اقرأ في هذا المقال
من هو محمد سعيد باشا الأصغر؟
محمد سعيد باشا الأصغر هو : محمد سعيد باشا (التركية العثمانية: محمد سعيد شاشا 1838-1914)، كان معروفاً أيضًا باسم كوجوك سعيد باشا (“سعيد باشا الأصغر”) أو صابر جلبي أو في شبابه باسم ما بين باسكتيبي سعيد باي، كان سياسيًا عثمانيًا، وعضو مجلس الشيوخ ورجل دولة ورئيس تحرير صحيفة (Jerid-i-Havadis) التركيّة. كان من بين رجال الدولة العثمانيّة الذين كرههم حزب الاتحاد والترقي، الحزب السياسي الذي وصل إلى السلطة بعد الانقلاب العثماني في عام (1913).
حياة محمد سعيد باشا:
وُلد محمد سعيد باشا في أرضروم في عام 1838م، وهو أحد أفراد عائلة سبآزاده من أنقرة، اسمه الحقيقي محمد سعيد، ولقب “كوجوك” لقصر طوله حتى لا يمكن الخلط بينه وبين سعيد باشا الآخر، والده علي نعمك بك، ابن حسن أفندي من العلماء، أكمل تعليمه الابتدائي في أرضروم واستمر في مدرسة مسجد إبراهيم باشا هناك.
عند وفاة والده في عام (1853)، انقطع تعليمه عندما دخل مكتب إدارة أرضروم كموظف حكومي من أجل إعالة أسرته، تم نقل منصبه إلى قلم المراسلات لجيش الأناضول هو مايون في عام (1856)، بعد ذلك بعامين، ذهب إلى اسطنبول مع وفد الجيش وكلّف بمراقبة بعض الحسابات في وزارة الماليّة.
أصبح موظفًا حكوميًا في (Meclis-i Vâlâ) في ديسمبر (1858)؛ ثم أحضر عائلته من أرضروم إلى اسطنبول، حاول إكمال تعليمه مع مواصلة خدمته المدنية، بدأ الدروس في مسجد آيا صوفيا، على الرّغم من انقطاعه من وقت لآخر بسبب واجباته الخارجيّة، فقد واصل تعليمه هنا لمدّة سبع أو ثماني سنوات، تعلم اللغة الفرنسيّة وكذلك اللغة العربيّة واللغة الفارسيّة.
خلال مهماته الأولى، سافر حول الأناضول وروميليا، تمّ تكليفه بمهمّة إضافية رئاسة الدورة السابعة للجزر البليديّة، والتي تم إنشاؤها في عهد جلالة الملك الأول فؤاد باشا، في عام (1864)، تم تعيينه في جمهورية يانيا، البرلمان، لكنّه استقال وعاد إلى اسطنبول.
في عام (1866)، تم إرساله إلى مدينة سالونيك كمكتب بريدي، لكنّه استقال بعد عدم زيادة راتبه، كانت نيته البقاء في اسطنبول والارتقاء في خطوات البيروقراطيّة، لهذا السبب، تجنب واجباته الإقليمية قدر الإمكان، سبب آخر لربطها بإسطنبول هو تطور الصحافة العثمانيّة حينئذ.
هذا الحماس الذي من شأنه أن يكسبه لقب وزير الصحافة كان قد بدأ في وقت مبكر، عمل مُصححًا في سيرود هافاديس لفترة، عندما دخل (Rasızznâme-i Cerîde-i Havâdis) حياة النشر في أغسطس في عام (1864)، كتب هنا مقالات غير موقعة.
أهم جانب في مسيرته في الصحافة هو النقاش الأدبي الذي بدأه مع حناسي، الذي كان أيضًا ينشر جريدة تسفير إفكار، هذا النقاش، الذي اشتهر باسم “مسألة (anh / anha of the Mebhûset)، هو أيضًا أول جدال مكتوب في تاريخ الصحافة التركيّة.
بسبب هذه العلاقة الوثيقة مع الصحافة، تم تعيينه مديرًا لدار الطباعة في عام (1867)، أثناء فترة تعليم صفت باشا، بالإضافة إلى ذلك، تم نقل مديرية تقويم Vekyi إليه، أولاً، كان لديه لائحة أعدّت لمطباع أمير، ثمّ اتخذ الإجراءات اللازمة لظهور التقويم بانتظام.
عند إنشاء (Şûrâ-yi Devlet)، في (1) أغسطس (1868)، تمّت ترقيته إلى رئيس (muavin) لمحكمة عدل ولاية (râ-yi)، بعد فترة، أصبح المستشار الرئيسي لقسمي الشؤون الداخليّة والقرارات في نفس المؤسسة، وخلال مهمته الثانية على وجه الخصوص، كتب العديد من اللوائح والكلمات المتعلقة بالشؤون الإدارية والتعليم والإدارة العامة.
خلال بعض التغييرات التنظيمية التي أجريت في Şûra-yi Devlet، تمّ تعيينه كرئيس لـ D asvân-ı Ahkâm-ı Adliyye في عام (1871)، على الرّغم من أنّه أصبح كاتبًا في وزارة التجارة في عام (1874)، إلّا أنّ هذا الواجب لم يدم طويلًا.
بناءً على طلب من الصدر الأعظم حسين أفني باشا، تم تبادله مع كاتب الولاء زيني أفندي، أتيحت له الفرصة للعمل مع ثلاثة وزراء كبار في هذا المنصب حتى أكتوبر (1875)، بعد أن ظل مفتوحًا لمدّة ثلاثة أشهر تقريبًا، على الرّغم من معارضة الوزير الأعظم، تمّ تعيينه كعضو في (Meclis-i Ticaret ve Zirâat) المشكل حديثًا بناءً على اقتراح وزير التجارة داماد محمود باشا، وأثناء هذه المهمة، أعد كلمات لتأسيس غرف التجارة والزراعة والصناعة مع وزارة التجارة والزراعة.
علاقة محمد سعيد باشا الأصغر مع السلطان عبد الحميد:
في (31) أغسطس (1876)، عندما اعتلى عبد الحميد الثاني العرش، عينه كاتبًا رئيسيًا للوزارة، أراد مدحت باشا وفريقه إحضار ضياء باشا أو نامق كمال أو سعد الله باشا إلى مابين باسكيتابتي، تسبب تعيينه في هذا المنصب في تركيز الانتباه عليه.
لذلك، على الرّغم من فوزه بالعديد من المعارضين، الثاني، أصبح مستشار عبد الحميد الذي لا غنى عنه في (8) نوفمبر (1876)، بالإضافة إلى هذا الواجب، تم تسليم نزاريتي الخزينة إليه، ساهم في إعداد كانون العيسائي خلال سنته الأولى، أربعة أشهر وعشرين يومًا في منصبه، وصاغ الدستور بنفسه.
دخل حكومة حمدي باشا التي تأسّست في (11) يناير (1878) وزيرا للداخليّة، ومع ذلك، استمرت سيادة حمدي باشا ثلاثة وعشرين يومًا فقط، أحمد فيفيق باشا، الذي خلفه، قطع نذوره على شرط أن يكون سعيد باشا قد أُخذ من وزارة الداخليّة، وهذا الوضع تسبب في عداوة بين الباشاوات.
تم إرسال سعيد باشا الذي أقيل من منصبه الوزاري بناءً على طلب أحمد فيفيق باشا إلى الثاني عيّنه عبد الحميد وزيراً لحزينة الحسين للمرة الثانية في (14) فبراير (1878)، لم يدم هذا الواجب طويلا وتم تعيينه على رأس زيان في (18) أبريل.
كان من بين الذين تم إرسالهم من المركز إلى المحافظات بعد مؤسّسة جيران، أرسل إلى ولاية أنقرة في (5) يونيو (1878)، على الرّغم من أنّه لم يستطع إيقاف تعيينه، إلّا أنّه تمكن من تحويل مكان عمله إلى حاكم بورصة، من المعلوم أن الصدر الأعظم أحمد فيفيق باشا كان له تأثير على لامركزيته.
شغل سعيد باشا منصب حاكم بورصة لمدّة ستة أشهر، وفي الوقت نفسه، انتهز الفرصة لطلب السلطان عبد الحميد الثاني للحصول على آراء من عدة أماكن لإجراء الإصلاح في الأناضول وفقًا لمعاهدة برلين، فكتب قصيدة غنائية طويلة تحتوي على أفكاره لإدارة بورصة والمحافظات الأخرى.
ربما مع هذا الجدارة، تمكن من تذكير نفسه للسلطان مرّة أخرى. في واقع الأمر أرسل السلطان عبد الحميد الثاني خطابًا يفيد باستمرار اهتمامه أخيرًا، تمّ منحه الإذن اللازم من أجل العودة إلى اسطنبول وجاء إلى اسطنبول وتمّ تعيينه في وزارة حزين عيسى للمرّة الثالثة في (28) نوفمبر.
عندما جلب عبد الحميد التونسي خير الدين باشا إلى منصبه في (4) ديسمبر (1878)، طلب من سعيد باشا أن يتولى منصب وزير البلاط في مجلس الوزراء، لأنّ جزءًا مهمًا من الإصلاح المطلوب في معاهدة برلين كان يتعلق بالمسائل القضائيّة، وقد تأثر السلطان أيضًا بمقولته حول الإجراءات التي يجب اتخاذها.
هذا الوحي، الثاني، ووجه جميع ممارسات عصر عبد الحميد، وخاصّة التعليم، أعد سعيد باشا لائحة التنظيم العدلي المؤلفة من سبع عشرة مادة في (24) ديسمبر (1878) وما زالت سارية حتى اليوم، وقدمها إلى الدولة، في اللائحة التي تمّ تبنيها هنا، أعيد إنشاء المنظمات المركزية والإقليمية التابعة لوزارة العدل، ودخلت المحاكم النظامية حيِّز التشغيل.
ترتيب مهم آخر قام به سعيد باشا خلال هذه الفترة هو إنشاء مكتب المدعي العام لأول مرّة في المحكمة العثمانيّة، كان أيضًا عضوًا في لجنة الإصلاح المالية أثناء تحضيره للمحكمة، وشارك في منصب رئيس فرع التنازل في نفس اللجنة.
تولى سعيد باشا منصب الوزير الأعظم بعد إقالة الوزير الأعظم أحمد شريف باشا في (18) أكتوبر (1879)، استمرت فترة حكمه الأولى حتى (9) يونيو (1880)، خلال هذه الفترة، قدم خدمات متنوعة في الشؤون المالية، أمّا سبب الإقالة يُعتقد أنّها نشأت من السياسة التي اتبعها السلطان عبد الحميد الثاني ضد الدول في ذلك الوقت.
ويُذكر أنّه بعد فترة بسيطة من إقالته، طلب منه السلطان عبد الحميد الثانيتجهيز قائمة إصلاحات،وذلك حتى يتمكن السلطان من إتخاذ إجراءات عند تدخل الدول الأُخرى بالشؤون الداخلية للدولة العثمانيّة، تناول سعيد باشا العديد من القضايا المهمة مثل قضية الجبل الأسود، وعقد (Düy yıln-ı Umûmiyye)، وإنشاء إدارة التبغ والاحتكار، وتعويضات الحرب التي ستدفع لروسيا، والمسألة التونسية خلال فترة توليه منصب الصدارة للمرّة الثانية التي استمرت لمدّة عام وسبعة أشهر وعشرين يومًا.
خلال عام (1908) أيضًا، اشترى محمد سعيد باشا ممر إسطنبول الشهير في منطقة بيوغلو، المعروف اليوم باسم جيجيك باساجي (“ممر الزهور”)، أصبح الاسم الحديث شائعًا في الأربعينيّات؛ خلال فترة ملكية محمد سعيد باشا في القرنين العشرين والعشرينيّّات من القرن الماضي، كانت الممرات تُعرف باسم سايت باشا باشا (“ممر سعيد باشا”).