الخط الكوفي

اقرأ في هذا المقال


ما هي أسباب تسمية الخط الكوفي بهذا الاسم؟

  • يجمع المؤرخين والعلماء والكتاب على أنه سمي بهذ الاسم نسبة الى مدينة الكوفة، كما كان أكثر ما اعتنّ به هم أهل الكوفة؛ نظراً لاهتمامها بشوؤن الثقافة، ولقد نال الخط قسطاً كبيراً من التجويد.
    كما تنوعت أشكاله على مر الزمان، وتعددت صوره كما غدت له مسبحة زخرفية خاصة به، حيث استأثر باسمها لأنه ابتكر فيها ولم يكن له وجود قبلها، لهذا فقد تمكن العلماء والمؤرخين حقيقة ليس فيها شك، وهي أنّ الكوفة قد وضعت الأسس الثابتة للحروف العربية الكوفية.

كما أنه من الملاحظ أنّ أهل الكوفة قد أفرطوا في استخدام الصورة اليابسة في كتابة المصاحف، كما وبقيت المصاحف تكتب بالخط الكوفي زهاء أربعة فرون حتى حل محلها في كتابتها خط جميل هو خط النسخ، أما الخط الكوفي التذكاري اليابس فقد استخدم في التسجيل على المواد الصلبة والأخشاب والمعادن،التي تتضمن الآيات والعبارات الدعائية وأسماء الصناع والفنانين وغيرها من المعلومات.


هذا ولقد تطور الخط الكوفي تطوراً كبيراً خلال العصر العباسي وقد عرف الخطاطون والمزخرفون كيفية الانتفاع من الخصائص الزخرفية لهذا الضرب من الخط أحسن انتفاع، وأحاطو الخطوط الكوفية بنماذج رائعة عظيمة التنوع من التوريفات والزخارف، وقد كان هذا الخط بعيداً عن التشابك والتعقيد، كما أنه سهل القراءة، لكن يوجد فيه بعض الزخرفة.

ما هو التقسيم التقليدي للخط الكوفي؟

  • الكوفي البسيط: وهذا النوع لا يلحقهُ توريق أو تخميل أو التضفير، ومادته الكتابية بحتة، هذا وقد شاع في العالم الإسلامي شرقه وغربه في القرون الهجرية الأولى حتى وقت متأخر، ومن أشهر أمثلته (قبّة الصخرة في القدس وكتابه مقياس النيل في القاهرة وكتابه الجامع الطولوني، كما أن غالبية الكتابات يمكن أن ترى على شواهد القبور في الكوفة ومصر وغيرها من بقاع العالم الإسلامي).
  • الكوفي المورق: وهذا النوع الذي تلحقه زخارف تشبه أوراق الأشجار، حيث تنبعث من حروفه القائمة أو حروفه المستلقية، وبالأخص الحروف الأخيرة سيقان رفيعة تحمل وريقات نباتية متنوعة الأشكال، هذا وقد بدأت ظاهرة التوريق في صورتها الأولى في مصر، قبل أن يتقدم القرن الثاني الهجري.
    هذا ويغلب الظن أنّ تكون نزعة التوريق قد انتقلت من مصر الى شرق العالم الإسلامي وغربه، حيث قدر لها أن تلعب دوراً مهماً في زخرفة الكتابة، كما أن أقدم كتابة مورقة شرقي العالم الاسلامي كتابة في المسجد الجامع نائين بايران مؤرخه سنة 288ه ويعتبر التوريق الفاطمي غاية ما بلغته هذه الضاهرة في مصر من النمو والتطور والإرتقاء.
  • الكوفي المزهر(المخمل): يعتبر هذا الرسم على أرضية من سيقان النبات اللولبية وأوراقه، وأرضية مزخرفة بزخرفة نباتية تشغل جميع الفراغات التي حول الحروف، كما أن أشهر أمثلته في إيران وفي مدرسة السلطان حسن بالقاهرة ويلحق هذا النوع كتابات تستأثر فيها الحروف بالجزء الأسفل من الافريز وتشغل الزخارف النباتية كل فراغ يتخلف بعد ذلك.

ما هي أهم سلالات الخط الكوفي؟

  • الهندسيّة المثلثة.
  • المربعة.
  • المخمسة.
  • المسدسة.
  • المسبعّة.
  • المثمنّة المستديرة وربما تعذرت قراة عباراته لشدة تداخلها واشتراك حروفها.

أقسام الخط الكوفي من حيث اليبوسة والليونة:

  • كتابات جامع تازة المضفرة.
  • جامع سيدي أبي الحسن في تلمسان.
  • كتابات باب شلاال هدائية.
  • كتابة مدرسة أبي العنانية ومنه كتابة الكزازفي اشبيلية باسم سلطان المدجنيين، من القرن الرابع عشر الميلادي والثامن الهجري.
    الكوفي الهندسي: حيث يتميّز هذا النوع من الخط بأنّه شديد الاستقامة، قائم الزوايا، ولا تزال نشأته غامضة، كما أن أغلب الظن أن فكرة الزخرفة بالطوب المختلف الحرق في العراق وإيران والمعروفة (بالهزارباف) والتي تتكون من الطوب المختلف الحرق في أوضاع رأسية وأفقية، بحيث تنشأ من ذلك اأشكالا هندسيّة وكتابية لا حصر لها، ومن أشهر أمثلة هذا الخط:
    1. مسجد السلطان قلاوون في مصر، مسجد زين الدين يوسف وتربة أم السلطان بتربة الوالدة صاحبة القبتين السلطانيتين بقرافة السيوطي.
    2. مسجد البرديني بالداودية في القاهرة وكثر استخدامه في العصر التركي الأخير، مثل مسجد فوه ورشيد الأثرية.

ينقسم هذا الخط الى قسمين:

  1. تذكاري يابس.
  2. مصحفي ليّن: وقد أورد الأستاذ تركي عطيّة الجبوري في كتابة (الخط العربي الإسلامي ) نوعاً من أنواع الخط الكوفي ،علما بأنها تعود بالأصل إلى هذه الأقسام.

ما هي قواعد الخط الكوفي؟

  • الإسماعيلي.
  • المدني.
  • المكي.
  • الأندلسي.
  • البغدادي.
  • االريحاني.
  • العباسي.
  • المصري.

تقسيم الخط الكوفي من حيث الأغراض والاستخدامات:

  • الخط الكوفي التذكاري: وهذا النوع من الكتابات ثقيل كبير الحجم، تستدعيه عادة مناسبة جسيمة، ويشمل هذا الخط:
  1. النقوش الكبيرة على العمانر: حيث كانت تعرف بأنها أفاريز خطيّة أو أشرطة تحلّي الحيطان أو رقاب القباب.
  2. النقوش التأسيسية التي تؤرخ لإقامة أثر، وعادة ما تكون منقورة في الحجر أو الرخام.
  3. النقوش الشاهديّة: وهي أكثر بساطةً من حيث إنجازها وقراءتها من الكتابات التذكاريّة كشواهد القبور وعلامات الطريق.
    لقد استمرت الكتابة بهذا النوع من الخط (الكوفي التذكاري) في العالم الاسلامي حتى القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، حيث بدأ يغلب عليه خط النسخ ويسلب تلك المكانة أمام الخط الكوفي وقد تأثر العصر الأيوبي بمؤثرات سلجوقية.
    لقد كان للخط التذكاري اللّين السيادة المطلقة في العصر المملوكي، فقد كتبت به المصاحف وحُليت به واجهات المساجد، واتسعت تبعاً لعظم المنشآت المملوكية (المساحات) التي حليت بهذه الكتابات في أعلى واجهات المساجد بالخط المستدير اللين الكبير الحجم.

هذا وقد استخدم المماليك في مصر أشكالا مختلفة من الخطوط الكوفية بقصد الزخرفه وبقصد تحليّة حوائط المدارس والمساجد من الداخل،حيث تظهر هذه الكتابات على شكل (أشرطة فسيفساء الرخام) (الخردة) تحلّي أعلى السفل الرّخامي في (الأيونات) ومن الأمثلة عليها:

  1. مسجد الغوري.
  2. مسجد السلطان قلاوون.
  3. ضريح زين الدين يوسف.
  4. مدرسة السلطان حسن.
    هذا وقدر للخط الكوفي التذكاري أن يحيا في إيران حتى القرن الثالث عشر الهجري، بينما انقرض أوكاد في مصر منذ أواخر العصر المملوكي، وكان الفرس أسبق الأمم الإسلامية تحرراً من هذا الخط، حيث أصبح يستخدمون الخط الفارسي (خط الشكستة) الدارج في تحلية تربيعات الخزف في الري وقاشان.
    اما الكتابات التذكاريّة الإسبانية فمعظمها نقوش تأسيسية تؤرخ للمباني الدينية والحربية في العصور الأولى من الحكم الإسلامي، والمبكر منها كتب بالخط الكوفي، أما في أوائل القرن السابع الهجري فقد أخذ المعماريون في إفريقيا والأندلس بزخرفون مبانيهم بالخطوط المستديرة فيما عدا القليل من الأبنية الدينية والمدنية ومن الأمثلة عليها:
    1. جامع تلمسان.
    2. مسجد العطارين.
    3. باب شلا.
    4.مدرسة أبي العنانبة.
    وقد استمرت الكتابة بهذا النوع من الخط (الكوفي التذكاري) في العالم الاسلامي حتى القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، حين بدأ يغلبه على أمره خط النسخ ويسلبه تلك المكانة الممتازة التي كانت له في فارس وبلاد الشرق الأدنى ومصر التي تأثرت فنونها في العصر الأيوبي بمؤثرات سلجوقية واضحة.

لقد كان للخط التذكاري الليّن السيادة المطلقة في العصر المملوكي، فقد كتبت به المصاحف وحلّيت به واجهات المساجد، واتسعت تبعاً لعظم المنسآت المملوكية (المساحات) التي حليت بهذه الكتابات في أعلى واجهات المساجد بالخط المستدير الليّن الكبير الحجم.

وعلى الرغم من سيادة الخطوط المستديرة فقد ظلّ للخط الكوفي بعض الوجود، حيث بقي الخط التقليدي، يكتب به في فواتح السور وفي بعض المساحات المحددة على المباني.


شارك المقالة: