النقد الفني في العصر الحديث:
لطالما كانت الكلمات القاسية والتحليل الوصفي والنقدي للقطع الفنية جزءاً لا يتجزأ من عالمالفن. حيثُ من المحتمل أن يكون النقد الفني قد نشأ مع أصول الفن نفسه، كما يتضح من النصوص الموجودة في أعمال الفيلسوف اليوناني أفلاطون، والمعماري الكاتب فيتروفيوس أو القديس أو غسطين من بين آخرين.
كما يمكن تعريفه على نطاق واسع بأنه مناقشة وتفسير للفن وقيمته، في السعي وراء أساس عقلاني لتقدير الفن. وفي عام 1932، عرّف الشاعر والفيلسوف الفرنسي بول فاليري النقد الفني بأَنه “شكلا من أشكال الأدب الذي يتكثف أو يتضخم، ويؤكد أو يرتب، أو محاولات لتحقيق الانسجام في كل الأفكار التي تتبادر إلى الذهن عندما يواجه من قبل الظواهر الفنية”. حيث سيطر التحليل التفسيري والأحكام الجمالية على خطاب النقد الفني لفترة طويلة من الزمن، وكان النقد الفني جزءًا لا مفر منه من ديناميكيات الفن المعاصر.
حيث أن للنقد الفني دور مهم جداً في تطوير وتعميق عمل الفنانين، ولكن أيضاً في مساعدة المشاهدين على إدراك الأعمال الفنية وتفسيرها. ومع ذلك، في عام 2005 ميلادي، صرح الناقد الفني ديف هيكي وقال :”أن النقد في أخطر حالاته، يحاول توجيه التغيير.
وعندما لا يتغير شيء لا يوجد من يعارض، هنا يحتاج النقد إلى العودة مراراً وتكراراً لتوضيح الأزمة التي مر بها النقد الفني الحديث. أما بالنسبة لنقاد العصر الحديث (نقاد اليوم) فهم لا يعملون فقط في وسائل الإعلام المطبوعة والمجلات الفنية المتخصصة وكذلك الصحف. بل وقد ظهر نقاد الفن للعصر الحديث أيضًا على الإنترنت والتلفزيون والراديو والصحف وموارد وسائل التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك (Facebook) وتويتر (Twitter)، وكذلك في المتاحف وصالات العرض.
حيث يعمل العديد من النقاد أيضًا في الجامعات أو كمعلمين للفنون في المتاحف. حيث يقوم نقاد الفن برعاية المعارض، وكثيراً ما يتم توظيفهم لكتابة كتالوجات المعارض والاهتمام بها. كما يمتلك نقاد الفن العصري منظمتهم الخاصة، وهي منظمة غير حكومية تابعة لليونسكو، تسمى الرابطة الدولية لنقاد الفن التي تضم حوالي 76 قسمًا وطنيًا وقسمًا سياسيًا غير منحاز للاجئين والمنفيين.