الأدوات المستخدمة لكتابة خط النسخ في الصين

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لخط النسخ الأثر الكبير في نقل الكتب وخاصة الدينية منها، وذلك لتلبية احتياجات الكثير من القراء والهواة لقراءة تلك الكتب، حيث كان للصينين الفضل في استخدام النسخ الميكانيكي للكتب بواسطة النقوش الحجرية.

ما هي الأدوات التي استخدمها الصينيون القدماء في نسخ الكتب؟

  • النقوش الحجرية.
  • أختاماً مصنوعة من الحجر أو لعظام بالإضافة إلى المعدن وذلك لينسخو الكثير من اللوحات المختلفة والنصوص الدينية القصيرة.

لقد ظل الصينيون يستخدمون هاتين الطريقتين خلال العصر الوسيط في عهد أسرة تانغو، حيث عرف التاريخ ما يعرفون به في ذلك العهد باسم (عمال النسخ)، وقد كانوا هؤلاء مخولين بنسخ الكتب من نقوش حجرية.

ومن البلدان التي قلدت الصينيون في هذا النوع من النسخ كانت اليابان، وكان أهل الصين واليابان يفضلون هذه الطريقة على القوالب الخشبية التي تطورت في تلك الفترة، لأنها كانت تعتقد أن الحجر فقط يمكن أن يحفظ النصوص الأصلية للكتب المقدسة وكذلك جمال الكتابة الصينية القديمة.

كان للإمبراطور تايد تسونغ أثر كبير أثناء حكمه للبلاد في الاهتمام وانتشار الكتب، حيث قام بتأسيس مكتبة كبيرة في العاصمة، وكانت تلك المكتبة تحتوي ما يقارب على أربعة وخمسون ألف لفافة.

وفي هذا العهد في الصين بدأ أهل الصين والخطاطون يعتمدون على نسخ الخطوط بواسطة القوالب الخشبية، ومن أقدم النصوص الخشبية التي وجدت في عام 1944 ميلادي كانت ويعود تاريخ هذا النص إلى سنة 757، وهو يتضمن أحد النصوص البوذية المقدسة.

حيث أن أقدم كتاب مطبوع بالقوالب الخشبية في الصين ما زال محفوظاً يعود لسنة 868 ميلادي وهو يتضمن النص البوذي (سوترا الماسية)، وما زال هذا الكتاب محفوظ في المكتبة البريطانية في لندن، وهو من أهم الكتب الصينية التي نسخت، ويقال أن هناك العديد من الكتب الصينية التي نسخت بنفس الطريقة.

كما يقال بأن اليابانيين في القرن الثامن الميلادي كان لديهم العديد من الكتب التي نسخت بهذه الطريقة، لكن اليابان كان في وضع هامشي وخاضعة للصين في المجال الثقافي، وأن أكثر الكتب في الصين كانت منقوشة على الخشب ومطبوعة على الورق.

ما هي موضوعات الكتب التي اهتم الصينيون في نسخها؟

  • كتب في الطب.
  • كتب في الزراعة.
  • كتب الآداب والتاريخ.
  • الكتب الدينية.

هذا ولقد أدى الاهتمام بالخط إلى وجود العديد من الكتب وفتحت العديد من المكتبات لحفظ الكتب فيها وتقل ما فيها للأجيال اللاحقة، ومن أهم تلك المكتبات (المكتبة الإمبراطورية) وفي الحقيقة أن هذه المكتبات لم تكن من أكبر المكتبات؛ لأن الأباطرة الصينيين كانوا هواة للكتب وخصوا هذه المكتبة بدور مهم لنشر المؤلفات الأصلية للخطاط (لكونفوشيوس) وكذلك مؤلفات العلماء الصينيين الأخرين.

علاوة على ذلك فقد كان للمؤلفات التاريخية التي لم تكن تصدر كما يجب من قبل الناشرين الآخرين، ومن المهم بيان أن الأباطرة قد هذه المكتبة دور مهم كمؤسسة معرفية تهتم بالكتب الدينية والتاريخية وتنقيحها ويتنافسون في إظهار الخط بها بصورة واضحة يستطيع الشخص قراءتها لكي تحفظ في تلك المكتبة المشهورة.

وفي القرن الحادي عشر الميلادي سجل اختراع مهم للغاية في تقنية الطباعة، حيث قام الصيني والخطاط المخترع بي شنغ باختراع فكرة عبقرية ألا وهي طباعة الكتب بحروف خشبية متحركة عوضاً عن القوالب الخشبية، حيث استطاع المؤلفين بهذا الاختراع نسخ الكثير من الكتب والمؤلفات.

في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي جاءت فكرة جديدة ببال أحد العلماء عوضاً عن فكرة بي شينغ والتي لم تكن سريعة في العمل فقد قاموا باستبدال الحروف والرموز المصنوعة من الصلصال المشوي بأخرى مصنوعة من الخشب وتم طباعة ما يعادل مائة نسخة من من الألواح الخشبية.

كما تم صناعة ما يقارب ستون ألف رمز، ومن الآثار التي تدل على براعة الصينين في الخط كانت مغارة (تون هوانغ ) المشهورة في تركستان الصينية، لقد استطاعت هذه المغارة حفظ أكثر وأهم المخطوطات الصينية بالإضافة إلى مخطوطات أخرى مكتوبة في لغات وأبجديات مختلفة.

أما عن مكتشف تلك المغارة كان (راهب طاوي) وكان ذلك في عام 1900ميلاد عندما اكتشف بأن هذه المغارة مبنية من الطوب وليست صخور حيثُ قام بهدم تلك الجدران ووجد في الداخل قاعة مليئة باللفافات ولم تكن تقل تلك اللفافات عن ما يقارب ألف ومئة وثلاثون واحدة.

كما كان من أهم تلك اللفافات كتاب صيني قديم منسوخ بألواح خشبية وهو (سوترا الماسية) لقد تمكن الراهب من شراء ذلك الكتاب بأن ينقل ذلك الكتاب إلى بلاد الهند ومن ثم نقله إلى لندن، وما زال ذلك الكتاب والمكون من اللفافات والمنسوخ بألواح خشبية محفوظاً في لندن إلى الآن.


شارك المقالة: