تُعبّر الجدارة الائتمانية عن مدى رضى البنك عن العميل ومدى موافقة البنك على منح القرض له، وكذلك تُعتبر الجدارة الائتمانية أحد الطرق التي من خلالها يتم الحكم على العميل وعلى سمعته وعلى سمعة البنك نفسه.
تأثير الجدارة الائتمانية للعميل على سمعة البنك وأدائه:
غالباً ما يتم التعامل مع العملاء على أنهم المرآة العاكسة للبنوك، وبشكل عام من الممكن أن يقوم العديد من المستثمرين ورجال الأعمال والممولين بالحكم على أعمال البنك وسمعته وقدرته من خلال الحكم على العملاء الذين يتعامل معهم، وبناءً على هذا فإن البنك الذي يتعامل مع عملاء جيدون ذو سمعة جيدة يتمتع بإقبال كبير من قِبل المستثمرين ورجال الأعمال وكذلك المموّلين.
فالمموّلين على سبيل المثال لا يتعاملون مع البنوك التي لديها تعثرات مالية مع العملاء ولا يميلون إلى منح البنوك القروض؛ لأن البنوك وبشكل أساسي تعتمد على عملائها في عملية السداد، وبالتالي إن نقص السيولة البنكية المحصلة من قروض العملاء تؤدي إلى نقص السيولة التي يستخدمها البنك لسداد التزاماته. وفيما يخص المستثمرين، فالمستثمرين يعتمدون على التقارير المالية التي تُقدمها البنوك نهاية كل عام، وكذلك يعتمدون على سمعة البنك بشكل أساسي في عملية استثمارهم، فلا يلجأ المستثمر إلى بنك معين للاستثمار به ما لم يتأكد من قدرته المالية ومن نجاحه، وكذلك من مدى التزام عملائه.
ويُعتبر الأداء البنكي الجيد من أهم الأهداف التي تسعى البنوك إلى تحقيقها، ومن خلال القروض التي يتم منحها للعملاء يتم الحكم على أداء البنوك، وبذلك عند تقديم قرض مالي للعميل ويلتزم بالسداد، فإن البنك يحصل على أداء جيد بينما عندما يتعامل البنك مع قرض متعسر أو مجموعة من القروض المتعسرة، فإنه يحصل على أداء سلبي وغير جيد، وهذا ينعكس على صورته وينعكس على سمعته وبالتالي يؤدي إلى إفلاس البنك وخسارته.
فإن الجدارة الائتمانية للعميل تُعتبر من أهم الدراسات التي من الممكن أن يقوم بها الموظف البنكي، وكذلك تُعتبر علامة فارقة في مسيرة البنك العملية، ولا يمكن أن يتم منح أي قرض للعملاء دون القيام بها، فهي تُساعد البنوك على الوصول إلى مرحلة القرار الحكيم.