إدارة المعرفة في المنظمات العربية واقتصادها المعرفي

اقرأ في هذا المقال


إدارة المعرفة والاقتصاد المعرفي في المنظمات العربية:

تهدف بعض المنظمات العربية إلى التكيّف والعمل على إعادة ترتيب وضعها، الشيء الذي سوف يكفل لها مواكبة احتياجات الاقتصاد المعرفي، وهذا سوف يعمل على تقليل الفجوة بين هذه المنظمات والمنظمات في العالم المتطور، ويجعل نقطة الانطلاق لها متقاربة، وبالتالي يظهر الأمل في وسط العقبات التي تواجهها المنظمات العربية في ظل الاقتصاد الجديد.

وفي الناحية الأخرى نجد أن أكثرية المنظمات العربية لا يتوفر لديها في الوقت الحالي نموذج جديد للإدارة الذي يتناسب مع احتياجات الدخول إلى الاقتصاد المعرفي، فالدراسات أوضحت إلى أن الهيكل الميكانيكي المنتشر في الأكثرية إن لم يكن في كل المنظمات العربية لا تتناسب بشكل مطلق مع اقتصادات المعرفة، فضلاً عن أن هرمية السلطة وما يتبعها من أسلوب الأوامر والفرض في القرارات لا يتناسب مع تهيئة رأس المال الفكري؛ لكي تحقق الإبداع والابتكار والذي يعتبر هو أساس المعرفة.

لذلك فإن ما يجب أن تقوم به المنظمات العربية أن تهدف إلى توليد المعرفة الخاصة بها؛ لأن المحاكاة والاستنساخ معرفة وتجارب الآخرين لا تحقق ميزة التنافسية للمنظمة، ولا تضمن لها البقاء والنمو في بيئة ذات التغيير السريع، وإن الاهتمام بالكفاءة والقدرة البشرية وتنميتها وتحسينها يعتبر كفيل بهذا، خاصة أن التاريخ يشهد للعقل العربي أنه يتصف بالريادة والمساهمة الفاعلة في التراكم المعرفي بشكل واضح، وقد اعتبرت الشخصيات التاريخية في حضارة وادي الرافدين ووادي النيل التي تعتبر من عجائب الدنيا السبع دليل على أن العقل البشري العربي متميز.

ويجب أن تهدف المنظمة العربية إلى التأقلم وإعادة ترتيب وضعها، بما يحقق لها التناسب مع احتياجات التحول إلى الاقتصاد المعرفي، ومطلوب منها تدريب جميع الكوادر  البشرية لها لتركز على رفع القابلية لها لتقدم الحلول بشكل سريع للمشاكل المستعجلة، وابتكار المعرفة التي تكون قابلة لإعادة الاستخدام المتكرر لتحقّق أكبر عائد ممكن، وخصوصًا أن العالم الجديد للصناعات التي تكون معتمد على المعرفة قد تتميز بالتأكيد على التكيف والاستجابة السريعة، على عكس النظرة التقليدية التي تعتمد على التنبؤ والتخطيط طويل الأمد.

ما هي التساؤلات التي يجب أن تطرح لتتقدم المنظمات العربية في إدارة المعرفة والاقتصاد المعرفي؟

  • هل تهدف منظمات الأعمال العربية للبحث النشيط عن فرص لها في الاقتصاد الجديد، عن طريق تغلغلها في السوق الجديد؟
  • هل يوجد هناك دراسة لمتطلبات التحول الجذري في النظرية الاقتصادية، وخصوصًا في إعادة ترتيب الأوضاع والتحول لها إلى أنماط وهياكل تناسب الاقتصاد المعرفي؟
  • هل تنازلت الإدارة العليا في المنظمات الأعمال العربية عن تبني الرواية الرسمية عن منظماتهم، وقامت بالبحث عن الحقيقة المؤلمة لواقع منظمة الأعمال العربية بكل شفافية؟
  • هل سعت المنظمات العربية شبه الرسمية لبناء تجمعات قطاعية المنظمات الأعمال، بهدف تحديد صياغة مشتركة لتأسيس مراكز البحث والتطوير العربية؟
  • هل تتحرك المنظمات العربية في اتجاه الشبكة الاقتصادية الدولية التي تتصف بالأسلوب التحالفي بمجال واسع، وتقوم باستخدام التجارة الإلكترونية والإنترنت؟
  • ما هو الدور الذي يجب أن تقوم منظمات الأعمال العربية باعتماده بما له علاقة بالتطور السريع في تكنولوجيا المعلومات، وكيف تنتقل المنظمة إلى مرحلة المنظمة الرقمية؟
  • هل برنامجها لتوليد وخزن واسترجاع وتطبيق المعرفة يتلاءم مع حجم وطبيعة التحدي الذي قد تتعرض له؟
  • إلى أي مدى سعت منظمات الأعمال العربية لتحقق التكامل مع شقيقاتها في الدول العربية الأخرى، لتبني شبكة من الاتصالات لتبادل الخبرة والمعرفة فيما بينها؟

أما الوضع في في الوطن العربي في هذا المجال فإن منظمة العمل العربية لديها تساؤلات وتسمّى بالهوة الرقمية، التي تعتبر هاجس مرعب لكل رجل أعمال والاقتصادي ومخطط الاستراتيجي، فالأسئلة حول نشأة اقتصاد جديد والفرق الحاصل في انتشار التكنولوجيا الرقمية وتثبيت ثقافتها في منظمات الأعمال والمجتمع، موضوع يتطلب مواكبة سريعة ومحكّمة لتتم مواجهة التحدي المعلوماتي.

فالتغييرات في كيفية عمل الاقتصاد ستصل إلى عالم العمل، حيث إن خلق الوظائف أو فقدانها أو محتوى العمل ونوعيته، وكذلك موضع العمل  أمور تتأثر بشكل ما بحقبة العولمة الرقمية، ويتبع هذا تحسين المهارات وتنظيم العمل. وهناك ناحية أخرى للقلق على القاعدة العمالية التي تمتلك المعرفة، أي الذين يقومون بابتكار الأفكار ويقومون بنقلها بشكل إلكتروني على شكل منتجات غير ملموسة أو غير مادية.


شارك المقالة: