اقرأ في هذا المقال
إن إدارة الموارد البشرية تعتبر من أهم عوامل نجاح المنظمة ووصولها لأهدافها؛ لأنها هي من تقوم بتزويد العنصر البشري الذي يعتبر هو العامل الأساسي حتى يتم الوصول للمنتج أو الخدمة المرغوب إنتاجها، وأصبح لإدارة الموارد البشرية في الوقت الحالي مدخل استراتيجي خاص بها وتقوم بدور كشريك استراتيجي للمنظمة.
المدخل الاستراتيجي للموارد البشرية
المدخل الاستراتيجي للموارد البشرية يعتمد بشكل كبير على القيام بالتحليل البيئة الداخلية والبيئة الخارجية للمنظمة، ودراسة جميع العوامل وثم تحليلها لغاية تحليل نقاط القوة وتحليل نقاط الضعف من عوامل بشرية وعوامل مالية وعوامل إدارية وهيكل تنظيمي وثقافة تنظيمية بما أنها من عناصر بيئة المنظمة الداخلية، وتحليل الفرص والتحديات التي تتمثل في العوامل السياسية والعوامل الاقتصادية والعوامل الثقافية والعوامل الاجتماعية والعوامل القانونية وعوامل التكنولوجيا والمنافسة في البيئة الخارجية.
إن المنظمات المعاصرة تهدف بشكل مستمر في الحفاظ على الميزة التنافسية، والتي تجعلها مميزة عن المنافسين في الأسواق المرغوبة وخاصة في ظل المنافسة القوية التي تنتج عن العولمة والانفتاح والتغير المستمر للبيئة الخارجية، وهذا يتطلب من هذه المنظمات أن تقوم بشكل دائم ومستمر بتقييم استراتيجياتها والعمل على تعديلها بما يتناسب مع هذه التغييرات ومن ثم تقوم بتيني استراتيجيات جديدة ويكون من أجل الحفاظ على هذه الميزة، مما يكون له أثر على الاستراتيجيات الوظيفية المتنوعة ومنها وظيفة الموارد البشرية في المنظمة.
لقد أصبحت المنظمات في الوقت الحالي لديها إدرك تام لأهمية العلاقة بين استراتيجية الموارد البشرية التي تستخدمها وتقوم بتطبيقها وبين موقعها بين المنظمات المنافسة، حيث أصبحت تدرك تماماً بأن اهتمامها باستخدام استراتيجية موارد بشرية ناجحة ومتكاملة سوف يؤدي إلى أداء أحسن للمنظمة ككل وتحقيق مستويات عالية من الجودة، من خلال التطوير والتحسين الدائم في أداء العاملين للمنظمة، ونتيجة لذلك أصبح موضوع المدراء في المستويات العليا ينظرون إلى إدارة الموارد البشرية من منظور استراتيجي وليس تقليدي.
كما كان متبعًا بالسابق حيث يتم التركيز على رؤية المنظمة ورسالتها وأهدافها لحكي تكون قادرة على مواجهة المشكلات والتغييرات وبهدف الحفاظ على الميزة التنافسية، إن المدخل الاستراتيجي للموارد البشرية تعدى الدور التقليدي والذي يكون منحصر اهتمامه في إدارة الأعمال اليومية الروتينية للموظفين في المنظمة، من عملية استقطاب واختيار وتعيين وتدريب وتقييم وتنظيم نماذج الإجازة والمغادرة ومراقبة الدوام، بل أصبح دورها أكثر أهمية بكثير حيث يتم الاهتمام على اعتبار أن الموظف، أصل استثماري أساسي ومهم من أصول المنظمة، بل وأهم عنصر في المنظمة.
إدارة الموارد البشرية أصبحت شريك حقيقي ومهم في التخطيط الاستراتيجي الشامل، حيث يكون لإدارة الموارد البشرية رسالة واضحة يتم اشتقاقها من الرسالة العامة للمنظمة، يفهمها كل الموظفين ويعملون بمقتضاها.
دور الموارد البشرية في بناء الميزة التنافسية للمنظمة
يتعامل الفكر الإداري التقليدي بالنظر لإدارة الموارد البشرية من أنها وظيفة إدارية، ولكن مع ظهور بعض المنظمات الحديثة تغيرت هذه النظرة فأصبحت الموارد البشرية شريك استراتيجي ووسيلة أساسية لبناء الميزة التنافسية ودعم لاستراتيجية المنظمة، حيث يعتبر مختصين ومدراء الموارد البشرية شركاء أساسيين مع المدراء الآخرين.
تعتبر عملية الدعم لبناء الميزة التنافسية من أهم الجهود التي تنفذها المنظمات المعاصرة لجميع أعمالها، وتعرّف الميزة التنافسية للمنظمة بأنها العوامل التي تمتلكها المنظمة والتي تميز منتجاتها عن منتجات المنافسين في السوق المرغوب، وهذا لكي يتم الوصول إلى عملاء جدد عن طريق زيادة الحصة السوقية أو الدخول لأسواق جديدة، ومن أهم الوسائل التي تتبعها المنظمات لتحقيق الميزة التنافسية ما يأتي:
- ريادة التكلفة: و تهتم هنا المنظمة على أن تقوم بعملية البيع بأقل الأسعار، حيث يكون تركيزها على السياسة العامة للمنظمة وتهتم في أن تكون تكلفتها أقل ما يمكن، بالتالي سوف تكون أسعار المنتجات التي تقوم بإنتاجها بأقل الأسعار في السوق الهدف.
- التمييز: وهنا يكون التركير من قِبل المنظمة على أن تتبنى مدخل شامل لكل عناصر ومقومات بناء المنظمة على أسس علمية متفوقة تنتج من خلاله القدرات العظيمة، لتتم مواجهة المتغيرات والأوضاع البيئية الخارجية من جهة، ويضمن لها تحقيق الترابط والتناسق والتكامل بين العناصر والمكونات الذاتية واستثمار القدرات المحورية والتميز بذلك في الأسواق ليتم الوصول إلى تلبية المنافع لأصحاب المصالح من مالكين وعاملين ومتعاملين والمجتمع كامل.