الفكر الإداري مستمر بالتطور منذ بدايته من خلال الممارسات الإدارية في منظمات الأعمال المتنوعة، وكان للأبحاث والدراسات والمفكرين دور في عملية تعزيز المعرفة الإدارية.
تطور إدارة الموارد البشرية من خلال المدارس الفكرية
خلال التغيرات التي حصلت على الإدارة بشكل عام وإدارة الموارد البشرية بشكل خاص اتصف الفكر الإداري بصفات ميزت كل مرحلة من مراحل إدارة الموارد البشرية، من حيث المدخل والاتجاه التي توجه لها هؤلاء رواد الإدارة باهتماماتهم، وهو ما حصل عنه أكثر ناتج فكري، والتي تشكلت في أكثر من مدرسة إدارية، كان لكل مدرسة النظريات الخاصة بها والتي كان لها دور في الفكر الإداري، والتي لحد هذا الوقت يهتم بها الباحثين في الإدارة؛ بسبب ما توفره من مفاهيم وأسس وقواعد وطرق منظّمة للأعمال الهادفة.
أولا المفهوم التقليدي لإدارة الموارد البشرية
المفهوم التقليدي لإدارة الموارد البشرية كان سبب في ظهور الكثير من الكتابات التي أكدت على ضرورة الاهتمام بالمورد البشري خلال العمل، وهذه الدراسات ركزت على أهمية اعتماد نظرة جديدة للمجتمع، إن التطورات البيئية التي دفعت باتجاه التصنيع والكتابات الاقتصادية والإدارية المشار لها بتطوير الفكر الإداري عامة، وظهور أعمال وظيفية متخصصة مثل إدارة الموارد البشرية بشكل خاص، هذه التطورات ترافقت مع التطورات التي حدثت بالميدان ومن أهمها:
- زيادة معدل التفضيل في العمل.
- التغيير الذي حصل على معدل المعيشة.
- التحسن للمعدل الثقافي للعنصر البشري.
- زيادة مستويات الطلب على تقليل وقت العمل.
- زيادة معدل الوعي للمورد البشري بما يتعلق بالكفاءة الإنتاجية.
- التغيير في تركيبة الموارد البشرية.
- إدراك المنظمات للحاجات البشرية للموارد البشرية.
هذه التطورات عملت على تحفيز أفكار مبتكرة كانت بدايتها بإدارة الأفراد التي بدأت بأنشطة محددة وبعدها توسعت وتطورت مع تطور الفكر الإداري بشكل عام، وتوضحت هذه الأفكار في المدارس الفكرية ومداخلها التطبيقية.
ثانيا حركة الإدارة العلمية
تعود بداية إدارة الأفراد كعلم له أصل ومبادئ خاصة به بمطلع القرن العشرين، وبوقت متزامن مع التطورات التي حصلت في علم إدارة الأعمال والفكر الإداري بعد ظهور حركة الإدارة العلمية، نادى المفكر تايلو (Taylor) بأن زيادة مستوى الإنتاج وتطوير نوعيته ترتكز على قاعدتين وهما:
1. الاختيار للموارد البشرية القائم على أسس وقواعد صحيحة.
2. التوزيع الذي يلائم القدرات والكفاءات التي تتميز بها هذه الموارد البشرية.
وهذا حتى يقوم كل فرد بأعلى مستوى إنتاجية يمكن أن يحققه، قام تايلور بصياغة نظرية القائمة على الفصل بين مهام الإدارة وجهود الموظفين، فوظيفة الغدارة يقصد بها بناءً على فلسفته التخطيط والتنظيم والمتابعة، بينما يقتصر دور الموظفين على تنفيذ ما يكلفون به من أنشطة من قبل الإدارة، اهتمت حركة الإدارة العلمية بتحديد أحسن الأساليب المتخصصة باستخدام العنصر البشري لجهوده.
وقد اتضح لتايلور ورفاقه أن اقتراحاته قد بينت وجود تناقض بين مصلحة الفرد كممثلة لأصحاب الأعمال، العامل الذي يطلب أجر عالي دون أن يرفع مجهوده، والإدارة تسعى لرفع كمية الإنتاج وتقليل الكلفة، ومحاولة لعلاج هذا التناقض قد أوصى تايلور باستعمال مقاييس الحركة والزمن عند تحديد الرواتب.
بالرغم من زيادة الإنتاجية وتحفيز الموظفين عن طريق الإيراد والحوافز بسبب تطبيق حركة الإدارة العلمية، إلا أن ذلك نتج عنه اعتراض الموارد البشرية، وهذا أظهر اعتراضات من النقابات العمالية عليها.
وعلى هذا الأساس فإن حركة الإدارة العلمية لاقت أثر كبير في تلك الفترة لما كان لها من آثار إيجابية على المنظمات، فحققت هذه الحركة تحسين الإنتاجية بشكل كبير، وهذا ظهر عنه الهيمنة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية.
وإن أساليب تايلور حققت احتياجات العالم المتنوعة وجعلته يحقق التطور الصناعي، وتحقيق اقتصاديات كبيرة، كان لأفكار تايلور وإنجازاته دور مهم في ظهور الكثير من الطرق الجيدة في التخطيط للإنتاج ودراسة العمل وتنظيمه.
ثالثا مدرسة المبادئ الإدارية
العالم فايول (Fayol)، هو أول من قام بتطوير مدخل عالم الإدارة، وقام بتحديد عدد من المبادئ العامة في نظرية الإدارة، التي كان لها دور في عدد كبير من المنظرين الإداريين، الذي أُطلق عليه مُسمّى مؤسس الفكر الإداري الحديث.
دراسات فايول تميزت بمحاولة الوصول لعدد من المبادئ التي تعمل على تنظيم العمل الإداري على مستوى المنظمة ككل، وليس فقط على مستوى إدارة الموارد البشرية فقط، كما أنها تميّزت نظرية فايول أن الوظيفة الإدارية تعمل على تغطية كل أنحاء المنظمة، ويمكن للموارد البشرية أن يكون لها دور في العملية الإدارية بدرجة ما.
أما فيما يتعلق بالتنظيم فإن فايول يرى العملية التنظيمية تحتوي على تعريف شامل للمنظمة، حيث يكون ملائم للأهداف المخططة وتحديد دور كل وظيفة تحديد دقيق، ولنظرية فايول يوجد أربعة عشر مبدأ بناءً على الأنشطة والوظائف، يمكن عن طريقها الاضطلاع بأنشطة إدارة الموارد البشرية على وجه التخصيص وإدارة المنظمة بشكل عام.
وفي النهاية تطور مفهوم إدارة الموارد البشرية من مفهوم إدارة الأفراد إلى ما ركز عليه تايلور في حركة الإدارة العلمية، وبعدها ما توصل له فايول في مدرسة المبادئ الإدارية.