيا:
مجالات عمل الأنثروبولوجيا كثيرة ومتنوعة وهي كما يلي:
1. الطب الشرعي: والتي تتعلق بمعرفة أسباب الوفاة وغيرها من الأمور ذات الصلة.
2. المؤسسات العلمية والبحثية: وهي المؤسسات التي تتعلق بمواضيع الإنسان وقضاياه المختلفة.
3. المدارس: وذلك بتدريس مادة الاجتماعيات.
4. البحث الجنائي: وذلك من خلال العمل في التحقيقات لمعرفة أسباب الوفاة والجرائم.
5. مؤسسات المجتمع المدني: وذلك من خلال العمل في المؤسسات غير الحكومية وجمعيات التنمية المحلية.
6. الجمعيات الإحصائية: وذلك من خلال العمل بالمؤسسات التي تعمل على جمع المعلومات التي لها علاقة بالإنسان والمجتمع.