هل كل العناصر البشرية في منظمات الأعمال هي بحاجة للمزايا والخدمات التي تقدمها المنظمة لهم بنفس المستوى؟ وهل النسب التي يشتركون بها نفس القيمة؟ بسبب هذا الاختلاف تسعى المنظمات حتى تبني النظام المرن للمزايا والخدمات.
النظام المرن للمزايا والخدمات للموارد البشرية
بسبب التنوع الكبير لحاجات العنصر البشري في منظمات الأعمال المتعلقة بالمزايا والخدمات، قامت المنظمات بالتوجّه إلى تقديم نظام لهذه المزايا يُسمّى النظام المرن للمزايا والخدمات، وهذا النظام قائم على مبدأ رئيسي هو أن كل عنصر بشري من عناصر المنظمة مختلف عن بقية العناصر الأخرى في السمات والظروف التي يعيشها، وهذا بالتالي فإن الرغبات من المزايا والخدمات مختلفة عن رغبات واحتياجات العناصر البشرية الأخرى.
بالتالي العنصر البشري في المنظمة هو الأكثر إمكانية من الآخرين على تعظيم العوائد التي تعود عليه، ويكون من خلال اختياره أكثر المنافع ملائمة لرغباته الشخصية وأسلوب الحياة التي يعيشها، قد يشترك عنصر بشري ما في خدمة التأمين على الحياة بنسبة 60% من المبلغ المخصص له، ونسبة 15 % في الضمان الاجتماعي، و25% في الخدمات التعليمة، وقد يشترك عنصر بشري آخر في عدد أكبر من المزايا والخدمات ولكن بنسب أقل.
إن النظام المرن للمزايا والخدمات يسمّيه باحثي إدارة الموارد البشرية بكافتيريا المزايا والخدمات، استنادً إلى أن المنظمة تقوم بتقديم لائحة كبيرة ومختلفة من المزايا والخدمات التي تقدمها للموظفين والتي تمكن العنصر البشري أن يقوموا باختيار ما يلائم ظروف حياتهم والرغبات التي يسعون لإشباعها.
إن الانتقال من نظام المزايا والخدمات العادي إلى نظام الخدمات والمزايا المرن يتطلب بذل الجهد الكثير من إدارة الموارد البشرية في المنظمة، حتى تقوم بتشغيل وإدارة النظام الجديد، ولعلاج العقبات المحددة فيه مثل: تحديد وقت قيام الموظفين بالإخبار عن رغبتهم في الانضمام لمزايا وخدمات محددة، مواعيد تغيير هذه الرغبة، والقيام بتحديد أسلوب التصرف في التغييرات التي تحصل للوضع الاجتماعي للعنصر البشري مثل الزواج والإنجاب.
مما سبق يتبين أنه مطلوب من إدارة الموارد البشرية وبالدعم من الإدارة العليا للمنظمة ببناء نظام مرن للحوافز والخدمات حتى يقوم بتلبية رغبات وحاجات المنظمة ورغبات وحاجات العنصر البشري فيها.