أبعاد دراسة وتحليل البيئة الداخلية لإدارة الموارد البشرية

اقرأ في هذا المقال


يجب أن تقوم إدارة الموارد البشرية بعملية التحليل للبيئة الداخلية من خلال عدد من الأبعاد المهمة التي تساهم في عملية التخطيط للموارد البشرية بنجاح، ومن هذه الأبعاد رسالة المنظمة وثقافتها والتخطيط والتصميم للمنظمة وغيرها الكثير.

أبعاد دراسة وتحليل البيئة الداخلية لإدارة الموارد البشرية

أولا رسالة المنظمة

إن نقطة الانطلاق أو البداية في تجهيز الاستراتيجية هي عملية التحديد الدقيق لرسالة المنظمة، التي تسعى استراتيجية المنظمة إلى تطبيقها لكي تضمن البقاء والديمومة للمنظمة، فرسالة المنظمة هي الرؤية المستقبلية لما تسعى أن تحققه المنظمة في المستقبل طويل المدى، ومن ثم فهي تعتبر الأمل المرغوب والطموح القائم والمشترك الذي يهدف كل الموظفين في المنظمة إلى تحقيقه.

ثانيا تخطيط وتصميم عمل المنظمة

إن مهمة التخطيط والتصميم لعمل المنظمة يتجه نحو الفردية أو الجماعية، وله أثر بشكل أساسي على تحديد استراتيجية إدارة الموارد البشرية، فإذا كان التصميم قائم على العمل الجماعي أي تتم الأعمال والمهام داخل المنظمة عن طريق فرق عمل لكل عمل فإن استراتيجية الاستقطاب والاختيار والتدريب للموارد البشرية والتنمية للموارد البشرية سوف يكون اتجهاهه إلى تكوين موارد بشرية تتصف بمواصفات خاصة من حيث القدرات والمهارات والمواهب وغيرها.

لكي تصبح قادرة على ممارسة مجموعة من الأعمال أو المهام الوظيفية خلال فريق العمل الواحد، أما استراتيجية التعويض والحوافز فسوف تقوم على ناتج العمل الجماعي، وتحتوي على آليات العمل الجماعي ما يُسمّى بمنظومة المصفوفة، حيث نجد أن منظومة المصفوفة هذه لها أثر على استراتيجية الهيكل التنظيمي.

إذ تتطلب هذه المنظومة من إدارة الموارد البشرية أن تجد قـوة عمل إضافية تمتلك وتتميز بمهارات خاصة ومختلفة، تجعلها سريعة النشاط والحركة واتخاذ القرار، ويتوفر لها المقدرة الكبيرة من الاستقلالية في الأعمال، يكون هدفها تحقيق مهمة المصفوفة بناءً على الأهداف المحددة المطلوب تطبيقها، ثم تعود إلى المنظمة في الفرع الرئيسي أي المنظمة الأم بعد انتهاء المهمة المكلّفة بها في أحد الفروع أو الأقسام التابعة للمنظمة.

ثالثا الهيكل التنظيمي

يعبر الهيكل التنظيمي من التنظيم الرئيسي لعلاقات العمل في المنظمة؛ لأنه يعتبر الإطار العام للعلاقات التنسيقية فيها والوسيلة الفعّالة في الوصول لأهداف المنظمة والعمل على مواجهتها للظروف البيئية التي تحيط به، ويعرف الهيكل التنظيمي على أنه هو الأسلوب الذي يتم به تقسيم العمل وتنسيق أعمال ومهام المنظمة.

رابعا الثقافة التنظيمية

يقصد بالثقافة التنظيمية على أنها عبارة عن منظومة من القيم الرئيسية التي تتبناها المنظمة وفلسفة إدارة الموارد البشرية التي تحكم أنظمتها تجاه الموظفين والأساليب التي يتم إنجاز المهام عن طريقها والافتراضات والمعتقدات التي سوف يشارك في الالتقاء حولها أعضاء المنظمة.

إن من مسؤوليات إدارة الموارد البشرية القيام بنشر وتعليم ثقافة المنظمة بين الموظفين في المنظمة، ثم التدريب على طرق الالتزام بهذه الثقافة خلال تعاملهم مع الآخرين، إذ تعبر ثقافة المنظمة عن القيم والعادات السلوكية التي سوف تحقق توحيد الإدراك والفهم للعاملين لرسالة المنظمة وأبعاد هذه الرسالة، وتقوم بتوضيح هذه الثقافة ما هو أخلاقي وترغب المنظمة بجعله مُأصّل وجعله عادة لدى العاملين، وما هو غير أخلاقي وترفضه المنظمة ولا تسعى لتواجده لدى الموظفين فيها.

ويمتد دور إدارة الموارد البشرية يتشمل مراعاة أهداف هذه الثقافة التي تخص المنظمة، وهذا من خلال عملية الاستقطاب والاختيار الموارد البشرية، فتضع إدارة الموارد البشرية الأسس التي يتم اختيار الموارد البشرية بناءً عليها، حيث تتوافق وتتلاءم مع ثقافتها كإدارة، وهي التي تنبثق من ثقافة المنظمة، بالإضافة إلى ملائمتها مع ثقافة المنظمة، وعلى إدارة الموارد البشرية أيضاً أن تقوم بوضع برامج نوعية المنبثقة من ثقافة المنظمة، لكل الموظفين بالمنظمة وبطريقة دورية.

خامسا الاختلافات والفروق الفردية بين الموارد البشرية داخل المنظمـة

قد تعتبر الاختلافات من حيث العمر والثقافة والمؤهلات العلمية والخبرات العملية والبيئة الاجتماعية، مما يكون مزيج من الكفاءات وتنوع فريد في الطاقات وغيرها، وقد تسبب هذه الاختلافات إلى اختلاف كبير في الحاجات والاتجاهات والرغبات  والطموحات للموارد البشرية، وأسلوب تفكيرها وتعاملاتها.

هذا الاختلاف يفرض على إدارة الموارد البشرية مراعاتها عند تحديد البرامج التنفيذية وممارساتها وأنشطتها وهي في طريق تنفيذ استراتيجيتها، فلا يسمح أن تميز فئة من الموظفين على فئة أخرى، حيث سوف يؤدي هذا إلى وجود صراع واختلاف بين الموظفين داخل المنظمة، وهذا سوف يكون له أثر سلبي على الإنتاجية، إن الابتعاد عن الصراعات والاختلافات تقع مسؤوليته على كل المدراء والإدارات في المنظمة، وهذا التجنب يكون دليل من خلال الأدلة التي تشهد بكفاءة المدير ومهارته الإدارية.

وعلى إدارة الموارد البشرية أن تجعل من أساس استراتيجيتها تصميم البرامج التعليمية والتدريبية الملائمة والتي يتمكن عن  طريقها مدراء الإدارات داخل المنظمة من التصرف بمهارة مع هذه الاختلافات، وتوظيفها لتحقيق أهداف التنظيم أو وأدها قبل انتشارها.

سادسا العوامل التسويقية

يتم تحديد الأنشطة التسويقية ومدى كفاءة وفاعلية الإدارة التسويقية في تطبيق أهداف المنظمة واستراتيجياتها التي تتعلق بالمجالات التسويقية المتنوعة، ويمكن معرفة نقـاط القوة و الضـعف في وظيفة التسويق من خلال تحديد العناصر التالية:

  • مزایا وعيوب السياسات السعرية للمنتجات الجديدة.
  • فوائد وتكاليف الترويج والإعلان والبيع الفردي وخدمات ما بعد البيع.
  • تحديد نقاط القوة و الضعف في مزيج المنتج و تقييم البرامج الملائمة التي تخص تطوير المنتج أو صناعة منتج جديد.

سابعا العوامل الإنتاجية

هي العوامل التي تخص إدارة الموارد الضرورية  لإنتاج سلع أو خدمات تقوم المنظمة بتقديمها إلى السوق، وتقوم الإدارة العليا في المنظمة بالبحث عن عوامل الإنتاج و العمليات في المنظمة وعما يشكل القدرات والمميزات التي تُمكّن الإدارة من استغلال الفرص المتوفرة في البيئة الخارجية أو الاستعداد لأخطارها وتهديداتها بطريقة التي تحقق النجاح الاستراتيجي للمنظمة.

وتخص الأعمال والاستراتيجيات التي تخص الإنتاج بالجودة و التكاليف وتقديم الخدمة في الوقت وجودة الإنتاج وكذلك بالأسلوب الذي يتم فيها اختيار المنتج و إدارة الموارد البشرية تصميمه و الرقابة على أعمال المنظمة الضرورية للإنتاج أو لتقديم الخدمات التي تقوم بعكس درجة الجودة والتكلفة والخدمة والكفاءة الإنتاجية.

ثامنا عوامل إدارة الموارد البشرية

المقصود بإدارة الموارد البشرية هي مجموعة من القرارات التي تخص العلاقات الوظيفية التي لها أثر في فعالية المنظمة والموظفين وهي العملية التي تخص جذب الأفراد و تطويرهم والحفاظ عليهم في أطر تحقيق أهداف المنظمة وتحقيق أهدافهم الفردية، وتحتوي عوامل الموارد البشرية على ما يأتي:

  • تحديد عناصر القوة والضعف المتواجدة في النظام الرسمي لتقييم الإنجاز عن طريق قياس الأداء الفعلي بالمقارنة بالمعايير المخططة.
  • مستوى المهارات الفنية والتقنية والمعرفية للموظفين والمدراء في المنظمة.
  • المزايا والعيوب والطرق الإدارية المستخدمة وأثرها على الموظفين وخصوصًا نمط القيادة الإدارية الموجودة في المنظمة.
  • فعالية أنظمة الأجور والتحفيز.

شارك المقالة: