الجذور الفكرية الاستراتيجية لدمج الموظفين في المنظمات

اقرأ في هذا المقال


أول مَن عرض مفهوم دمج الموظفين هم كلاً من كريس آرجيرس (CRES ARGIRES)، ووايت باك (WHITE BAKK)، اللذان تقدما بنظرية عن مشاركة الموظفين في المنظمات.

نشأة فكرة استراتيجية دمج الموظفين

بدأت الفكرة من خلال تحديد المشكلة الرئيسية في حياة منظمات الأعمال وهي كيفية حشد الموارد البشرية الذين يحملون فروق في الشخصيات، وفروق في مستويات الذكاء والقدرات والاتجاهات، وأن يندمجوا مع بعضهم من خلال الأعمال التعاونية داخل المنظمة.

ويكون لديهم دافع في رغبة لتحقيق الرغبات، ولديهم شعور بأنهم جزء منها وينتمون لها، ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق التخلص من هذا الاختلاف بين أهداف المنظمة وأهداف الموظفين فيها، والعمل على انصهارهما في إطار واحد وهي مصلحة الطرفين، وتكون مصلحة مشتركة.

والتخلص من هذا التناقض لا يكون من خلال النظريات والشعارات فقط، يجب أن يكون من خلال القول والفعل، نحن نحتاج أفعال وبراهين تقوم المنظمة بتقديمها للموظفين، تجعلهم يدركونها فيكون لديهم قناعة بأن مصلحتهم شيء مهم للمنظمة، التي تهدف لتحقيقها حتى تحقق الإشباع المادي والمعنوي لديهم وأن نظرتها لهم على أنهم هم أغلى شيء تملكه المنظمة.

ومن دونهم لا تتمكن من تحقيق الأهداف، فالمصلحة مشتركة بينهم ولا يجوز تحقيق أهداف أحد الطرفين على حساب الآخر. ومن هنا تم تحديد ماهية الاندماج الموظفين في منظمات الأعمال، وهي كالآتي:

  • يختلفون في القدرات والمهارات والشخصيات.
  • يصبحون زملاء ويتحملون مشاكل العمل مع بعضهم البعض.
  • هم في حالة اعتماد متبادل بينهم، ويستخدمون موارد مختلفة تقدمها المنظمة لهم حتى يقوموا بتحويلها إلى منتج أو خدمة في بيئة عمل مادية ونفسية واجتماعية محددة.
  • تسمح لهم البيئة بتقديم كل ما يمتلكون من قدرات مختلفة، ويحققون من خلالها إشباع مادي ومعنوي لرغباتهم، من خلال سلوك تنظيمي منظم لتحقيق أهداف المنظمة وأهداف الموظفين بشكل متوازن.
  • الاندماج لا يحصل إذا تم تحقيق الأهداف لأحد الطرفين دون الآخر؛ لذلك لا يمكن أن نقول أن الاندماج قد حصل إلا إذا تحققت أهداف الطرفين.
  • المنظمة الناجحة هي التي تتمكن من غرس القيم التنظيمة لدى الموظفين بينها وبين الموظفين وهناك مصلحة مشتركة، إذا لم يساهموا في تحقيق الأهداف، لن تتمكن من تحقيق أهدافهم.
  • الاندماج هو مصلحة للطرفين، وعندما يتحقق يقصد بذلك بأن الطرفين قاموا بالسعي لتحقيق رغبات الطرفين بعضهما البعض.

درجات استراتيجية اندماج الموظفين

فكرة آرجيرس وباك عن استراتيجية اندماج الموظفين قامت على أن الاندماج هو إنصار العنصر البشري الذي يمثل الموارد البشرية في التنظيم الرسمي الذي يمثل المنظمة مع بعضهما البعض؛ حتى يشكلا عنصر واحد متكامل في المصالح، ويهدفان معًا وبطريقة متوازنة لتحقيق أهدافهما معًا.

ويُعد الاندماج في هذه الحالة معيار لنجاح المنظمة، وللوقوف على درجة الاندماج الموجودة في المنظمة اقترح آرجيرس وباك أن تقوم منظمات الأعمال بقياس درجات الاندماج كل فترة حتى تعرف حقيقة وضعها، وهذه المستويات هي أربعة مستويات كالآتي:

  • لا يوجد اندماج نهائي، أي أن أهداف أحد الطرفين وهما الموظفين والمنظمة قد تحققت على حساب أهداف ورغبات الطرف الآخر وبمستوى كبير، وهنا لا يوجد أي نوع من أنواع التوزان.
  • وجود اندماج ضعيف.
  • وجود اندماج مقبول.
  • اندماج ذو مستوى مرتفع، وعند هذه الدرجة يتحقق التوازن ويكون قد تحقق أهداف كلاً من الطرفين الموظفين والمنظمة، وأن كليهما راض عن الطرف الآخر وأن المنظمة هنا قد حققت النجاح.

يمكن قياس درجة الاندماج عن طريق دراسة حاجات الموظفين وأهدافهم ومقارنتها بالإشباع الفعلي الذي حققته المنظمة لهم، حيث من خلال نتائج المقارنة تتضح الحاجات التي لم تشبع من قبل المنظمة ولها أثر في درجة الاندماج.

ومن خلال دراسة مطالب المنظمة أي ما هو مطلوب من العنصر البشري؛ لتحقيق أهدافها ومقارنتها مع إنجازهم الفعلي لهذه الأهداف، ويمكن معرفة الجوانب التي قصر فيها الموظفون في تحقيق واجبهم نحو المنظمة وتحقيق رغباتهم وأثر هذا في عملية الاندماج ومستواها.

يمكن القول بأن نظرية الاندماج لآجيرس وباك وسيلة تساهم في المنظمات على معرفة مدى وجود خلل في التنظيم الرسمي أدى إلى عدم وجود اندماج فيها، هذا الخلل يجب دراسته ومعرفة أسبابه سواء من الموظفين أو المنظمة، وتحديد الحلول المناسبة حتى يتم تلافي هذه الأسباب والتخلص من الخلل وتحقيق درجة اندماج مرتفعة.

أخيرًا يجب أن نوضّح أن بداية نشوء فكرة دمج الموظفين جاءت من خلال ملاحظة مشكلة كيفية اندماج العناصر البشرية في المنظمة مهما كان هناك تباين في المهارات والقدرات والشخصيات للموظفين، وكيفية جعلهم قادرين على العمل الجماعي مع بعضهم البعض.


شارك المقالة: